شاهدت الفيديو المتداول في سودانيز أون لاين لشباب المقاومة بمحلية كرري (وأسأل الله الحافظ ان يحفظهم جميعاً من كل سوء) ، واُعجبت بطرح الشاب الذي تحدّث من قلبه عن معاناتهم كشباب مقاومة في الاتصال بإدارة محلية كرري . تحدّث عن معاناتهم في الاتصال لتوفير ابسط الخدمات لأهل المنطقة ، وكان ذلك مجمل حديثه ، لم يأتي هو والاسود والكنداكات الذين معه يطالبون لأنفسهم شيء من الدنيا بالرغم من صغر سنّهم .ولم يسألوا الضابط الذي أمامهم ليتوسّط لهم لاستخراج جوازات سفر، او ليتوسّط ليُخرج أحد أقاربهم من احدي الحراسات (وحاشاهم هم وأقاربهم).(1) كما احترمت ضابط الشرطة الذي وقف امامهم وأستمع اليهم ،وأحترمت الموظفين الذين ظهر عليهم أعجابهم بهؤلاء الشباب رغم بعض الاتهامات بالفساد التي وجهها الشباب غمزاً لبعض موظفي المحلية. لقد أدّى ضابط الشرطة والموظفين ما عليهم من تربية وتنشئة ديمغراطية صحيحة بكامل عفويتهم وأبوّتهم ،بأن سمحوا لهؤلاء الشباب الغض أن يعبّروا عن أنفسهم . كما شاهدت شباب المقاومة المسؤولين عن الخدمات ، الذين كانوا في انتظار والي الخرطوم للاتفاق معه حول حصص الدقيق . كانوا أيضاً قادة بمعنى الكلمة فعبّروا عن مشاكل المواطن بقلوبهم حتى نفذ ماكانوا يقولونه الى قلبي مباشرةً ،بالرغم من بعض الاتهامات التي رموا بها احدى الشركات التي ستنقل الدقيق .وأيضاً لم يخرج هؤلاء من منازلهم وأبنائهم وازواجهم ومكثوا في الادارة التي كانوا فيها لمدّة يومين لتحقيق مآرب خاصّة بهم او مرتبات يستلمونها من جهةٍ ما ، وأنما كان دافعهم المواطن الذي دافعوا عنه عن حقوقه بكل بسالة. ان هؤلاء الشباب هم القادة الحقيقيون الذي تبحث عنهم الدول ليقودوها في المستقبل . تدفع الدول عليهم المبالغ الطائلة لتنشئتهم وتدريبهم . وان واجب الكبار في السودان هو كواجب ضابط الشرطة وموظفي محلية كرري في ذلك الموقف ، علينا الاستماع لأبنائنا الشباب من لجان المقاومة ورعايتهم وتنمية شجاعتهم وتوجيهها التوجيه السليم والبعد عن كسر شوكتهم . وإذا رأيتم أحداً يحاول كسرهم فأعلموا بأنّه خائن لهذا الوطن ولشبابه . فهؤلاء الأسود والكنداكات هم من يبعثوا فينا الأمل دائماً بأنّ مستقبل السودان الى خير ، وان شباب السودان أسود وكنداكات هم الآمناء على هذا الشعب والوطن ومعهم لاخوف مطلقاً على الحياة الديمغراطية وعلى سوداننا . فوائد من هذه المخاطبات للجان المقاومة : 1-القيادة موجودة في الشارع . 2-هؤلاء الشباب يعبّروا عن نبض الشارع بكل صدق . 3-الشعب السوداني شعب ديمغراطي لحد الثمالة . 4-كلُ ما اقتربنا من قاعدة الجماهير ، وضحت الديمغراطية بأبهى صورها. 5-المسؤولون في القواعد متفهمون للشباب ويحسون بمعاناة المواطنيين . 6-هناك بعض الاتهامات لدى لجان المقاومة ، يجب التثبّت منها قبل اطلاقها ،لأنّنا اذا تربينا على حكم القانون وطبقناه على انفسنا فلن نسمح لأحد أن يتجاوزه. 7-يجب ان نتدرّب كشباب على ادب الحوار وتوصيل أفكارنا بمنتهى الهدؤ فذلك أدعى لأن يستمع الينا الآخر ويستوعب ما يُطرح من أفكار ،كما أنّ ذلك ادعى لعدم الاحباط في حالة عدم تقبّل الآخر لأفكارنا وأفعالنا . فنقاط الماء تقد الصخر. علي أبوزيد 18.8.2020 المرجع : 1- 2-