نريد ثورة أخرى .! بقلم الطيب الزين

نريد ثورة أخرى .! بقلم الطيب الزين


08-11-2020, 10:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597181137&rn=1


Post: #1
Title: نريد ثورة أخرى .! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-11-2020, 10:25 PM
Parent: #0

10:25 PM August, 11 2020

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




ما عجزت عن تحقيقه ثورات السلاح التي سميت بالربيع العربي، في كل من مصر وسوريا واليمن ودول عربية أخرى، حققته ثورة ديسمبر السلمية، رغم ضخامة التحديات ومكر الأعداء، والمخاطر التي تحيط بها.
ثورة ديسمبر المجيدة، جاءت ثمرة نضالات طويلة خاضها الشعب السوداني ضد حركة الإسلام السياسي ممثلة في نظام الإنقاذ البائد، الذي فرض سطوته بالأدعاءات والأكاذيب طوال ثلاثة عقود مُرة، إستطاعت الثورة أن تفتح نافذة حلم جديد في أرض النيل والمانجو والأبنوس، حلما تشكل من عذابات الكادحين والمشردين واللاجئين،
من هموم الملايين التي خرجت إلى الشوارع بحثا عن خيار جديد، بعد أن ضاقت ذرعا بالقهر والفقر والحرب، خرجت تبحث عن وطنا يحبها وتحبه، وطنا يفتح أمامها أبواب الحياة يوفر لها الأمن والإستقرار.
فدفعت ضربية حلمها دماءا ودموعا وأرواحا، فأصبح حلم شعبنا ملهما لشعوب العالم لاسيما لأشقاءنا في أرض دجلة والفرات التي حولها الإحتلال مرتعا لشيوخ الطوائف وقادة المليشيات وحكومات الفساد التي جاءت من رحم الإحتلال الذي صدر الديمقراطية إلى العراق على ظهور الدبابات الأميركية.!
كبيروت الجريحة التي نخرها الفساد حتى العظم، فأصبحت ضيعة تقاسمها زعماء الطوائف خمسون عاما وأكثر ، غابت فيها ملامح الدولة، وتلاشت قيمة المواطنة.!
الحقوق أصبحت قطعة حلوى بين زعماء الطوائف، أما الواجبات كانت جمرة وطئتها أغلبية الشعب اللبناني هجرة وغربة وسلسلة عذابات ومفردات معاناة، لم تنتهي، حتى حلت بها الفاجعة مؤخرا، فكانت القشة التي قصمت ظهر بعير الفساد، إذ لم تترك أمام قادة الطوائف سوى الإعتراف أخيرا أن الفساد في لبنان أكبر حتى من الدولة، لذلك هي في حاجة الى نظام جديد، ينتصر للإنسان وحقوقه وعزته وكرامته.
نظام يجعل من لبنان، بلدا خاليا من النزعات الطائفية، بلدا رايته الوطنية، تعلو على كل الرايات.
هبة شباب لبنان الأخيرة ، بعد الفاجعة التي حلت به الأسبوع الماضي كفيلة برسم معالم فجر جديد ينتصر للوطن والمواطنة.
لذلك نشرئب لثورة سلمية أخرى في عالمنا العربي الذي غيبته النظم العربية، التي بعضها غارق حتى أذنيه في مغارات التاريخ المظلمة، وبعضها الآخر سادر في متاهات الحاضر المبهمة.!
تمنياتي أن تظل ثورة ديسمبر المجيدة لوحة ملهمة للتعايش السلمي بين كل مكونات شعبنا، حتى تستدرج الضوء إلى كل زوايا واقعنا المظلمة.
الطيب الزين