استقيل يابرهان وتنحى....فقد خنت الثورة بقلم:سهيل احمد الارباب

03:09 AM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

نحن قدر بائس وحقير خطر لى ذلك على بالى وانا اعود من مشوار لتسجيل ابنى بالمدرسة بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية فالطرق مزحومة ولكن الحركة منسابة فى اخر ماتوصلت اليه هندسة عمارة التخطيط والطرق والمرور من مساحات ومسافات وكبارى وانفاق وسلامة لقد سبقونا بالاف السنوات بفعل عجزنا وحكوماتنا الماسوية والديكتاتورية والتى لم تنجز الا الفشل والارهاب وضياع عزة وقيمة الانسان وهى مجرد بدل خضراء ونياشين واوسمة تحاكى انجازات وهمية وادمغة محشوة بالزهو الفارغ وبالمؤسسة الهلام.
قبل 50عاما كنا فى مصاف الامم النامية على بساطة الحياة فيها كانت على اعتاب العصر كغيرها من دول وشعوب العالم الثالث فى افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا واقاصيها والعالم العربى يرزح فى غياهب الجهل والخرافة والبؤس المعرفى والحضارى المقيم.
ومرت السنوات وتغيرت الاوضاع وتغير معظم العالم ونحن فى سبات عميق وليته كان سباتا وهو تدحرح عنيف ومجنون الى حضيض بلاحدود ولانهاية وكاننا بحم وكابوس يابى الرحيل.
احسست بحموضة المعدة تذداد وانا اسمع البرهان عن الوضع الراهن ويطلب تفويضا من الشعب للانقلاب على ثورته وهو يخاطب رهط من قيادات الجيش السودانى الممتلون نياشين دون انجازات حقيقية فى الحفاظ على حدود البلد ولا ردع تمرد قام به احد او حتى حرب وصراع قبائل اهلية فى حالة فشل دائم وذريع بلغه اخر سنوات الانقاذ وتحول بكامله الى عضوية بداخل حزب المؤتمر الوطنى ومليشيا كاملة الولاء واصبحت الكلية الحربية المعدة لضباطة طوال ثلاثون عاما لايدخلها احد الا بتوصية من حركة الاخوان المسلمين مما افقد الجيش تماما قوميته مع مرور السنوات وما المنحازون لثورة الشعب الا قيادات كيزانية ارادت القفز من مركب غارقة كشان كثير من الثورات والانظمة المستبدة وفرضت تسويه هى بالتاريخ تعنى مرحلة انتقالية فى عمر الشعوب والتغييرات الثورية.
البرهان ليس له احقية طلب تفويض كقائد لجيش وطنى وهو يمثل نتاج تسوية مع بعض قيادات مليشيا الكيزان المستلبة لارادة الشعب 30عاما تقليلا للخسائر وتخفيضا لفاتورة نصر الثورة فلم يعد هنالك جيش منذ بداية حكم الانقاذ وابدل بمليشيا عقائديه لاتحمل عقيدة قتال وطنية واصبح يمثل واجهة سياسية حزبية وغير قومية لذلك انكسر فى كل حروبه الداخلية وتحدياته الامنية وتحول الى سوط عذاب بظهر الشعب يستهلك موارده ويبدد ثرواته وقد تحتكرت شركاته جل الاقتصاد الوطنى وتحول كبار ضباطه الى تجار اقمشة ولحوم ومسؤلى شركات استيراد وتصدير خارج الرقابة المهنية والمؤسسية وبدون حوسبة مالية وادارية فى صالح شراء وتدجين القيادات العليا وجعلها دولة ومافيا مصالح داخلية بين قيادات الجيش والبشير وجعلها مسبحة وخادمة للسلطان وتحت ارادته سوط عذاب لمعارضيه ومسبحين بحمده ورضاه.
والشعب السودان اضاع 53 عاما من عمره تحت حكم العسكر الفاشلين بتكرار وامتياز لايسدون عليه وبقية العسكر حول العالم ماركة مسجلة بامتياز الفشل العسكرية السودانية ولم يحصد الوطن جراء ذلك الا البؤس والخسار المبين وانعدام الحياة وانتهاك حقوقه الانسانية ذليلا تابعا لاقيمة له ولاصوت يعبر به عن نفسه وذاته .
والشعب السودانى ليس على استعداد لتكرار التجارب الفاشلة لاكثر من نصف قرن من السنوات العالية من عمره وهو يشاهد الامم من حوله تنهض بعزه وتنمية وعمران يتحدى العصر والسودان تراجع الى ماقبل العصور الوسطى فى حاله بؤس وواقع ممتلى بيأس عظيم.
واتسال حول طلب البرهان الذى يجب ان يحاكم عليه ويحقق معه داخل مجلس السيادة وحكومة الثورة بماذا تريد ان تفعل بالتفويض هل لتكرر عهد البشير وانت صنيعته المهنية والفكرية والاخلاقية وقد قال الشعب فيه كلمته وحكم عليه التاريخ ام تريد ان تضيعنا زمنا اخر نتوه فى مجاهل البؤس والفاقة وانعدام الضمير وسيطرة المافيا المحلية والدولية والاقليمية على ثروات وموارد ومقدرات الشعب عشرات السنين القادمة لنصحى ونكتشف اليباب.
على السيد الرئيس ان يعتذر عن سوء ادبه تجاه الشعب والثورة وان يقدم استقالته غير ماسوف عليه وقد قاربت فترته النهاية وان لايؤذينا بطلته الفارغة من اى مضمون ومحتوى وان يترك الشعب يواجه مصيره فهو ادرى بعد تجربة 53عاما من الضياع مع العسكر على معرفة طريق خلاصه وانجازه دولته الفتية وان لم يستقيل على لجان المقاومة الخروج الى الشارع فى مشهد مكرر عن 30يونيو بكل مدن السودان تحت شعار استقيل يالبرهان فقد خنت الامانه وتحالفت مع الاعداء ضد الثورة واردت سرقة ثمرة نضال الشعب السودانى خلال 30عام.