مطية اليأس قد قطعت أكباد الشعب السوداني !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مطية اليأس قد قطعت أكباد الشعب السوداني !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


08-12-2020, 08:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597217992&rn=0


Post: #1
Title: مطية اليأس قد قطعت أكباد الشعب السوداني !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-12-2020, 08:39 AM

08:39 AM August, 12 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

مطية اليأس قد قطعت أكباد الشعب السوداني !!

شعب مارس أشكال وألوان الانتفاضات في تاريخ الشعوب .. ولم يبخل إطلاقاً أن يضحي من أجل ذلك الوطن العزيز .. وفي كافة تلك الانتفاضات كان الشعب السوداني يضحي بتلك النفوس الطاهرة النبيلة ويتمكن من إسقاط تلك النظم الديكتاتورية الطاغية .. وهو ذلك الشعب الذي يطالب دائماً ( بالسودان الجديد ) .. ذلك السودان الذي يختلف كلياً عن السودان ( القديم ) المنحوس المنكود المعهود منذ استقلال البلاد !!.. ومن أجل تحقيق تلك الأهداف والأمنيات الغالية العزيزة تعود الشعب السوداني أن ينتفض كل مرة ويسقط تلك الديكتاتوريات في البلاد .. ويكتب أهدافه ومطالبه وأمنياته وأحلامه تلك النبيلة العالية بمداد الدماء .. وتلك الصورة قد تكررت في مسار الشعب السوداني بعد الاستقلال لمرات ومرات ومرات !.. وبطريقة مخجلة قد أربكت حسابات الأحوال في السودان بدرجة اليأس الشديد .. حيث تدور تلك التجارب الفاشلة المخزية بوتيرة متشابهة ومتكررة بدرجة الملل والإملال .. والمعضلة الكبرى تتجسد كل مرة حين يتصدى البعض من أبناء السودان ليسرقوا ثمرات تلك الانتفاضات في غفلة الشعب السوداني .. فهو ذلك الشعب المغلوب على أمره الذي يجيد الانتفاضات ولا يجيد تلك النهايات !!.. شعب دائماً وأبداً يرتكب نفس الأخطاء القاتلة كل مرة دون أن يفكر في إرهاصات الماضي !.. فهو يجيد ذلك النوع من التمريرات الخاطئة في لعبة السياسة .. حيث دائماً وأبداً يرسل الكرة بالخطاء لأقدام المتربصين من أهل السياسة .. وهؤلاء الخبثاء من أهل السياسة يقفون بالمرصاد ليسرقوا تلك الثمرات للانتفاضات والثورات !..

لقد تكررت تلك الصورة بطريقة مملة وممجوجة لدرجة الغثيان .. حيث العودة كل مرة لنفس أحوال السودان في الماضي .. ذلك السودان المنحوس المنكود الموبوء بكل أشكال وألوان الإخفاقات والفشل والتراجع للخلف ،، وأهداف تلك الانتفاضات الشعبية تموت في نهاية المطاف بفعل فاعل غير مسئول .. ومن العجيب الأعجب أن الشعب السوداني لا يتوقف لحظة ليسأل نفسه : ( لماذا تموت تلك الانتفاضات كل مرة في مهدها دون أن تكمل مشوار أهدافها ورسالتها ؟؟؟؟ ) ,, والإجابة على ذلك السؤال البديهي المحير يجب أن تشغل أفكار العقلاء من أبناء الشعب السوداني .. ولا يجوز الاستمرار بنفس المنوال والوتيرة حتى قيام الساعة !.. بل لابد من وقفة عقلانية تدرس تلك الأسباب التي تقتل انتفاضات الشعب السوداني في مهدها .. وكفى بالشعب السوداني أن يمارس تلك المهزلة التي تحاكي قصة : ( ساقية جحا !! ) .. حيث تلك الساقية التي تأخذ المياه من البحر من جهة لتصب المياه في البحر من جهة أخرى !!.. وتلك المهزلة قد صارت مملة وممجوجة بذلك القدر الكبير .. وهي صورة تؤكد أن الأمة السودانية تفتقد تلك المهارات التي تخلق الدولة بمعنى الدولة !..

تلك الدول من حولنا تتقدم بخطوات سليمة وواثقة وثابتة وسريعة نحو الأمام .. وأبناء تلك الدول يشرفون بلادهم بتلك المواقف الرجولية .. وبتلك المسئولية التي تعني قمة الوطنية والإخلاص في التوجهات .. حيث يمارسون في بناء أوطانهم تلك التدابير العقلانية الماهرة المؤهلة .. وحيث يشتركون بمهارات فائقة في تلك السباقات التي تتنافس فيها دول العالم من أجل التقدم والبناء والتعمير .. ونحن أبناء السودان طوال السنوات تلو السنوات نخوض في متاهات الأوهام والمناكفات والسجال .. ونمارس دون خجل أو استحياء تلك الممارسات العقيمة البليدة التي لا تليق بالشعوب المتقدمة والمتحضرة .. حيث تلك الحروب والمناوشات والمناكفات والمؤامرات والمساومات ،، والسودان منذ لحظة الاستقلال لم يتقدم شبراً واحداً نحو الأمام .. ولم يتخذ خطوةً واحدةً صائبة في الاتجاه السليم .. وتلك الساحات السودانية في هذه الأيام تعج كالعادة بأشكال وألوان المهازل والمناوشات العقيمة التي كلت وملت منها الأنفس لسنوات وسنوات .. حيث تدور في هذه الأيام نفس النغمات السياسية القديمة المعهودة البغيضة الكريهة !.. وكأن الشعب السوداني مازال يعيش مراحل الخمسينات من القرن الماضي !.. حيث تلك المراحل التي عفا عليها الدهر ., وقد صدق ذلك القائل الذي كتب ذات يوم وقال : ( ملعون أبوك يا بلد !!!! ) .