الزكاة .. بعيدا عن الفقهاء كتبه:نوري حمدون

الزكاة .. بعيدا عن الفقهاء كتبه:نوري حمدون


08-20-2020, 08:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597951931&rn=0


Post: #1
Title: الزكاة .. بعيدا عن الفقهاء كتبه:نوري حمدون
Author: نوري حمدون
Date: 08-20-2020, 08:32 PM

08:32 PM August, 20 2020

سودانيز اون لاين
نوري حمدون-الابيض-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




= اذا بحثنا عن الزكاة في المراجع الفقهية و اعتمدنا فقط على النصوص القطعية الثبوت و الدلالة و استبعدنا اجتهادات الفقهاء و ابتعدنا عن الذي اختلفوا حوله .. فبماذا سنخرج يا ترى !
= في تقديرى ان ما سنخرج به لن يبتعد كثيرا عن الحقائق الاتية حول الزكاة الشرعية :
الزكاة احد اركان الاسلام الخمسة . و كانت في اول الاسلام في مكة مطلقة لم يحدد فيها المال الذي تجب فيه و لا مقدار ما ينفق منه . و انما ترك ذلك لشعور المسلم و كرمه . في السنة الثانية فرض مقدارها من كل نوع من انواع المال و بينت بيانا مفصلا .
قال الله تعالى : ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) - التوبة))
و الزكاة مشهورة شهرة جعلت من ينكر وجوبها يخرج من الاسلام و يقتل كفرا . اما من امتنع عن ادائها فانه ياثم .
يشترط في مال الزكاة ان يبلغ النصاب و ان يكون فاضلا عن الحاجات الضرورية , و ان يحول عليه الحول ,
اوجب الاسلام الزكاة في الذهب و الفضة و الزروع و الحيوان .
و قد اختلفوا في عروض التجارة فقالت الظاهرية : لا زكاة في مال التجارة لأنه ليس فيها نص قطعي من الكتاب او السنة .
و قد كانت زكاة الزروع في عهد الرسول تؤخذ من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و الذرة .. و زكاة الحيوان من الابل و البقر و الغنم .
مصارف الزكاة ثمانية حصرها الله في قوله : ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) - التوبة)) المؤلفة قلوبهم هم جماعة من الكفار كان يتالفهم الرسول . الرقاب هم العبيد المطلوب منهم دفع مال لتحرير انفسهم . و في سبيل الله هو الغزو .
= فما الذي يمكن ان نستنتجه بناء على ما وصلنا اليه من حقائق اساسية عن الزكاة الشرعية :
= سنكتشف ان الزكاة بالعرض المذكور اعلاه تعتبر عبادة يقوم بها المسلم العابد المكلف وحده دون اكراه من شخص او جماعة او دولة . المكلف هذا هو الشخص الوحيد المخول بتقدير مبلغ المال الذي يملكه و مقدار النصاب منه بعد تقدير الديون التي عليه و الحاجات الضرورية التي يحتاجها . و هذه الامور يستحيل عقلا ان يتم تقديرها تقديرا صحيحا عادلا بأي واسطة اخرى غير الشخص المكلف و المتعبد بادائه لهذه الزكاة .

= بالاضافة لكونها عبادة عبر مال مخصوص فهي ايضا عبادة عبر انواع معينة من ما يمكن تسميته مال . و فقهيا لا يجب التعبد الا بما حملته النصوص الصحيحة صراحة من غير تورية . و سنكتشف ان الكثير من انواع المال في هذه الدنيا العريضة يقع خارج نطاق الزكاة الواجبة .. منها على سبيل المثال كل ما هو من قبيل عروض التجارة من خضروات و فواكه و دواجن و ارانب و خيول و بغال و حمير و لؤلؤ و مرجان و سمك و زيت و سكر و فحم و لحم و ملابس و احذية و زنك و سيخ و اسمنت و ادوات كهربية و اثاثات و ادوات تجميل و ادوية .. بالاضافة الى مجموعة الخدمات التي لا حصر لها مثل الخمات التعليمية و الصحية و البنكية و المواصلات و الخدمات المكانيكية و الكهربية . و الواقع ان المال العام برمته لا يدخل في نطاق الاموال الواجب تزكيتها .

= و بعد .. ما هي الخلاصة التي يجب التركيز عليها بعد الكلام اعلاه :
= الخلاصة هي ان الفقهاء كانوا يعملون في غير كلل على توسيع نطاق الزكاة لتشمل تقريبا كل شئ دون سند من الكتاب او السنة و باعتماد شبه كامل على النصوص الغير واضحة الدلالة و الغير قطعية الثبوت و بانحياز تام للرأي الفقهي المتشدد و الموسع لنظاق الزكاة رغبة منهم في تحسين الحياة . و نعتقد انه ليس هناك ما يمكن تسميته الفقه من اجل الفقه او الفقه من اجل الحياة . الفقه الحقيقي دائما يجب ان يكون من اجل الدين و ذلك ببيان احكامه كما هي من غير زيادة او نقصان .

= و رغم ذلك , نحن نعتقد ان اولئك الفقهاء كانوا اصحاب نوايا حسنة . و لو انهم مضوا في هذا الطريق ثم ختموه بالقول ان الزكاة انما هي واحدة من العبادات الاختيارية الفردانية التعبدية التي لا شأن للدولة او الجماعة بها لما كنا احتجنا للبحث عن الاصول الراكزة للزكاة و توضيح محدداتها و نطاقها . و لو انهم قالوا ان كل الاضافات التي اضافوها بالاعتماد على التاويل و المصادر الضعيفة و غيره انما هي اجتهادات منهم كبشر ليساعدوا بها المؤمنين على فهم احكام الله و على تجويد عبادته و طاعته من غير واسطة او وصاية او اكراه لما كلفنا انفسنا عناء البحث من جديد في باب الزكاة . لأن احد اقوى الامور التي نؤمن بها هي ان الفرد المسلم مكلف بالتعرف على احكام الله بنفسه و العمل بموجبها في نفسه من غير وصاية او اكراه .