المديدة حرقتني .. البرهان وحمدوك تقتالوا الطفولة بقلم:عواطف عبداللطيف

المديدة حرقتني .. البرهان وحمدوك تقتالوا الطفولة بقلم:عواطف عبداللطيف


08-25-2020, 07:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598378954&rn=0


Post: #1
Title: المديدة حرقتني .. البرهان وحمدوك تقتالوا الطفولة بقلم:عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 08-25-2020, 07:09 PM

07:09 PM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




استدعيت من قاع ذاكرة الطفولة ومشاغباتها حينما كان احدي طرفي اللعبة يصل حد فوران الدم في عروق نابضة بكل النقاء وقبل ان يصل الامر للاشتباك بالايادي ياخذ احدنا حفنة تراب ويقف بين المتنافسين وهو يردد " المديدة حرقتني " فيسارع احداهما او الاثنين معا و بخفة بضربه علي يده الممدودة بينهما فيتبعثر التراب أرضا وبعضه علي ذرات العرق المتصبب ويركض الجميع لمواصلة اللهو البريء ...
خرج علي المشاهدين رئيس الوزراء حمدوك وهو في كامل أناقته في خطاب تفصيلي غطى علي كل سؤال حائر لدي المواطنين وزاد اوجاعهم وهم اللذين أكتوا حد الوجع من ضغوطات المعيشة التي امتهنت أدميتهم سردها في حد ذاتها يرفع الضغط ويفجر الشرايين
ظهر حمدوك وكاني به قد استجمع كل قدراته ليكون متماسكا قويا لماحا فالمواطن حار دليله وبات يشك ان ثورته وكانما بالون منطاد تنفس في الهواء ... ولم تمر سويعات إلا ويخرج علينا رئيس مجلس السيادة برهان في خطب حماسية عسكرية متلاحقة وهو يصك اسنانه ويدحض ما قبلها من اقوال ان النسيج بين المكون العسكري والمدني قوي ومتماسك لأجل حماية الثورة ... أي ثورة تلك التي يراد حمايتها إن لم تتنزل بردا وسلاما وأمن ورخاء علي المواطن الاغبش
من يتهم من ... بل من هو المواطن الذي يتمدد بين طرفي منشار حاد و ذو أسنان ضروس يقطع في جسد الاطفال والكبار والمرضى والمازومين اللذين فقدو لقمة العيش الهنيئة والنوم الأمن الهادي أين يا ترى حقه الذي ادفق لاجله الدماء سخية ... حقه في العدالة والسلام والحرية ....حقه في الامن والطعام
المواطن لا يريد بكائيات وشكوي وتهم تتوزع هنا وهناك بنفس بارد كما جاء بخطاب حمدوك ولا بلغة التهديد والوعيد والزمجرة بإلحلقوم والتلويح بقبضة الايادي وصك الاسنان كما جاء بخطابات البرهان خاصة لان المواطن هو الذي جاء بهما بعد ان زحزح وبارادة بطولية ما جسم علي ظهره ثلاثون عاما من ضيم ونكد.. المواطن يتطلع لكي يجلس من ارتضاهم في مقود قيادة السفينة وان يكونوا بقدر المسوولية الوطنية لكي يعبر السودان من هذه الإنفاق المظلمة ... المواطن يريد حلولا ناجعة وليس بكايئات ومناحات ... المواطن لا يريد ان يتفاخر مكون عسكري علي الاخر المدني او المدني علي العسكري .. المواطن يريد القائمون علي الامر ان يجلسوا في تلك المكاتب الوثيرة المكندشة يتفاكروا ويتحاوروا وليخرجوا له بالحلول المطبقة علي ارض الواقع ... كفى بطولات زائفة لا تزيد المواطن إلا اصرارا ان الشارع هو الفيصل ... سؤال بديهي ألم يكن اكثر جدوي الجلوس حول مائدة مستديرة لتكوين رؤية سودانية وطنية راسخة لزوار الغد فالعالم يفتح بؤرة عينيه علي السودان النازف بأبناءه ... ولا يجد من يرفع كفه بحفنة تراب ليقول " المديدة حرقتني " لان الطفولة اقتيلت وسط حرابات المكون العسكري والمدني .
عواطف عبداللطيف
اعلامية وناشطة اجتماعية
مقيمة بقطر
[email protected]


‏‫من الـ i