إرادة النظام البائد تنتصر علي الجيش الوطني.. بقلم خليل محمد سليمان

إرادة النظام البائد تنتصر علي الجيش الوطني.. بقلم خليل محمد سليمان


08-09-2020, 08:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597001543&rn=0


Post: #1
Title: إرادة النظام البائد تنتصر علي الجيش الوطني.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 08-09-2020, 08:32 PM

08:32 PM August, 09 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




بالإشارة إلي التصريح الخطير، و ذو المدلولات العميقة، و الخطيرة، الذي ادلت به السيدة آمنة، والي نهر النيل.. إنتظرنا لنرى رد فعل قيادة الجيش، للأسف كأن الامر لا يعنيهم، و الصمت يعني التسليم بما ذكرته السيدة الوالي، يعني جيشنا " حردان".

استطاع النظام البائد فرض إرادته ليقود القوات المسلحة الي مواجهة الشعب في سابقة خطيرة، و ستكون تداعياتها اخطر علي الجميع، إن تُرك امر القوات المسلحة في ايدي سدنة النظام البائد بهذا الشكل.

اذكر ايام الصراع في اول ايام سقوط النظام المباد، عندما توقف الحوار، و إنسد الافق، قرر المجلس العسكري السير وحيداً، و كان قاب قوسين او ادنى لإعلان حكومة من طرف واحد، و رأينا الجولات المكوكية للبرهان وحميدتي لصناعة حاضنة بديلة من الإدارات الاهلية، و الكيانات خارج قحت، و سواقط نظام المخلوع، و كل ذلك كان بغطاء و دعم إقليمي معروف، اسقطته 30 يونيو.

خرج حميدتي في احد لقاءاته و قال : " والله كان ما نحن كان البلد دي استلمها تيار واحد الناس عارفنو كويس"

الاكيد المجلس العسكري كان يعرف ما لا نعرفه، و بقية الشعب السوداني، وظف صراع الاحزاب الخربة، و تسابقها نحو السلطة لصالح الاجندة التي كان يتمترس، خلفها النظام البائد، خوفاً او طمعاً.

اعتقد المجلس العسكري اخطأ التقدير، فوضع الشعب، و ثورته، و من فاوضوا بإسمه، عبثاً في سلة واحدة، و كانوا يعرفونهم جيّداً، و كيف كانت تمرر التفاهمات، و اللقاءات السرية، و مشروع الهبوط الناعم الذي اربك المشهد، و عطل عجلة الثورة.

للأسف لو كانت قيادة الجيش فعلاً وطنية بحق، لكانت سلكت اقرب الطرق إلي الثورة، و الإنحياز الي الشعب، و خياراته في التغيير.. كانت الاقرب بالضرورة للعب هذا الدور، و لكن عبث النظام بهذه المؤسسة إدخره لمثل هذا الظرف!

نجح النظام البائد في السيطرة علي القادة، و صنع جداراً سميكاً بين المؤسسة العسكرية، و الشعب، و بدأ هذا الجدار في الإتساع، و التمدد بعد الثورة.

الإنكار، او التعامي عن رؤية الحقيقة المجردة يزيد الطين بِلة، فالحقيقة هناك حالة عدم رضا شعبي واسع عن أداء المؤسسة العسكرية، و لسان حال معظم القادة قبلوا بالثورة كأمر واقع، و ظلت الإستجابة لمطلوباتها امر بالإكراه.

ما يدور في قروبات الضباط في الخدمة امر مُقرف، و كيف تحولت إلي منابر سياسية، يتم الترويج فيها بشكل صارخ ضد الثورة، و إرادة الشعب، و للأسف القيادة تعلم بذلك، لأن امر هذه القروبان معلوم منذ العهد البائد، و كيف كان مُحرم فيها تناول اي شأن سياسي، حيث تسيطر عليها إستخبارات النظام.

تصلني المداخلات، و الحوارات في معظم القروبات، و بجد لهو امر مؤسف يُنبئ بحالة طلاق بين هذه المؤسسة المتمثلة في هذه القيادة الضعيفة، و البائسة، و الشعب إذا إستمر الحال بهذا المنوال.

من الطبيعي ان يحدث ذلك لطالما لا يزال الجيش تسيطر علي مفاصله عناصر كيزانية معروفة، و في يدهم كل مقاليد إموره، و من مصلحتهم ان تزداد، و تتسع المسافات بين الشعب، و جيشه.

عندما نتحدث بشفافية عن الجيش و ما يجب ان يكون عليه يخرج علينا الرجرجة والدهماء بشعارات، و عبارات خبيثة تزيد من إتساع الهوة، و تجعل القادة المغلوب علي امرهم يمعنون في الخطأ، و التعامي عن الحقيقة، و الإصطفاف إلي جانب باطل دولة الكهنة تجار الدين بإعتبارهم الجيش، و الدولة، و الوطن.

كنا علي يقين ان الامر يسير بالجيش الي طريق اللا عودة، حيث مواجهة الشعب، و شباب الثورة.

من اخطر مهددات الجيوش تصدع الجبهة الداخلية، و فقدان ثقة الشعب.

ما اقوله هنا لا يمكن لأحد ان يجرؤ علي ذكره، ولو همساً، هناك اصوات بدأت في التصاعد، و تساوي بين الجيش، و الحركات المسلحة، و المليشيات في اي عملية تسوية قادمة في السودان.

خطورة هذا ليس إنحيازاً الي الجيش بل هو بالعلم، و التجارب لا يمكن لقوى قبلية، او مليشيات متصارعة متساوية في العدة، و العتاد، و بلا عقيدة، ان تنتج سلام يفضي إلي دولة محترمة، بدون مراكز قوى، و صراع نفوذ.

وجود كتلة صلبة يلتف حولها الجميع امر في غاية الاهمية، و اعتقد القوات المسلحة بالضرورة هي الكتلة الصلبة.

للأسف بدأت في التسرب من بين ايدينا شئنا ام ابينا، لطالما نسير في طريق بلا هدى، و الدليل قادة قلوبهم معلقة بالنظام البائد.

إذا دخلت القوات المسلحة في حوار حلحلة القضايا كطرف من اطراف المشكل سينتج عن هذا مولود مشوه، لا يصب في مصلحة دولة متماسكة، تمتلك مقومات البقاء، بل يقودنا إلي التقسيم، و الفوضى حيث اللا دولة.

اعتقد ما يدور في لبنان هو صورة مماثلة لما نحن عليه الآن، برغم إختلاف الكثير من الاصدقاء عندما اشبه حال السودان بما يجري في لبنان.

الآن لبنان بعد تجربة ثلاثين عام من نظام مراكز القوى، و المحاصصات، و سطوة المليشيات، و الصراعات السياسية، يخرج شعبه في ثورة ضد الجيش، و المليشيات، و الاحزاب، و الطوائف، السنية، و الشيعية، و المسيحية، حيث تساوت في وجهه خيارات الموت، و الحياة.

خرج الشعب عندما وجد نفسه وحيداً في مواجهة الموت بالإهمال، و الفساد، و الجوع، و العطش، و المرض، و حكامه في القصور يتصارعون، و تتضخم ثرواتهم، و تزداد ممتلكاتهم، فالمبدأ عندهم التنافس علي السلطة، و المال.

الآن الجميع امام مشهد لا يحسدهم عليه احد، تساوى الكل، جيش، مليشيات، احزاب، طوائف علي خط درجة الخيانة.

"قاعدة ذهبية..السعيد من يتعلم بتجارب الآخرين، و الشقي من يتعلم بتجاربه"!!!

هل نحن في الطريق حيث قاد الشعب اللبناني إلي هذه النهايات المؤسفة، و قد ضاعت من عمره عقوداً هباءً منثورا؟