الطريق إلي دولة شبيبة القبائل السودانية صار معبدا بقلم:برير إسماعيل يوسف

الطريق إلي دولة شبيبة القبائل السودانية صار معبدا بقلم:برير إسماعيل يوسف


08-14-2020, 02:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597368755&rn=1


Post: #1
Title: الطريق إلي دولة شبيبة القبائل السودانية صار معبدا بقلم:برير إسماعيل يوسف
Author: برير إسماعيل يوسف
Date: 08-14-2020, 02:32 AM
Parent: #0

02:32 AM August, 13 2020

سودانيز اون لاين
برير إسماعيل يوسف -London-UK
مكتبتى
رابط مختصر





التفلتات الأمنية و الفتن القبلية و قتل المواطنين السودانيين بدم بارد في الأطراف و الهوامش برنامج خبيث معد بعناية فائقة و لا يمكن حل هذه التفلتات عن طريق حشد العربات التي تنقل الجنود و كأنما الدولة في حالة حرب ضد الجيش الغازي القادم من القوقاز.

حل هذه التفلتات التي يشهدها السودان بصورة راتبة و منظمة حلاً سياسياً في المقام الأول و ليس عسكرياً و يتمثل في الوصول لسلام شامل على أسس جديدة في جميع المناطق التي تأثرت بالحرب ثم تكملة هياكل الدولة سيما تكوين المجلس التشريعي و الحكام المدنيين.

الشاهد إنه لا يوجد جيش سوداني محترف مهمته الدفاع عن الأرض و عن حياة و ممتلكات كل السودانيين/ات منذ اليوم الأول لتأسيس هذا الجيش عندما كان إسمه قوة دفاع السودان التي ذهبت للقتال بجانب الحلفاء في كرن ( يجوا عايديين) و في الكفرة ( كفرة نيرانها زي جهنم) تحت ذريعة الحصول على الإستقلال !! و ثم جاءت ما تُسمى بالدولة الوطنية السودانية التي إستخدمت نواة نفس الجيش و سمته قوات الشعب المسلحة لقتل المواطنين السودانيين الذين تمردوا تمرداً مشروعاً على الدولة التي أسستها النخب السودانية إستخدمته لقتلهم في الأطراف و الهوامش .

لكن هذه الحقيقة لا تعني بأي حال من الأحوال قبول دولة الثورة بمليشيا الدعم السريع على طريقة دار أبوك كان خربت شيل ليك منها عود !! هذا منطق غير مقبول و سيعمق من الأزمات السودانية في المستقبل القريب و المصيبة الكبرى هي إن المفاوضين بإسم الثورة قد شرعنوا وجود مليشيا الدعم السريع في وثيقة الثورة الممهورة بالدماء بعد أن جاءت عبر تراكم نضالي طويل مدني و عسكري شارك فيه السودانيون الجنوبيون.

نحن كمواطنين سودانيين من حقنا أن نرفض مليشيا الدعم السريع و من حقنا أن نطالب بإعادة هيكلة الجيش بل بإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة المختطفة منذ أكثر من ستين عاما هي عُمر ما يُسمى بالإستقلال و لكن الذين فاوضوا اللجنة الأمنية و توصلوا معها لإتفاق لا يلبي تطلعات الثورة لا يستطيعون أن يقولوا خطاب المواطنين الثوار .

القاسم المشترك الأعظم بين جميع قوى الثورة العريضة بما في ذلك الكثير من القوى الثورية المسلحة و الثورية غير المسلحة هو الإنبطاح لمليشيا الدعم السريع إلا من رحم شعبنا بل منهم من قدمها للجماهير كجمعية خيرية في النيل الأزرق و هؤلاء منهم من يعادي الجماهير بسبب آرائها و بالتالي أصبح حميدتي بالنسبة لهم بطل في مقام مانديلا.

البلد الآن ماشة على الهاوية و أرخص سلعة فيها هي أرواح المواطنين و السلاح منتشر لدى الغالبية و منبر السلام في جوبا أموره ضبابية بسبب غياب الدور الفاعل المؤثر للشق المدني في حكومة الثورة حيث تخلى د. حمدوك عن مسؤولياته و أصبح ممسكا بأوراد العبور يرددها بمناسبة و بدونها و القوى الثورية المسلحة في منبر جوبا منقسمة على نفسها و هنالك أجسام هُلامية واتسابية تتحدث عن الحرب و السلام و للمفارقة وقعت على إتفاقات منذ فترة طويلة و لكنها لازالت مرابطة بجوبا في إنتظار تحرك بص السيرة و في منبر جوبا نفسه صارت لنا جبهتان ثوريتان خصماً على الثورة و قوى ثورية مسلحة و مؤثرة في مستقبل البلد مثل الحركة الشعبية قيادة الحلو و حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد لا يعيرها ممثلو حكومة الثورة في منبر جوبا إهتماما كبيرا.

كما أن الحاضنة السياسية لحكومة الثورة تخصصت في نهش لحم بعضها البعض لصالح العدو و خير دليل على عدم الجدوى من الكثير من مكونات تحالف قوى الحرية و التغيير هو موقفهم المخزي من م. صديق يوسف في الحادثة التي بطلها الوسيط ممثل الإتحاد الإفريقي ولد لبات فلم يدلوا بشهاداتهم في الحادثة للوقوف مع رفيق نضالهم م. صديق يوسف أو لقول الحقيقة على أقل تقدير مثل م. عمر الدقير و د. أبراهيم الأمين اللذان ذكرهما ولد لبات في كتابه .


أخيرا واحدة من خيبات قيادة الثورة هو تعويل الجبهة الثورية على آل سعود و آل نهيان كمانحين و هؤلاء لا يمنحون أموالهم بلا مقابل و المقابل بالضرورة هو السيطرة على مقاليد القرار السياسي السوداني لأن الملوك إذا دخلوا السودان أفسدوه و جعلوا أهله أذلة و كذلك يفعلون.

من ناحية أخلاقية آل سعود قطَّعوا لحم مواطن سعودي أعزل الخاشقجي إربا ثم وضعوه في أكياس, فكيف تقبل الجبهة الثورية منحاً من نظام لا يحترم قدسية مواطنيه ؟ ألم تقاتل الجبهة الثورية نظام الجبهة الإسلامية القومية من أجل كرامة الإنسان ؟ عليه كان الأفضل ألا تمشي الثورية في هذا الدرب الذي سلكه النظام الهالك أي درب الإرتماء في أحضان الملوك في السعودية و المشائخ في دولة الإمارات العربية لأن خيرات البلد كثيرة و الأموال التي نهبها الكيزان أكثر و لكن عندما تغيب المبدئية كل شيء يصبح مباح و السودان سيواصل الأرتزاق في اليمن و ربما في ليبيا بفضل مؤتمر المانحين في السعودية .

بالتأكيد الحل يتمثل في وقوف الشارع السوداني الثائر ضد رهن القرار السياسي لآل سعود و آل نهيان مقابل ريالات و دراهم معدودات تحت ذريعة المانحين و كل من عليها فانٍ و سيبقى وجه الوطن صاحب التاريخ العريض الممتد لآلاف السنين حينها كان هؤلاء العربان نسياً منسياً و ستبقى سمعته الطيبة جيل بعد جيل.

برير إسماعيل

13 أغسطس 2020م

Post: #2
Title: Re: الطريق إلي دولة شبيبة القبائل السودانية ص
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 08-15-2020, 01:08 AM

السلام عليكم