شهدت البلاد خلال 30 عاما مصائب وبلاوي تفوق حد الوصف، حيث تم تدمير البنية الاساسية وبيعت كافة الاصول التابعة للدولة ومنحت لمن لايستحق ، وخرج الوطن خالي الوفاض لأن الدولة فقدت كافة مواردها التي تحميها شر الذلة والتسول ، فذهب مشروع الجزيرة رئة الاقتصاد السوداني التي يتنفس منها الشعب السوداني ، وذهبت السكة حديد ولحقتها الخطوط الجوية السودانية وثم الخطوط البحرية السودانية ثم المنطقة الصناعية بحري ، مما افقد اكثر من 75 % من المواطنين لوظائفهم ، واصبحوا عبيدا لمجموعة من الطفيليين من الكيزان الذي جمعوا ثروات من بيع البلد واصولها .
وقد تواصل هذا التدمير عن طريق النزاعات التي اصطنعها النظام البائد عن طريق الحروب التي اشعلها في شتى انحاء البلاد ، وقد شاهدنا الملايين من الايتام والارامل وفاقدي السند وهو يبحثون عن لقمة العيش في سن مبكرة وتركوا المدارس ، كما خرج الكثير من الارامل والمطلقات بدون مؤهلات للبحث عن لقمة العيش لها ولابنائها . وقلوبنا تتنفطر ونحن نشاهد هذه المظاهر المؤلمة التي تركها النظام البائد ونحن مكتوفي الايدي عن مساعد هؤلاء . وهذه الامور شغل "بتاع" دولة وليس افرادا. لذلك نرجو من الكنداكة لينا الشيخ وزير العمل والتنمية الاجتماعية ان تقوم بهذا الدور وهي تقدر على ذلك.
وانتشار الالاف من المشردين من القاصرين والاطفال الذين تقل اعمارهم عن سن الـ 18 مسألة تقطع القلب وتحتاج لحل جذري ولكنه ليس صعبا ، لأن تجميع هؤلاء واعادة الصغار منهم إلى صفوف الدراسة وتعليم الكبار منهم حرفا ومهن من خلال تدريبهم والحاقهم بدورات تدريبية سريعة ، من الممكن أن تفيدهم في المقام الاول وتفيد البلد من ناحية ثانية ، حيث يمكن ادراجهم في فصول لتعليم صناعة الاحذية والنجارة والحدادة والسباكة ونسيج السجاد والبناء والتشييد وميكانيكا السيارات وصيانة الاجهزة الالكترونية والكهربائية والكثير من المهن التي تفيدهم وتفيد المجتمع .
اما ستات الشاي وبائعات الطعام من النساء ، وجودهن في الطرقات وبيع الطعام والشاي فيه الكثير من المشقة والارهاق وقضاء ساعات طويلة خارج البيت بالاضافة إلى انه يجعلهن عرضة للاستغلال والابتزاز والتحرش ، لذا يجب أن تقوم الوزارة بالحاقهن في دورات سريعة للخياطة والتفصيل والتطريز وصناعة اللعب والدمى والوسائد وصناعة الحلويات وغيرها من الحرف التي يمكن ان تفيدهن وتفيد المجتمع ككل.
وهذه الدورات لا أظن تكلف الدولة كثيرا لأن هناك الكثير من المنظمات الدولية والاقليمية والدول الغنية التي تقدم المعونات والمساعدات. ويجب أن يكون الامر جديا لأن الفساد خلال سنوات العهد البائد سرق الكثير من الاموال التي رصدت لمثل هذه الاعمال.
ونحن على ثقة يا سيادة الوزيرة أنك على قدر المسؤولية ، ويجب أن يتم اسناد هذه الاعمال لمجموعة من شباب الثورة بعيدا عن الذين سرقوا هذه البلاد طوال السنوات الماضية.
08-03-2020, 11:02 AM
بشير ميرغني سعيد بشير ميرغني سعيد
تاريخ التسجيل: 12-10-2019
مجموع المشاركات: 40
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة