أليست هذه هي ( المدنية ) التي تريدونها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

أليست هذه هي ( المدنية ) التي تريدونها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


08-12-2020, 10:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597224225&rn=0


Post: #1
Title: أليست هذه هي ( المدنية ) التي تريدونها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-12-2020, 10:23 AM

10:23 AM August, 12 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

أليست هذه هي ( المدنية ) التي تريدونها ؟؟

لقد تكررت تلك العبارة ( مش دي المدنية العايزنها ؟؟ ) .. وخاصة من بعض رجال الأمن والجيش ورجال اللجان الشعبية في الماضي ،، وتلك عبارة تؤكد أن قائلها يوالي النظام البائد بطريقة أو بأخرى .. وتؤكد بأنه ليس من هؤلاء الثوار الذين يساندون الانتفاضة والإسقاط .. والمقال هنا ليس من أجل توبيخ ذلك القائل أو من أجل تمجيد ذلك الرافض للنظام البائد .. فالبيئة السياسية الحالية التي تعيشها البلاد تكفل تلك الحرية في المقال وفي الرؤية الشخصية .. وهي تلك البيئة التي تمارس فيها شعارات ( حرية عدالة سلام ) .. وتلك الحرية تعطي الحق كل الحق لكل من يريد أن يقول كما يريد ويشاء .. كما أنها تعطي الحق كل الحق لكل من يريد أن ينتقد أو يمجد مرحلة من المراحل أو نظاماً من النظم .. وبالتالي فإن أي شخص في هذه البلاد يملك الحق في أن يوالي ويمدح النظام الجديد القائم بعد الانتفاضة ،، أو أن يوالي ويخلص لذلك النظام البائد رغم الإسقاط والرحيل .. وتلك الصورة تدخل في صلب معاني ( الحرية الشخصية ) .. ومحاربة تلك الحرية الشخصية تناقض شعارات الانتفاضة العظيمة جملةً وتفصيلاً .. ولكن المقال هنا لتوضيح الإجابة على ذلك السؤال الذي يكررها البعض كالببغاء في الكثير من المحافل .. أو يرددها البعض من الناس في تلك اللقاءات والحوارات .. وهو ذلك السؤال : ( أليست هذه هي المدنية التي تريدونها ؟؟ ) ،، والضرورة تقتضي الإجابة على ذلك السؤال بالقول : ( كلا ،، وألف كلا ،، ليست تلك هي المدنية التي ناد بها الثوار في أتون الانتفاضة ! ) .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلصاق كافة تلك العيوب والسلبيات التي تقع في البلاد على ( المدنية ) !! .. وذلك العسكري أو الجندي أو رجل الأمن أو رجل الخدمة المدنية الذي يرفض ويمسك عن أداء الواجب بحجة صيحات ( المدنية ) هو يرتكب جرماً شنيعاً في حق الشعب السوداني .. وصيحات ( المدنية ) لا تبرر إطلاقاً ذلك النوع من التمرد عن أداء الواجبات .. ولا يمكن القبول بتلك الحجة التي تقول أن ( المدنية ) هي السبب الأساسي في تدني تلك الخدمات أو هي السبب الأساسي في تواجد تلك السلبيات التي تمنع أداء تلك الواجبات الوظيفية .. ومن يفعل ذلك يرتكب جريمة كبرى في حق البلاد وفي حق ( المدنية ) .. لأن مظاهر تلك السلبيات والإخفاقات والفشل هي واردة في كافة ظلال الحكومات ( العسكرية والمدنية ) .. ويقال في الأمثال : ( ليس في الإمكان إرضاء كل إنسان !! ) .. وإذا أراد الناس أن يجاروا هؤلاء في تلك الخزعبلات يمكنهم أن يرددوا نفس العبارات : ( أليست هذه هي العسكرية التي تريدونها ؟؟؟ ) .. فإذن القصة ليست قصة : ( مدنية أو عسكرية ) .. ولكن القصة هي قصة كفاءات في إدارة البلاد .. وعليه لا يجوز إطلاقاً أن يلام كل من ينادي بالمدنية حسب اعتقاده ورؤيته الشخصية .. وبالمثل لا يجوز أن يلام كل من ينادي بالعسكرية في حكم البلاد .. فالمسألة هي مسألة اختلافات في زوايا الرؤى حسب تقديرات الأشخاص للمسائل .. ولكن الخطورة كل الخطورة تكمن حين يقصر صاحب الوظيفة أو المهنة عن أداء واجبه بحجة تلك الأفكار الصبيانية الجاهلة .. فمثل ذلك الإنسان يرتكب مخالفات أخلاقية بكل القياسات .. فهو يخلق ذلك النوع من السلبيات بنفسه وبيده ثم يلصق تلك السلبيات والشائبة على صيحات ( المدنية ) !! .. ولعمري فإن ذلك يمثل قمة المهازل في سلوكيات الإنسان وقمة التردي في السلوكيات .