مؤتمر التعليم بقلم:خالد دودة قمرالدين

08:22 PM August, 17 2020

سودانيز اون لاين
خالد قمرالدين-
مكتبتى
رابط مختصر

مؤتمر ثورة ديسمبر للنهوض بالتعليم الذي جاء تحت شعار (تعليم جيد للجميع سلاحنا ضد الجهل والفقر والمرض ) يمثل بداية جيدة خاصة وان القائمون على أمر التعليم بالبلاد أصابوا ونجحوا برفعهم هذا الشعار (تعليم جيد ...) وهذا تحديدا ما ينقصنا .. لأن التعليم الجيد .. نور على نور .. يجب أن يطوي صفحة التجهيل المريع الذي كرّث له نظام الثلاثين من يونيو لإبقاء البلاد في الظلام .. وقد كان ..

ثلاثة عقود مظلمة بيعت فيها الشهادات المضروبة على الأرصفة .. مورست فيها كل أنواع الغش والخداع والزيف في قاعات الإمتحانات وفصولها .. منحت فيها الدرجات غير المستحقة للكثير من الطلاب .. حمل فيها الدرجات العلمية الرفيعة غير أهلها .. ثلاثة عقود مظلمة كانت المقررات الدراسية عبارة عن (حشو) لا يخدم مستقبل التلاميذ والطلاب أنفسهم دعك من مستقبل البلاد ..
نحن نحتاج إلى مقررات تجعلنا نفكر .. تدفعنا إلى أن نتساءل .. تأخذ بعقولنا إلى ما وراء الاشياء .. لنبتكر .. ونكتشف .. ونصنع .. لنلحق بركب الامم .. لننهض من قعودنا المخجل هذا ..

أخطاءنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية كثيرة لأن معظم مناهجنا ومقرراتنا كانت خطأ لذلك عبثنا بالبلاد والعباد وأودعناهما الدرك الاسفل من التيه والضياع وحسبنا بجهلنا أننا نحسن صنعا.. لا تُبنى البلاد بالجهل والفقر والمرض .. ولن نبرح محطة هذا الثالوث القاتل بمقرراتنا ومناهجنا وعقليتنا القديمة وليدة الثلاثة عقود الاخيرة ..

نحن أحوّج ما نكون إلى أن نتغيّر تغييراً يشمل كل مناحي حياتنا .. لذلك بعد التحول السياسي الذي شهدته البلاد .. وجب ان يكون لدينا تحول على مستوى التعليم .. منهج .. مقررات .. و ... حسنا فعل القائمون على أمر التعليم بالبلاد .. وخير ما رفعوا من شعارات ( تعليم جيد للجميع ...) .. بعد نوعية التعليم يداعب هذا الشعار (الجميع) وهذه مسألة مهمة لأن كثير ممن ينبغي أن يكونوا في فصول الدراسة والقاعات في الدول المحترمة لدينا هنا هائمون على وجوههم يرجون النجاة ولم يوفر لهم النظام البائد أن يسلكوا مسالكها .. بفساده وبخله على التعليم

ليس بعسير ولا مستغرب على حكومة بدأت الإهتمام بالمعلم أن تهتم بالتعليم .. وتؤسس لمنهج واضح الخطى والمعالم تسير عليه البلاد ويأخذ بيد الناس من التجهيل المتعمد إلى التعليم الجيد .