هل أنا مع التطبيع أم ضد التطبيع؟ كتب: أمل الكردفاني

هل أنا مع التطبيع أم ضد التطبيع؟ كتب: أمل الكردفاني


08-14-2020, 07:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597428988&rn=1


Post: #1
Title: هل أنا مع التطبيع أم ضد التطبيع؟ كتب: أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 08-14-2020, 07:16 PM
Parent: #0

07:16 PM August, 14 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هذا بيان هام من شخصي الهام (برضو).
أنا لا اهتم أساساً بمسألة التطبيع هذي. فهي لعبة سياسية تاريخية، لأن وجود إسرائيل نفسه غير منطقي، وجود أوربيين وسط الشرق الأوسط ليس منطقياً. فلنكن صرحاء قليلاً، إن الإسرائيليين في غالبهم من أصول أوروبية. والهوية الإسرائيلية نفسها مليئة بالشذوذ، حتى الآن لم أفهم هل هم يستندون إلى العرق (إسرائيل) أم إلى اليهودية؟ وفقاً لقانون الجنسية الإسرائيلي، لكي يحصل الشخص على الجنسية يجب أن تكون أمه على الأقل يهودية؟ لكن ما معنى ذلك؟ هتلر وباقي أوروبا ظلت تمارس عنصريتها ضد اليهود كعرق مختلف؟ لكن ما هو هذا العرق؟ لأن التاريخ التوراتي هو نفسه محل نظر؟ علاقة أمريكا بإسرائيل نفسها غامضة، رغم ما يقال عن اللوبي الصهيوني، فالأمر أكبر من ذلك التفسير البسيط. لكن ما هو؟ وهل إسرائيل الآن دولة يهودية أم علمانية. ما قرأته من قوانين إسرائيل كان يشي بأنها قوانين لا تمت للشريعة الموسوية بصلة. قوانين إسرائيل علمانية خاصة القانون الجنائي. هل كانت اليهودية ديانة تبشيرية؟ بمعنى هل يمكن أن يكون قوقازي مثلاً قد أصبح يهودياً، أو هندياً أصبح يهودياً، إذا لم تكن اليهودية ديانة تبشيرية، بل دين متعلق فقط بقبيلة بني إسرائيل بأسباطها الإثنى عشر، فلماذا هم متنوعون في الشكل واللون والسمات؟ هل اندمجوا بالأعراق الأخرى؟ أم لم يندمجوا؟ إن كانوا قد اندمجوا فأنقسموا ليهود شرقيين ويهود غربيين..فهذا يعني أنه لا يوجد عرق خالص النقاء؟ فما المقصود بأن تكون أم طالب الجنسية يهودية؟ هل استطيع الآن أن أصبح يهودياً وبالتالي تصبح ابنتي يهودية، فإذا تزوجَت وأنجبت أصبح من حق أبنائها الحصول على الجنسية الإسرائيلية؟ لو كانت الإجابة بالنفي، فلابد من تحديد المعيار العرقي بشكل حاسم. وإن كانت الإجابة بالإيجاب، ألا يعني أنه يجوز لأي فلسطينية أن تصبح يهودية ويصبح أبناؤها إسرائيليين؟
ما أراه، في مسألة التطبيع هذه أنها تحصيل حاصل. ليس لأن كل الدول العربية طبعت مع إسرائيل، لكن لأن التطبيع نفسه لا يعني إعترافاً بإسرائيل بقدر ما يعني إعترافاً بأنها واقع شاذ في المنطقة..تخيل الكلمات التالية: (طماطم، ملوخية، بصل، مسمار).. هذا هو بالضبط وضع إسرائيل الذي لن يتغير: (الأردن، مصر، سوريا، لبنان إسرائيل). استخرج الكلمة الشاذة مع التعليل؟..
التطبيع إعتراف بهذا الشذوذ، لأن الشاذ وحده ما يحتاج للتطبيع. يمكن للبصل والطماطم والثوم والملوخية الإتفاق على ضم المسمار إليهم. لكن المسمار سيظل مسماراً إلى الأبد. ولذلك فلكي لا يكون التطبيع إعترافاً بالشذوذ، يجب أن يحدث أحد خيارين: إما أن يتحول الإسرائيليون كلهم إلى الثقافة العربية. أو يتحول العرب كلهم إلى الثقافة الإسرائيلية (إن كانت عرقاً فكذلك، أو دينا فكذلك أيضاً). وبما أن هذا مستحيل، فالحل الوسط، هو أن يتم إحداث تغيير شرق أوسطي. أي تغييراً سياسياً، وهو ما قد يكون النظام الشرق أوسطي الجديد، أي المتماهي مع (العولمة) والقبول باشتراطاتها التي تعدم السيادة الثقافية للمجتمعات والشعوب، لحساب سيادة مركزية دولية..(الأمركة): الرأسمالية التوتاليتارية.. الليبرالية الشاملة..الديمقراطية المسيطر عليها مركزياً...والخضوع عبر إتفاقيات حماية أمريكية.
وبالرغم من ذلك؛ فستظل إسرائيل كلمة شاذة في محيطها الجغرافي..أو كما كان الإعلام العربي يسميها زمان: (كيان).

______________ه______________
أمل الكردفاني