الجيش السوداني شيطان في الجنة! بقلم:خليل محمد سليمان

الجيش السوداني شيطان في الجنة! بقلم:خليل محمد سليمان


08-23-2020, 00:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598140414&rn=0


Post: #1
Title: الجيش السوداني شيطان في الجنة! بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 08-23-2020, 00:53 AM

00:53 AM August, 22 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






تحدثنا مبكراً في ايام نجاح الثورة محذرين من خطورة تبني الخطاب الشعبوي الذي يحمل الإنتصار، و الفرح المؤقت، ثم الحزن، و الندامة في حال إنقشعت العتمة بالمعرفة، و الحقيقة!

اليوم لا ادافع عن القوات المسلحة، و المؤسسات الامنية، و لكن سأفتح نافذة ظلت مغلقة عمداً، للتعتيم، و التضليل لنطرح سؤال جوهري.

لماذا تتدخل المؤسسة العسكرية، و الامنية في السياسة؟

لو افترضنا جدلاً ان المؤسسة العسكرية جهاز لا تشوبه ايّ إختراقات سياسية، او تقاطع لمصالح، و صراعات المؤسسات المدنية المعرفة للجميع.

الصراحة.. القوى المسماة مدنية، زوراً و بهتاناً، و المتمثلة في الاحزاب التي توارثت العمل السياسي منذ قيام الدولة الوطنية بعد الإستقلال، هي الوعاء الذي ظل يحمل الداء عبر الحقب، و الازمان.

لا يمكن لأحزاب، و كيانات تتوارث السلطة داخل صفوفها ان تنتج وضع سليم، و تريد الآخرين حراساً علي الابواب.

الجميع يتبنى حملة قوية تجاه المؤسسة العسكرية بضرورة عدم تدخلها في السياسة، و خروجها من مجال الإستثمار لتتفرغ لواجباتها في حماية الوطن ارضاً و شعباً، و هذا هو الإتجاه السليم.

لكي لا نحمل رايات الحق بالباطل يجب ان نقف عند الحقيقة، فالهروب يعني مزيد من التعنت، و الإنقسام.

لو لم تتعافى الحياة السياسية بدايةً بالاحزاب، و ان تصبح مؤسسات مدنية حقيقية تتحقق في إدارتها الشفافية، و التداول الديمقراطي، لا يمكن ان تكون حوامل لنظام ديمقراطي سليم في البلاد.

صلاح الاحزاب السياسية، و الحياة المدنية بشكل منهجي، و تسوير ذلك بقوانين محترمة، و صارمة في التطبيق، سيفرض علي الجميع المثول للأمر الواقع، و إحترامه.

اقولها بصراحة، و انا لست بجزء من المؤسسة العسكرية، و لا تربطني بها اي مصلحة، او صلة منذ عشرات السنين.. لا يمكن ان تسلم امرها، او تبتعد عن مضمار السياسة لتترك الامر لاحزاب، و نخب عبارة عن سماسرة، و حانات قذرة يتوارث الابناء الإنحراف، و الفساد فيها اب عن جد.

احزاب، و كيانات تؤمن بالشمولية، و تعمل لأجلها، و لا تقبل بالآخر، و يترجل رؤسائها بالموت فقط، و السلطة هي غاية في منهج الجميع، و ليست وسيلة لخدمة الشعب، و رفاهيته.

ديكتاتوريات بلباس مدني تمنع الإقتراب من اسوارها كما المؤسسات العسكرية.

و ما آلت إليه نتائج ثورتنا العظيمة لهو خير دليل يمكن ان نهتدي به لنحمل الجميع المسؤلية بالتساوي دون ظلم، او حيف.

هناك مثل سوداني واضح برغم بشاعته سأذكره نصاً مع المعذرة " غلفة و شايلة موسها تطهر".

لا يملك هؤلاء ان يطلبوا من الآخرين الإستقامة، و الصلاح، و هم في المنكر، والضلال غارقون.

صلاح الحياة السياسية في السودان يجب ان يبدأ بالمؤسسات المدنية، و علي رأسها الاحزاب، و ان تكون حزمة واحدة.

يجب تبصير الرأي العام بالحقيقة، و عدم إستخدام الخطاب الشعبوي الذي يخدم مصالح آنية كما بانت العورة بعد إنتصار الثورة، و خطاب الياو ياو و الخم، و الإلهاء الذي وضع متاريس، و عوائق امام عجلة التغيير.

الوضع في البلاد يحتاج لميثاق شرف يتواثق عليه الجميع بمبدأ الشفافية، و ترسيخ قيمة الدولة المدنية، و نبذ فكرة التوارث في العمل السياسي.

في البلدان المحترمة، و الديمقراطيات السليمة حتي الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني تُعتبر ملكية عامة تفرض عليها القوانين الكشف عن مصادر تمويلها، و إستثماراتها.

الجيش لم يعد وحده الشيطان الذي ضل طريقه إلي الجنة.

فالجميع شياطين تتسابق لتحجز مكانها في ادنى منازل الجحيم.