نظرية الفيل في المنديل...والعملية في النملية ! بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

نظرية الفيل في المنديل...والعملية في النملية ! بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


08-05-2020, 04:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596641235&rn=0


Post: #1
Title: نظرية الفيل في المنديل...والعملية في النملية ! بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 08-05-2020, 04:27 PM

04:27 PM August, 05 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




' الفيل في المنديل ، ليست بنظرية علمية بالمعني المتعارف عليه عند الأكاديميين...ولكنها لغة افلام الستينان من القرن الماضي وهي من ضمن أشهر مائة جملة وردت في الأفلام المصرية بالذات...ومن مثيلاتها ' البضاعة نائمة في بطن الزير' و ' القزازة في البزازة' و ' العبارة في الدبارة، و ' الولاعة في البلاعة، و ' السفارة في العمارة، وبعض هذه العبارات أصبحت أفلاما مشهورة تحمل ذات العبارة وأشهرها ' السفارة في العمارة، لعادل أمام..و فلم ' شنبو في المصيدة ، لطلعت زكريا...بل بعضها لغة لتجار الحشيش والممنوعات ولم يقصر رموز السياسة والمجتمع في استخدامها.
: هذه العبارات أو المصطلحات قد تبدو عفوية حيث قيلت من خلال مواقف كوميدية في المسرح أو السينما أوالتلفيزيون...ولكن الكثير منها قد يستخدم كتورية او اسقاطات سياسية في الاعمال الدرامية تجنبا للرقابة الرسمية أو خوفا من الأجهزة الامنية ، وتصبح أكثر سخونة واستخداما وطلبا من الجمهور خلال فترة الحكومات العسكرية أو الشمولية كما نشاهد في بعض دولنا العربية بل حتي عندنا في السودان خلال حكم الانقاذ..
ولكن نحمد الله فان اوضاعنا السياسية في حرية الرأي أصبحت الان أكثر قبولا للرأي الاخر وان كانت بعض الابواب لا زالت موصدة ونحتاج لدخولها عبر النوافذ الساخرة.
ومن كل تلك العبارات والمصطلحات الدرامية السائدة ؛ أستهوتني عبارتان...وهما( العملية في النملية) و ( الفيل في المنديل) .
فنحن نعرف ( النملية) باعتبارها ارثا تاريخيا في ( حفظ الطعام) تعرفها حبوباتنا منذ الحضارة النوبية ثم عرفناها نحن كاجيال لاحقة بعد اكتشاف الحديد والسلك الشائك والناعم..فقد كانت أداة فاعلة في ( حفظ الطعام) بحيث يصعب علي النمل الوصول اليه...ولكن عندنا في السودان وفي عهد الانقاذ فقد استطاع النمل من الوصول الي مخازن السكر وامتصاص سكر مئات الجولات كما ورد في القصة المشهورة.
: أما حكاية أو نظرية ( الفيل في المنديل) فحدث ولا حرج...فما أكثر تطبيقات هذه النظرية عندنا حيث لازالت العديد من( الأفيال) متدثرة بالمناديل الحريرية ولم تطالها يد لجان ازالة التمكين...فليست كل النظريات قابلة للتطبيق أو التفكيك ألا ما سمح به الوضع.
تري...هل توجد لدينا مصطلحات محلية قابلة للتطبيق في حالتنا السياسية والاجتماعية؟ ولماذ لا تستفيد الدراما السودانية من تلك المصطلحات ؛ فالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية مترعة بالأحداث المتلاحقة ...ولعل أبرزها كيف استطاع العهد البائد من أخفاء كل خيوله الفاسدة في المنديل دون أن يشعر احد؟ بل والسؤال الأكثر تعقيدا...وكيف لم تستطع قوي الثورة رفع هذاالمنديل كاملا حتي الان ؟
د.فراج الشيخ الفزاري
mailto:[email protected]@htmail.com