فضيحة.. لجان التحقيق بقلم:نورالدين عثمان

فضيحة.. لجان التحقيق بقلم:نورالدين عثمان


08-19-2020, 05:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597854362&rn=0


Post: #1
Title: فضيحة.. لجان التحقيق بقلم:نورالدين عثمان
Author: نور الدين عثمان
Date: 08-19-2020, 05:26 PM

05:26 PM August, 19 2020

سودانيز اون لاين
نور الدين عثمان -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



منصة حرة


وصف نائب رئيس المجلس السيادي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي لجان التحقيق التي تم تكوينها بعد ثورة ديسمبر المجيدة بـ(الفضيحة) لأنها لم تخلص إلى نتائج حتى الآن.

من جانبه، غضب رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في عملية فض الاعتصام المحامي نبيل أديب من والصف، قائلاً ليس من حق حميدتي أو جهة أخرى أن تعلق أو تصدر أحكاماً على لجان التحقيق، فهنالك عدد من اللجان وصلت إلى نتائج وأحالت المتهمين إلى المحاكم وهنالك من تعرضت لمعوقات،، مدعياً أن التعليق على لجان التحقيق فيه تأثير على سير العدالة.

حقيقي شر البلية ما يضحك، وما قال الفريق حميدتي إلا الحق، نعم لجان التحقيق التي تم تكوينها بعد الثورة "فضيحة"، وسبب مباشر للتوترات التي تحدث في كل مناطق البلاد من صراعات قبلية ومن مواكب ومليونيات مطالبة بتحقيق العدالة ومحاكمة السدنة والمجرمين، ولو خرجت لنا لجان التحقيق بكل شفافية وتحدثت عن العراقيل والمعوقات لوجدت مساعدة من كل الشعب السوداني، أما التكتم والسرية وعدم الشفافية في التعاطي مع المواضيع الحساسة التي ينتظرها الشارع هو تعطيل للعدالة، ومنح فرصة ذهبية للجناة للهروب أو إبادة المستندات.

بكل وضوح، أن تعلن لجان التحقيق نتائح معروفة سلفاً وموثقة بالصوت والصورة بعد عام كامل من الأحداث، هو فشل وعدم مهنية وعدم جدية وقتل للقضية، لماذا لا تكشف لنا لجان التحقيق كل الحقائق أولاً بأول وتستمر بعدها في إكمال مهمتها، لماذا تماطل في كشف الحقائق وإعلانها، أليس من حق المواطن معرفة ما يحدث، أليس هذه هي الديمقراطية التي ننادي بها ونعمل من أجل تطبيقها في الحياة العامة؟.. نعم لجان التحقيق فضيحة، وتعمل بعقلية النظام البائد، وتسببت في انقسام كبير في الشارع الثوري اليوم، ونحملها سبب ضياع القصاص في حق شهداء مجزرة القيادة العامة، ومجزرة اعتصام فتابرنو، وعدم القبض على الجناة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء، وضبابية أحداث حلفا الجديدة، وعدم معاقبة المتسببين في أحداث بورتسودان، وعدم الكشف عن المتورطين في كل عمليات الفساد، ولا نرى "فضيحة" أكثر مما يحدث، وغداً الفضيحة ستتحول إلى "خيانة" وسنطالب بالتحقيق مع لجان التحقيق لعدم أداء واجبها بمهنية وشفافية.

وما تفضل به المحامي نبيل أديب بكشفه لنا في يونيو الماضي، عن إجراء تحقيق مع عدد من المسؤولين، دون ذكر أسماء، مشيراً إلى أن عمل اللجنة يقتضي السرية التامة في عدم الكشف عن أسماء الذين خضعوا للتحقيق، أو الشهود على الأحداث هو ذر للرماد في العيون، لماذا لا يتم الكشف عن كل ما تورط في هذه المجزرة الفظيعة، ولماذا نتعامل مع الأمر بهذا البرود وعدم المبالاة، من لا يستطيع العمل بثورية عليه تقديم استقالته وليذهب ليأتي غيره، الأمر ليس محصوراً على عضوية اللجان الحاليين، ولا تعاني البلد من ندرة في الكفاءات الثورية، ولن نتمسك بعضوية لجان فشلت في انجاز مهامها.

20 أكتوبر 2019 كان ميلاد لجنة التحقيق في فض الاعتصام، اليوم أكملت 10 أشهر بالتمام والكمال، ويحق لنا سؤالها، ما هي نتائج التحقيق بعد كل هذه الفترة، إذ نعتقد أنها فترة كافية جداً للانتهاء من تحقيق كل معلوماته متاحة للجميع، والانتهاكات تمت نهاراً جهاراً وبالصوت والصورة، ولا تحتاج إلى مجهود خرافي، فقط المسألة تحتاج إلى شجاعة وشفافية ومهنية.

وهنا ملاحظة مهمة جداً على رئاسة الوزراء تداركها بسرعة، وهي مسألة عدم تحديد سقف زمني للجنة فض الاعتصام وغيرها من اللجان، ومطالبتها بإنهاء عملها خلال فترة محددة، لأن ترك الحبل على الغارب لهذه اللجان وعدم الضغط عليها، يجعلها تماطل، ولا تؤدي عملها بنشاط وهمة، خصوصاً وأن هناك أموال تصرف ونثريات تدفع، ما يجعل العضوية غير مهتمة بإنجاز العمل بسرعة.

بعد أن شهد شاهد من الحكومة على مستوى عضو مجلس السيادة بأن لجان التحقيق "فضيحة"، اليوم كل اللجان أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وقانونية لإكمال عملهم في أقرب وقت والكشف عن نتائج التحقيق التي ستخضع لتقييم الشارع، ولكل مقام مقال.. دمتم بود



الجريدة



نورالدين عثمان

[email protected]