مشروع المقاومة يمثل المشروع الوطني الحاضر الغائب بقلم:زهير تاج السر حسن

مشروع المقاومة يمثل المشروع الوطني الحاضر الغائب بقلم:زهير تاج السر حسن


08-25-2020, 07:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598378895&rn=0


Post: #1
Title: مشروع المقاومة يمثل المشروع الوطني الحاضر الغائب بقلم:زهير تاج السر حسن
Author: زهير تاج السر
Date: 08-25-2020, 07:08 PM

07:08 PM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
زهير تاج السر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




كان من الغريب الا تتعرض ثورتنا لمحاولات الإختطاف الحالية ،، ومن الأغرب ايضا ألا تتسارع دول الجوار الإقليمي لمعرفة إتجاهات هذه الثورة حفاظا على مصالحها ومن الأشد غرابة الا يهتم النظام العالمي بصورة سلمية كهذه صالحة كنموزج لثورات وتغيير قادر على أن ينتقل للمحيط الإقليمي بل يتعدى البحار والمحيطات بقيمها وبسلوكها وفاتنة للأجيال الصاعدة خالقة حالة ثورية غير مسبوقة ،،، ثورة مثل هذه لا بد أن تكون مستهدفة ووهم كبير الظن بأن يباركها العالم هكذا والسلام، وحقيقة لايمكن أن ينكرها إلا مكابر وحالم وغير مدرك لطبيعة النظم التي تحكم العالم الآن والتجاذبات والموازنات القائمة على المصلحة والمصلحة فقط .


ذكرنا سابقا أنه من غير الممكن النظر لخارطة العالم نظرة بلهاء دون تحديد موقعنا فيها أو تحديد دورنا بشكل واضح ، إن العلاقات القائمة على أرضية المصالح تستوجب منا اولا إدراكنا وإتفاقنا حول هذه المصالح لبلادنا وليس تلك التي يحددها فردا أو حزبا أو كيانا لوحده بمعزل عن الآخرين ، وهذا مافتح الباب أمام الجميع وللجميع لكل شئ ،،فصار تعقيد المشهد السوداني بأيدينا لابيد غيرنا ،، بدءا من الترحيب الأعمى بالوسيط الاثيوبي أبي أحمد ظنا بأنه رسول سلام ومحبة ،،مرورا بجنوح البعض للمحاور الإقليمية وليس توقفا بمنظومات المجتمع الدولي أو مجموعة الترويكا أو الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية لتصير مالية السودان مع أزماتها المتتالية مستباحة للشعب الأمريكية ولمحاكمها وقوعا في فخ التعويضات التي لن تتوقف ، لتأتي الطآمة الكبرى بلقاء البرهان رئيس دولة العدو الصهيوني وخروج ناطقين بإسم الخارجية ترحيبا بالتطبيع مع العدو الصهيوني ،كما أن من المدهش أن معظم الذين ينظرون للخطوة ويتوقون للتطبيع آملين فيه لتحسين أوضاع الدولة السودانية إما أنهم لم يدرسوا تاريخ الصهيونية العالمية جدا اما أنهم يمارسون دورا من أدوار الإرتزاق والخيانة سواء كانوا يدركون ذلك أو لايدركون ولم يقدموا لنا نموزجا واحدا من التنمية والتطور لدولة طبعت مع الكيان الصهيوني البغيض ،وصارت من الدول المشهود لها بالتقدم والعمران ،،إن الكيان الصهيوني البغيض يأخذ قبل أن يعطي ويعمل على تحقيق مشروعه بكل وسائله الغير مشروعة وغير شريفة فمن الغباء أن نتوقع شرفا ونزاهة من دولة نشأت سفاحا وعلى جماجم أبرياء عزل.

إن حالة السيولة السياسية الحالية التي تعيشها البلاد نتيجة طبيعية لغياب مشروع وطني حقيقي يعبر عن الجميع يحفظ حقوق السودانيين ويدافع عنها ،، اما المحاولات التي يدفع بها المكونين العسكري والمدني ليدعي أي مكون فيهم أنه برئ براءة الذئب من دم يوسف محاولات يائسة ،، تتحملون الفشل كلكم منذ توقيعكم على الوثيقة المشبوهة التي اورثتنا الوضع الحالي ، فلن تسمح لكم قوى الثورة الحقيقية وصاحبة المصلحة في التغيير بهذا العبث ،، إن القول الفصل لدى الشعب السوداني الذي تضيقون عليه سواء كان تضييقا من المكون المدني بسوء الإدارة أو سواء كان المكون العسكري بتعنته وإصراره على سلامة موقفه وموقف شركاته التي صارت متحكمة في الإقتصاد الوطني ومرتبطة بمصالح خارجية وشراكات ايضا دولية ، تتحملون الفشل كلكم وسيدفع ثمنه الوطن وحينها لن تجدون نصيرا من الضعفاء الذين تتحكمون بقوته ومعاشة وتجعلونه رهينا لأهواء تجار الأزمات وسماسرة العملة ....

إن التضييق الإقتصادي الحالي عمل مدبر ومقصود تماما للوصول بالإنسان البسيط لقناعة كاملة بفشل التغيير الذي تم ليكون جاهزا لاي سيناريوهات معدة ومحتملة لكن هيهات ..


ويظل مشروع المقاومة مشروعا حاضرا لوقف هذا العبث ، مقاومة تجار الأزمات ومقاومة تجار العملة ومقاومة أهداف للمحاور الإقليمية التي تسعى لتحقيق مصالحها ومثلها الإستقطابات الدولية الأخرى ،، مقاومة الإستغلال الذي عاد به الإستعمار الجديد المتمثل في الشركات والمنظمات الدولية عابرة القارات وماصة لدماء الشعوب ،، مقاومة الكيان الصهيوني البغيض ومشاريعه التوسعية ،، إننا لن نسمح بأن يستبدل إستقلالنا بإسم التعاون الدولي زورا وبهتانا ولن نرضى بأن تكون لافتة الإستراتيجيات الغربية التي عملت على فصل جنوب السودان سابقا مضللة بإسم أصدقاء السودان مرة أخرى تدس السم في الجسد السوداني بلا إستحياء .

آن الآوان أن ندخل في كل حساب أو نسقط من كل حساب فالحصة وطن ومستقبل اجيال لم تولد بعد ،،على الجميع أن يعمل على تدارك الأمر وتصحيح الأخطاء التي صاحبت الفترة الإنتقالية حتى الآن وفهم أن الوضع صار معقدا للغاية ،، توسيع قاعدة المشاركة للقوى الوطنية على أساس مشروع المقاومة حصنا ودرعا لحماية الوطن من الإنتهازية الدولية وأحصنة طروادة التى تسعى بيننا.
IMG-20170115-WA0041.jpg