محاورة افكار الدكتور أحمد صبحي منصور بقلم نوري حمدون

محاورة افكار الدكتور أحمد صبحي منصور بقلم نوري حمدون


08-08-2020, 04:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596901252&rn=0


Post: #1
Title: محاورة افكار الدكتور أحمد صبحي منصور بقلم نوري حمدون
Author: نوري حمدون
Date: 08-08-2020, 04:40 PM

04:40 PM August, 08 2020

سودانيز اون لاين
نوري حمدون-الابيض-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




= المؤكد أنه لكل متدبر للقرآن الحق في ان يقول ما يشاء . و مؤكد انه لا أحد من المتدبرين يجزم بأن رؤيته هي الصحيحة . و من حق المراقبين ان يعلقوا على نتائج التدبر هذه أو تلك . و ليس من حق المراقبين تخطئة ايا من نتائج التدبر . و لكن من حقهم الاشارة الى عدم اتساق نتائج التدبر مع النص المتدبر فيه . و من حق المراقبين مطالبة المتدبرين بعدم تقويل النص ما لم يقله من كلمات أو عبارات . خصوصا و أن الفقه قد استقر على أن النصوص منها المحكم و هو الواضح الدلالة , و منها المتشابه و هو غير الواضح الدلالة . و الجدير بالذكر ان مصطلح غير واضح الدلالة لا يعني ان النص منذ ولادته كان غير واضح الدلالة . فليس للمصطلح وجود في صدر الاسلام و زمن وجود الرسول (ص) و صحابته (ض) . ظهر المصطلح بعد ان تبدل الزمن و تغير الناس و ظهرت الحاجة لتفسير القرآن و بيان الاحكام . و لان المفسرين و الفقهاء لم يكونوا من الانبياء او الصحابة وقع الفشل في القضاء على ظاهرة النص غير الواضح الدلالة . و ثبت ان العثور على دلالة في زمن لاحق لغير الواضح الدلالة لا يحول النص غير الواضح الدلالة الى نص واضح الدلالة . فالشئ لا يكون هو و ضده في نفس الوقت بحسب المنطق البشري المعروف حتى تاريخ اللحظة .
= انبرى الكثير من الفقهاء للقرآن يتدبرون آياته ثم يؤولونها و يعطونها معاني جديدة تحتاج الى بعض المجاهدة لرؤيتها تتسق مع النص المتدبر فيه . أحد هؤلاء المتدبرين هو الاخ المفكر المصري الدكتور أحمد صبحي منصور مؤسس تيار القرآنيين المعروف . و أجد في احد مقالاته بعنوان /ما لم يعرفه الغرب عن السماء و السموات/ بتاريخ 26/6/2017 (( رابط المقال على موقع {الحوار المتمدن} http://www.m.ahewar.org/s.asp؟aid=563495andr=0andcid=139andu=andi=0andqhttp://www.m.ahewar.org/s.asp؟aid=563495andr=0andcid=139andu=andi=0andq =)) نموذج للتدبر القائم على عدم اتساق نتائج التدبر مع النص المتدبر فيه . عدم الاتساق هذا يجعل قبول نتائج التدبر امرا في غاية الصعوبة . و قد كانت لنا الملاحظات التالية على ذلك التدبر .
= 1يقول المفكر = (السموات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما) اشارة للانفجار الكبير .
= الملاحظة = أشار النص الى الرتق و هو السد و الى الفتق و هو الشق و لم يذكر الانفجار . الانفجار في اعتقادي يحتاج الى اشارات اقوي بكثير من الفتق و الشق .
= 2يقول المفكر = (من كل شئ خلقنا زوجين) اشارة الى ان السموات و الارض زوجان
= الملاحظة = الطحالب و الدرنيات و الاميبا و الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات ليس منها زوجان .
= 3يقول المفكر = (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) اشارة الى توسيع الكون.
= الملاحظة = الجملة حالية(حال) تقول ان بناء السموات تم على حال الاتساع الذي هو عكس الضيق .
= 4يقول المفكر = (يوم نطوي السماء كطي السجل) اشارة الى التقاء السموات و الارض.
= الملاحظة = النص يذكر السماء و لا يذكر الارض .. و السجل هو الصحيفة التي اذا ما طويت .. على العكس .. لا يلتقي طرفاها .
= 5يقول المفكر = (فاذا نفخ في الصور) اشارة الى الانفجار الثاني الذي يدمر السموات و الارض.
= الملاحظة = الجملة شرطية جوابها (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) .. و لم يذكر مع الواقعة انفجار .
= 6يقول المفكر = (و حملت الارض و الجبال فدكتا دكة و احدة) اشارة الى تدمير السموات و الارض.
= الملاحظة = و النص يتحدث فقط عن الارض و الجبال و لا يذكر السموات .
= 7يقول المفكر = (يوم تبدل الارض غير الارض) اشارة لانفجار آخر يتم به خلق السموات و الارض الخالدتين.
= الملاحظة = النص يتحدث عن تبديل يتم للارض و لم يذكر الانفجار و لا السموات, وليس بالضرورة ان يكون هناك انفجار لحدوث التبديل .. مثلما لم تكن هناك ضرورة للتلقيح الجنسي ليتم خلق آدم او حواء أو عيسى .
= 8يقول المفكر = (و نفخ في الصور ... ثم نفخ فيه أخرى) اشارة الى الانفجارين.
= الملاحظة = النص يتحدث عن نفختين لا انفجارين , و لماذا نربط التغيير بالانفجار دائما .. و ربما ان التغيرات الكبيرة المذكورة في التاويلات الثلاثة اعلاه محصورة فقط في الارض , و لا شأن للسموات او الكون بها .
= 9يقول المفكر = (و وضع الميزان) اشارة الى ثبات النظام الكوني.
= الملاحظة = العبارة مقروءة مع ما معها (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)...) الميزان اشارة الى العدل .
= 10يقول المفكر = (الشمس و القمر كل في فلك يسبحون) اشارة الى المدارات المستقرة للافلاك.
= الملاحظة = و هذا منظر حقيقي يرى بالعين المجردة .. اين الاعجاز ؟
= 11يقول المفكر = (في فلك يسبحون) اشارة الى انها تدور حول نفسها .
= الملاحظة = يسبحون معناها (يجرون) و هذا ايضا منظر حقيقي تراه العين المجردة .. لا توجد اشارة الى جري حول النفس او حول شئ آخر.
= 12يقول المفكر = (و جعلنا في الارض رواسي) اشارة الى حفظ القشرة الارضية بالجبال.
= الملاحظة = و هذا ايضا هو الفهم العادي الذي تبادر الى ذهن السلف الصالح قبل الف عام .
= 13يقول المفكر = (و جعلنا السماء سقفا محفوظا) اشارة الى حفظ الارض بطبقة الاوزون.
= الملاحظة =النص يشير الى ما يرى بالعين المجردة (ان السماء سقف) .. و النص يتحدث عن حفظ السماء و ليس الارض .. و لم يذكر طبقات للسماء او طبقة للاوزون.
= 14يقول المفكر = (و سخر الشمس و القمر كل يجري لاجل مسمى) اشارة الى دوران الارض حول نفسها و التسبب في الليل و النهار.
= الملاحظة =و هذا ايضا مشهد معلوم و استنتاج مالوف عند السلف .. النص يتحدث عن الشمس و القمر و جريانهما لوقت معلوم .. و لا يتحدث عن الارض و لا دورانها حول نفسها و تسببها في تعاقب الليل و النهار .
= 15يقول المفكر = (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها) اشارة الى الجاذبية .
= الملاحظة =النص يتحدث عن مشهد مالوف للسلف و الخلف يطلبون معه رؤية العمد .. النص يتحدث عن رفع السماء بعمد لا يمكن رؤيتها .. و لم يذكر الجاذبية .
= القرآن خطاب مخصوص للعرب المعاصرين للرسول و هم المعنيين بالمفردات و العبارات و الصور البلاغية و التي تعبر عن العالم المالوف لديهم أو الذي يمكن أن يلاحظوه هم و بادواتهم المتاحة لهم حينئذ . و لفهم مضمون ذلك الخطاب الخاص يجب التعامل مع المفردات و العبارات في اطار دلالاتها في ذلك الوقت . الواقع ان الكثير من المفردات القرآنية صارت اشبه بالمصطلحات العلمية (التي يحرص العلماء في كتاباتهم على ايضاح مدلولاتها حتى لا يفهم من كلامهم ما لا يريدون) . الفكر لا يوجد بمعزل عن البيئة التي انتجته . و من الخطأ أن نحكم على فكر ما بعدم المعقولية لأننا لا نراه متسقا مع بيئتنا الحالية . و الخطأ الاكبر ان نجعل مواعين اللغة القديمة تتحدث عن الفكر القديم و الفكر الحديث في نفس الوقت . ان القدسية التي يتمتع بها القرآن لا يجب ان تدفعنا لرؤية اعجاز علمي لا يتفق مع التفكيرالعلمي نفسه . فنصوص القرآن في نهاية المطاف هي نصوص لغوية يجب ان تنطبق عليها ضوابط و قواعد اللغة التي قال عنها الله جل و علا انها لسان عربي مبين . و أول هذه القواعد ان النص لا يمكنه ان يدل على نفس المعنى بالنسبة لشخصين ينتميان الى نظامين بيئيين مختلفين تفصل بينهما الف و أربعمائة عام . و لهذا حمل لنا التراث ذلك الكم الهائل من كتب التفاسير التي همها الرئيس ان تمكن الناس من التعرف على الدلالات المقصودة بالاصالة من النص . و من هنا جاء احترام الناس على مر العصور لتلك التفاسير . القرآن لا يحتاج للاكتشافات العلمية ليثبت صحته . و من ناحية أخرى فان رسالة القرآن كانت شديدة البساطة بحيث أنها لم تحتج لاكثر من كتاب واحد من الحجم المتوسط ليحملها و لم تحتج لتطبيقها لاكثر من الناس العاديين الذين لم يكن من بينهم ارسطو زمانه او سقراط عصره و لم يكن بينهم نيوتن الجاذبية او اينشتاين النسبية . الجيل الاول من حملة القرآن ينتمون لنفس البيئة التي ينتمي اليها الرسول (ص) و القرآن الذان تحدثا اليهم بنفس مفردات تلك البيئة. و كانت النتيجة الفهم الصحيح لمدلولات القرآن دون الحاجة الى كتب في التفسير او مقالات في التاويل .
= ان الرسول (ص) هو المسؤول عن تبليغ الرسالة ممثلة في القرآن . و لم يرد في الاثر ان الرسول (ص) قد قال ان القرأن يحمل في نصوصه المدلولات التي تفهم في زمن التبليغ و المدلولات الاخرى التي سيفهمها اناس آخرون حينما يحين زمانهم .
= ان الله جل و علا أكبر من الاكتشافات العلمية . و يجب تنزيه القرآن من ربطه بتلك الاكتشافات العلمية . ان العلم الذي اكتشف ذات يوم ان الجزئ هو اصغر وحدة للمادة عاد في وقت لاحق و اكتشف ان الذرة أصغر من الجزئ . و فيما بعد اكتشف العلم ان الالكترون هو الاصغر من الجميع . بيد أن الاكتشافات الحديثة اثبتت وجود جسيم آخر اسمه النيوترينو كتلته أصغر من كتلة الالكترون . و عليه .. مستحيل عقلا ان تكون جميع الاكتشافات العلمية المتعلقة بالمجال المعين (أصغر كتلة) مقصودة بالاصالة من نفس النص .
= نؤكد احترامنا الكبير للدكتور المفكر احمد صبحي منصور . و نؤكد أيضا اننا لسنا ضد التاويل عبر التفكير و التدبر في النص القرآني . نحن ضد غياب المعقولية في الربط بين التاويل و النص القرآني . و لنا الحق في رفض التاويل غير المعقول .
محاورة افكار الدكتور أحمد صبحي منصور
بقلم / نوري حمدون