طى البساط بقلم:مهيلم ابراهيم موسي

07:20 PM August, 17 2020

سودانيز اون لاين
مهيلم ابراهيم موسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:

في مثل هذا المواقيت من العام الفائت كانت شمس أغسطس باردة مقارنة مع الأحداث الدامية منذ فض إعتصام القيادة ، واتفاقية بين العسكر والمدنيين لم نزل نبحث عن إجابة واحدة لتحدد :

- من الذي شرعن للجنة العسكرية أن تتفاوض حول مستقبل الثورة والدولة ؟

- ثم من كانت تمثل في ذلك التوقيت ؟ .

إجابة السؤالين تقود مباشرة إلي نتيجة اليوم وتقييم جدي لحصيلة إنجازات العام .

إن ما يحدث من مراوحة حراك الشارع تجاه مطالبه الثورية وتعنت الحكومة تجاهها يضع نقطة أعتقد أنها فاصلة بعد ما حدث في موكب #جرد_الحساب .

موكب اليوم وجهته كانت واضحة إلي مجلس الوزراء ( النصف الإنتقالي الثوري ) ( بالحسابات الديسمبرية ) والوزراء هم واجهة المدنية ونتيجة لما حدث منذ ديسمبر ، هذا الموكب قد يكون النقطة الفاصلة و لم يتعامل معها رئيس مجلس الوزراء كما يجب ، ليس خجلاً ووجلاً من مواجهة الجماهير بخطاب يمكن أن يفسر كل ما جري ، وإنما تعمداً مستفزاً وسفها للمطالب المشروعة ، إن جرد الحساب يعني تقييم للأداء بعد عام ، وكان من الأحري أن يتم التقييم للاداء من قبل الحكومة الإنتقالية وحاضنتها السياسية من أحزاب قوي الحرية والتغيير قبل أن تخرج لجان المقاومة .

( المطلوب المراجعة وليس التراجع ) عن ميثاق كُتب بالدمِ والدموع .

أحداث الشارع والسياسة الآن تشير إلى أن ما يحدث بعدما كانت المطالب ( طي صفحة الإنقاذ ) جعلت من الشارع وبعض قواه الراديكالية من جهة وفي إتجاه آخر ، حكومة متواطئة ونخبة تائهة تحاول أن تسابق الشارع حول من يطوي البساط علي الآخر .

إما إنتهت ديسمبر بمساحة جديدة نحو مستقبل مأمول أو إنتهت مرحلة الثورة عند محطة تغيير النظام والتوجه القديم ، إلي نظام جديد يمثل الإنتهازية بقبحها ويمهد للتبعية وحقل تجارب لبيع وشراء المواقف الوطنية بالهرولة وراء عقال التطبيع .

( الفيصل في كل ذلك صعود طليعة متقدمة تصادم هشاشة مجلس وزراء الثورة وتفرض بوعيها السياسي تنفيذ مطالب أساسية ومفصلية في توجيه دفة التغيير ، طليعة تضع صيغة منطقية لخطاب سياسي يواكب متغيرات لازالت تسابق تصورات النخبة وتفضح عجزها ) .
--