الإقرار بالفشل حقيقة مؤلمة يهرب منها الجميع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الإقرار بالفشل حقيقة مؤلمة يهرب منها الجميع !!

الإنسان الوحيد فوق وجه الأرض الذي لا يقر ولا يعترف بالأخطاء ولا يعترف بالفشل والإخفاقات هو ذلك الإنسان السوداني !! .. فهو ذلك الكائن المتعجرف الذي لا يقبل الانتقادات بأي شكل من الأشكال .. يرتكب تلك الأخطاء الجسمية الكبيرة ثم يجادل الآخرين وهو مهزوم بالفطرة في كل الخطوات .. يصر دائماً على تلك المواقف الشخصية وهو أبعد الناس عن الصواب !! .. ومن بلاهة الإنسان السوداني أنه يجهل بأن الإقرار والاعتراف عدد من عدد العقلاء من الناس .. والإنسان الأحمق فقط هو الذي يجادل الآخرين من منطلق التكبر والتعجرف .. ومن عادة أبناء السودان عدم القبول لأي شكل من أشكال المسائلة !! .. والتاريخ يؤكد بأن أبناء السودان قد ارتكبوا الكثير والكثير من تلك الأخطاء التي أضرت بالبلاد .. ورغم ذلك فإن هؤلاء الأبناء كانوا ومازالوا يستنكرون تلك الانتقادات والمساءلة .. كما أنهم كانوا ومازالوا لا يقبلون إطلاقاً أي لون من ألوان الأخذ والرد في تلك الهفوات التي يرتكبونها !.. والأمثلة على ذلك بالمئات والمئات .. فهؤلاء أبناء السودان الذي جلسوا في الماضي وتحاورا مع الجانب المصري في موضوع ( السد العالي ) قد أخطئوا خطأ جسيماً حين وافقوا بمنتهى الغباء والبلاهة والبلادة على تلك التنازلات الغبية المضحكة ,, حيث وافقوا بمنتهى البساطة على تهجير وتشريد الآلاف والآلاف من أبناء السودان ( النوبة ) من مناطقهم الأصلية التي تواجدوا فيها لآلاف السنين .. ثم بمنتهى البلاهة والغباء وعدم الحنكة والمسئولية قد وافقوا على إغراق تلك المساحات الشاسعة من الأراضي السودانية !،، وهي تلك الأراضي التي قد أصبحت مغمورة تحت مياه السد العالي حتى قيام الساعة !!.. وذلك دون مقابل من تلك التعويضات العاجلة أو الآجلة .. ودون شروط توفر مستحقات بالمقابل لدولة السودان .. ودون تلك التعويضات الكبيرة التي تغطي تلك التضحيات الجسيمة .. وتغطي تلك التكاليف لترحيل وتعويض أبناء النوبة .. وقد تحملت حكومة وشعب السودان تلك التكاليف الجسمية من دماء قلبها .. وقد تنازل هؤلاء الأغبياء من أبناء السودان عن الكثير من تلك الشروط التي كانت تجب والتي كانت تعطل قيام السد لسنوات وسنوات .. حيث كان الجانب السوداني يمثله هؤلاء العباقرة من المدنيين غير العساكر .. ولكن حين تواجد هؤلاء العساكر البلهاء تمت تلك التنازلات بجانب تلك التضحيات الجسيمة بمنتهى السهولة واليسر ,. وكل ذلك من أجل عيون الشعب المصري !!.. وهو ذلك الشعب المصري الذي لم يعرف الفضل الكبير للشعب السوداني .. بل هو ذلك الشعب المصري الذي كافأ الشعب السوداني فيما بعد باحتلال أجزاء من أراضي السودان العزيزة ( حلايب وشلاتين ) .

ومن أمثلة الأخطاء الكبيرة التي أرتكبها أبناء السودان : هؤلاء الأبناء الذين اشتركوا في جريمة فصل الجنوب عن الشمال .. وهؤلاء مع الأسف الشديد حتى هذه اللحظات لا يقرون ولا يعترفون بتلك الجريمة الكبيرة !!.. بل يرون أن تلك الخطوات وتلك التنازلات البليدة التي تسببت في فصل الجنوب عن الشمال هي من تلك الإنجازات الكبيرة التي قدموها للبلاد !!.. ومن سخرية الأحوال أن هؤلاء كانوا يرجون تلك الأوسمة على تلك الجريمة الكبيرة .. فهؤلاء السذج حتى هذه اللحظات لا يقرون ولا يعترفون بأنهم قد ارتكبوا تلك الجريمة الكبرى في حق البلاد .. ولو حدث مثل ذلك الأمر الشنيع في أية دولة غير دولة السودان حيث تلك الدول التي تتصف شعوبها بالصرامة والمحاسبة لتم إعدام هؤلاء في الميادين العامة .. ولما تواجدوا على قيد الحياة بعد تلك الفعلة الشنيعة .. وشعوب تلك الدول الحرة من عاداتها أن تقيم تلك المحاكم الشعبية العاجلة في الميادين العامة لمحكمة أمثال هؤلاء الخونة للأوطان .