رجعوا ليهم حقهم أولاً كتبه:كمال الهِدي

11:54 AM August, 18 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات


[email protected]
الثوار الحقيقيون لا يدفنون رؤوسهم في الرمال.
فهم يدركون أن حكومة الثورة خذلت غالبية أهل السودان.
ولا غضاضة بالطبع في أن ينتقد أي سوداني ما جري ويجري.
فالدكتور حمدوك والكثير من وزرائه يخيبون الآمال حتى هذه اللحظة.
لكن ذلك لا يبرر علو أصوات تلك الفئة الضالة التي إما أن أفرادها كانوا ينتمون بشكل صريح لحزب المفسدين أو أنهم تماهوا مع نظام المخلوع البغيض.
هؤلاء دون غيرهم يجب أن يصمتوا.
ولو كنت مكان أي واحد منهم لأنزويت في ركن قصي، أو فتحت كشكاً لبيع الليمون إحتراماً لنفسي.
لكن كيف لمن ناصروا الطغاة والمجرمين والقتلة على مدى عقود طويلة أن يحترموا أنفسهم أو يستحوا من الناس!
يتظاهرون بالحس العالي بعد أن صاروا فجأة رحماء بهذا الشعب الذي يعاني من شظف العيش.
كل هذه المعاناة و(اللفة) الطويلة من أجل أن تُحسبوا مع الثوار؟!
نعلم أن وزير الإعلام في حكومة الثورة عجز عن لجمكم وحسم ملفاتكم السوداء.
لكن ذلك لا يعني أن الشعب منحكم صك الثورية الذي صارت رغبتكم فيه قوية.
من الممكن أن يقبلكم الشعب، لكن بشرط وحيد هو أن تعيدوا لهذا الشعب حقه أولاً.
فالمعلوم للصغير قبل الكبير في هذا السودان أن غالبية صحفكم التي ظلت تزين الأخطاء وتشيد بالقتلة وتصمت على جرائمهم في حق أبناء هذا الوطن تأسست من أموال جهاز الأمن والهبات الممنوحة من تنظيم (المقاطيع) وبعض رموزهم.
وبالتالي فالمركبات الفارهات التي تمتلكونها والبيوت الفاخرة التي تقطنون فيها، وحتى البذات وربطات العنق الأنيقة التي تتزينون بها عند ظهوركم في قنوات التجهيل والتسطيح، كلها من عرق جبين كنداكات وأسود وأطفال هذا البلد المكلوم.
فالمنطق والعقل يقولان أنه لا يصح أن يسرق الواحد منكم هذا الشعب وتتبدل أحوالكم مائة وثمانين درجة بأموال الشعب، وفي ذات الوقت تتظاهرون بالتعاطف مع هذا الشعب المنهوب.
أعيدوا الأموال المنهوبة أولاً وبعد ذلك يحق لكم أن تنتقدوا حكومة الثورة كيفما شئتم.
بعد أن تكفروا عن أخطائكم وتتوبوا إلى المولى عز وجل توبة نصوحة يصبح كلامكم عن معاناة هذا الشعب وضعف حكومة الثورة وتقصيرها في الكثير من الملفات ذا معنى.
أما بدون ذلك فسيظل كل ما تسودون به صحفكم الرخيصة مجرد هراء حتى وإن تجاهلت حكومة الثورة ملفاتكم كالحة السواد أو لم تجرؤ لجنة التفكيك على مراجعة الكيفية التي صرتم بها ناشرين ورؤساء تحرير ونجوم مجتمع في عهد (المقاطيع).