ما بين غطرسة البرهان وغضبة العطا وكنكشة الحسين.. تنبعث روائح انقلاب عسكري وشيك !! بقلم:أحمد محمود ك

ما بين غطرسة البرهان وغضبة العطا وكنكشة الحسين.. تنبعث روائح انقلاب عسكري وشيك !! بقلم:أحمد محمود ك


08-25-2020, 07:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598378827&rn=0


Post: #1
Title: ما بين غطرسة البرهان وغضبة العطا وكنكشة الحسين.. تنبعث روائح انقلاب عسكري وشيك !! بقلم:أحمد محمود ك
Author: أحمد كانم
Date: 08-25-2020, 07:07 PM

07:07 PM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
أحمد كانم-UK
مكتبتى
رابط مختصر





ما جعلني أشم روائح قوية لانقلاب عسكري وشيك جداً تنبعث من بين ثنايا خطابات القادة العسكريين في لقاءهم الحماسي الحاشد الذي تم صباح الإثنين في قيادة وادي سيدنا هو أن المسألة ليست كما تبدو للعيان من انه صراع و_مجابدة_ بين مكونات الحكومة الانتقالية _المدنيين والعسكر _ حول استئثار الأخير بالموارد الاقتصادية القومية الكبري التي تمثل 83٪ من جملة اقتصاد السودان ، كما صرح بذلك رئيس الوزراء قبل يومين وجن به جنون العسكر ..
* وليست المسألة كما يتخيلها جل الشعب السوداني من أن
الشق المدني يحاول الاستيلاء علي استثمارات القوات المسلحة وتجريدها وشلها تماماً عن التطوير الحربي والاستثمار الصناعي التي تحتمها واجبات الاستراتيجية الدفاعية والأمنية كغيرها من جيوش العالم التي تساهم في النهوض باقتصاد بلدانهم عن طريق فتح متاجر وزوايا وصوامع للمواد الغذائية بأسعار مخفضة لرفع المعاناة عن كاهل المواطن من جهة ، وترغم القطاع الخاص علي الالتزام بأسعار السلع من جهة أخرى .
* المسألة _عزيزي القارئ_ أن هناك نظام أضطر بفعل إصرار الشعب السوداني الثائر أن يلعب دور الوكيل في مسرحية تبادل أدوار وإيكال الأمر لأتباع وزملاء وإخوان وحلفاء مخلصين ، بعد أن استنفد كل حيله ومكره وكذبه وتدليسه طوال ثلاثة عقود ، نادي خلالها في الناس بأن ثمة استهدافات خارجية من قبل عملاء و (جهات) تستهدف وحدة البلاد وعقيدتها وعروبتها وأمنها واستقرارها و خيراتها وثومها وعدسها وبصلها وفولها وفحولتها وأولياءها الصالحين.. فصدقنا ولبينا النداءات كلها وباركنا كل تلك الحروب العبثية ولعنا اسرائيل وروسيا وامريكا واستكبشنا بعضاً من أبناء دارفور الأبرياء وغيرهم لإخراج المسرحيات بصورة مرضية .
وعندما انقشعت غيوم الزيف انكشفت الحقائق وعرف الشعب من هم العملاء و القتلة و اللصوص والكذابين والمتردية والنطيحة وقوم لوط وأعداء البلاد وعقيدتها ولاعقي أحذية تلك الدول سرا وعلانية . وتلك قصص أخري .
* حينما يصرح السيد البرهان بأن الثورة لم تغير شيئا ، ويصف الشركاء المدنيين ب(الفشلة) ويلوح بأن القوات المسلحة «رهن إشارة الشعب» _لزوم حلول بديلة وكدا_ وينفلت منه مهر لسانه الجموح سهوا ليقفز به عالياً صوب مفردة (الانقلاب) قائلاً : «لن ننقلب علي الشعب » مع أن محور حديثه لا يمت إلي الانقلاب بصلة ، فاعلم أن (لن ) في لغة العسكر المأدلجين الطائعين الذين ما برحوا يأتمرون بأوامر نظام ظنناه ساقط ؛ تعني (سوف) .
* وحينما يزمجر العطا غاضباً من شئ ما ، ويحاول التملق بدهائه المعهود للجنة التفكيك التي يترأسها هو ، ويجزم بأنهم علي استعداد للمحاسبة إذا ثبت تورطهم _كقوات مسلحة_ في جريمة فض الاعتصام ؛ فذلك يعني باختصار أننا لن نسمح بحدوث المحاسبة وفي يدنا ذات السلاح الذي نفذت به جميع المجازر في السودان .
* وعندما يبدى الفريق الحسين ناجزيه استعداداً لمزيد من الكنكشة في الشركات الأمنية التي استقطعت أساساً من لقمة الشعب السوداني لاغراض غير الذي ذكر انفا وليس من مرتبات الجند ، لدرجة أن ينعت الهاتفين باسترداد تلك الأموال إلي جيب وزارة المالية ب(المواهيم) ؛ فأعلم بأن كل شيء يجري بتخطيط وخطوات ثابتة لاستدراج السودان نحو أزمة اقتصادية أشد مما هو عليها الآن سعياً لتأديب الشعب الذي عصي ولم يجدي معه العصا فيما مضى ، بجانب السعي لتنفيره مما يسمي بالحكم المدني وإجباره للعودة إلي حضن العسكر والركوع بين يديه وتقبيل (البوت و الدبشك) اللذين لطالما أشبعاه ضربا وركلا طيلة العقود الماضية .
فإذا ما قدر لذلك الحدوث ؛ فسوف نصبح في يوم ما لنفاجأ بعودة النظام السابق بشحمه ولحمه إلي حلبة الرقص ، وعودة الثوار الشرفاء إلي المعتقلات ومنها إلي القبور الجماعية المجهولة ، وحينها نجد كل شيء قد عاد إلي أسوأ مما كان عليه في السابق ، وسوف لن تقوم للثورة الحالية ولا القادمات قائمة .
و غداً ستكشف الأيام ما صمتت عنه الألسن والاقلام .

أحمد محمود كانِم

بولتون/ انجلترا
25اغسطس/اب 2020