الأسعار حالياً تقاتل خارج ميادين القتال !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد

الأسعار حالياً تقاتل خارج ميادين القتال !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد


08-25-2020, 01:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598357634&rn=0


Post: #1
Title: الأسعار حالياً تقاتل خارج ميادين القتال !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-25-2020, 01:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الأسعار حالياً تقاتل خارج ميادين القتال !!

عندما بلغ قيمة الدولار ( 40 جنيه سوداني ) في نهايات حكم نظام البشير البائد كان الأمر بمثابة القنبلة النووية !! .. وكان قرار الشعب السوداني هو إسقاط ذلك النظام مهما يكلف من التضحيات في الأرواح .. ويوم أن سقط ذلك النظام المستبد أحس الشعب بتلك الفرحة العارمة .. وكانت الأمنيات هي هزيمة ذلك ( الدولار ) المتمرد الفالت بحنكة وعبقرية السيد ( عبد الله حمدوك ) .. والذي قيل عنه أنه رجل الساعة الذي ينتظره الشعب السوداني بفارق الصبر لإنقاذ البلاد من ذلك التردي والتراجع والغلاء .. وكانت تلك هي أمنيات وتكهنات الشعب السوداني في بدايات المشوار بعد الانتفاضة .. وكان الاعتقاد السائد لدى الشعب السوداني أن تلك الحكومة الجديدة بعد الانتفاضة سوف تكون حكومة قوية وفاعلة بذلك القدر الحازم الجازم الذي يقوم كافة مظاهر الاعوجاج في البلاد .. وأن تلك الحكومة سوف تضع الحد لذلك ( الدولار ) المتمرد الفالت .. كما أنها سوف تضع الحد لذلك التلاعب في الأسعار وارتفاع الأسعار عند رأس كل ساعة .. ولكن مع الأسف فإن تلك الأحوال في البلاد لم تتحسن قيد أنملة نحو الأفضل والأحسن بعد الانتفاضة .. وقد تهاوت كل طموحات الشعب السوداني في ظلال حكومة هي من أضعف الحكومات التي مرت بالسودان .. وقد صدق هؤلاء جماعات الإنقاذ البائد الذين كانوا يسخرون ويضحكون من ضحالة تلك التكهنات البليدة لدى الشعب السوداني .. ولسان حالهم كان يقول : ( ذلك الشعب السوداني بضحالة شديدة في العقول و التفكير يفترض تلك التكهنات في شخصية السيد عبد الله حمدوك ،، وهو ذلك الشعب الذي يجهل تماماً مقدرات ذلك الرجل الفعلية !! ) .. وقد صدق هؤلاء جماعة الإنقاذ البائد في وصفهم للشعب السوداني الذي افترض تلك التكهنات عن مقدرات السيد عبد الله حمدوك من واقع الخيال !!.. وبحق وحقيقة فإن ذلك الشعب كان يجهل كلياً حقيقة مقدرات ذلك المدعو عبد الله حمدوك في أرض الواقع ،، وبنفس القدر فإن ذلك ( الدولار ) كان يسخر بدوره من ضحالة عقلية الإنسان السوداني .. وبدأ يتمرد جهاراً ونهارا متحديا كافة مقدرات تلك الحكومة الضعيفة الباهتة .. وتلك الأيام بعد سقوط ذلك النظام البائد قد أثبتت أن حكومة السيد عبد الله حمدوك هي من أوهن وأضعف الحكومات التي مرت بالبلاد منذ لحظة الاستقلال .. حكومة تفتقد أدنى علامات التواجد في حياة الشعب السوداني .. وذلك ( الدولار ) الذي كان يعادل مبلغ 40 جنيه سوداني في نهايات حكم نظام البشير البائد يجدها الشعب السوداني اليوم يقفز ويتزايد بوتيرة هندسية حتى بلغ مبلغ 180 جنيه سوداني في هذه الأيام .. وكل المؤشرات تؤكد بأن ذلك ( الدولار ) سوف يرتفع بنفس الوتيرة ليبلغ مبلغ 300 جنيه بعد أيام قليلة !!.. والمصيبة الكبرى التي يواجهها الشعب السوداني أن الأسعار في البلاد في هذه الأيام ترتفع وتتزايد بنفس معدلات ارتفاع الدولار بطريقة جنونية .. وقد خرجت الأسعار عن دائرة المقدرات الفردية العادية لتكون مستحيلة على أغلب أفراد المجتمع السوداني .. وفي خلال الأسبوع الحالي فإن تلك الأسعار للسلع الضرورية وغير الضرورية وللخدمات قد ارتفعت بتلك المعدلات الجنونية التي تعجز عنها أثرى الأثرياء والأغنياء في البلاد ،، ناهيكم عن هؤلاء الفقراء والسواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني !! .. وحتى أن ذلك السيد رئيس الوزراء عبد الله يجد الصعوبة الشديدة عندما تفكر أسرته في شراء كيلو لحمة واحدة من الأسواق السودانية !!!!! ,, وإذا عجز رئيس وزراء البلاد عن شراء كيلو لحمة من الأسواق فمن باب أولى أن يعجز هؤلاء الفقراء من أبناء السودان عن شراء ربع ملوة من العدس !!! .. وبالمختصر المفيد فإن أغلبية الأسر السودانية الآن عاجزة عن شراء أدنى ضروريات الحياة .. ولسان حال الشعب السوداني يردد عبارات : ( يا ستار العيوب أسترنا من حالات التسول في الطرقات !!! ) .