السودان بين الواقع والطموح.! بقلم الطيب الزين

السودان بين الواقع والطموح.! بقلم الطيب الزين


08-03-2020, 02:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596417071&rn=1


Post: #1
Title: السودان بين الواقع والطموح.! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-03-2020, 02:11 AM
Parent: #0

02:11 AM August, 02 2020

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




بعد تخلص بلادنا من أسوء نظام عرفته في تاريخها السياسي الحديث، وهو نظام الإنقاذ المجرم الذي إرتكب بحق الشعب السوداني، كل أشكال الإنتهاكات لحقوق الإنسان من تغييب للديمقراطية ومصادرة للحريات العامة، وتأجيج سافر للحرب الأهلية، تحت شعارات المشروع الحضاري، مشروع الهوس الديني، الذي أسفر عن فصل الجنوب، وما سبقه من حملات إعتقالات تعسفية طالت الآلاف من الشرفاء، وإعدامات جائرة بحق ثوار ٢٨ رمضان، وقطع أرزاق وتشريد العاملين وغيرها من صنوف التمييز والإقصاء لدوافع سياسية، وصولا إلى مرحلة التمكين، التي مكنت الحرامية واللصوص من التلاعب بموارد البلاد لصالح فئة معزولة أدمنت الفساد ونهب المال العام، لشراء ذمم تجار السياسة وأمراء الحرب، الذين تاجروا، وما زالوا يتجارون بقضايا البسطاء من أجل الوصول إلى السلطة، والحصول على الثروة والظفر بالإمتيازات والنفوذ.!
هذا هو الواقع الذي عاشته بلادنا وما زالت تعيش جزءا كبيرا منه، حتى بعد سقوط النظام، بسبب تركة النظام البائد التي ما زالت ماثلة في تفكير وتصرفات ومواقف بعض زعماء الأحزاب السياسية، والحركات المسلحة، هذه المخلفات هي التي حالت دون بلوغ الطموح، الذي يأتي في مقدمته محاربة الفقر والبطالة والفساد وتحقيق السلام، الذي يبدو بعيداً نظرا لتنعت أمراء الحرب، وما يتمسكون به من مواقف، وما يطرحونه من تصورات فقدت مصداقيتها ومسوغاتها ومبرراتها.!
السادة أمراء الحرب وتجار السياسة، ما زالوا يفكرون بعقلية النظام البائد، الذي كان كل همه السلطة والثروة.
لذلك نجدهم يتمسكون بمواقف غير مفهومة، ونسب خيالية في السلطة والثروة، وفي الوقت ذاته يبثون عبر واجهات مختلفة خطاب عنصري جهوي لتحريض الناس البسطاء للدخول في دائرة العنف، والعنف المضاد، كمدخل لتهديد أمن البلد ونسف إستقراره ومصادرة تطلعات شعبه الذي قام بأعظم ثورة في التاريخ الإنساني المعاصر.
وأمامنا العديد من الأحداث المؤسفة التي وقعت بعد قيام الثورة، في كل من الشرق وجنوب كردفان ودارفور، هذه الأحداث لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن ما يجري في جوبا من مفاوضات السلام التي يكتنفها الغموض، لكن مع ذلك بات جليا أنها لن تحقق السلام المنتظر.
بل هي في الواقع تعمل على إستغلال رغبة الشعب السوداني في السلام لتحقيق أجندة تتقاطع كليا مع أهداف الثورة وشعاراتها.
لذا، فإن المهمة المناطة بقوى الثورة، هي التفكير في بدائل أخرى توصلنا الى السلام.
في تقديري للفكاك من هذا الواقع المزري، ولتحقيق الطموح المنشود نحتاج لإرادة قوية ورؤية واضحة ومقاربة واقعية تجعلنا نفكر بصورة مختلفة، بمعنى أن تشرع حكومة الثورة بعد تعيينها الولاة المدنيين مؤخرا، في دعمهم بكل ما يحتاجونه من إمكانيات لمحاربة الفقر والبطالة والفساد والسعي الجاد لتحقيق السلام على الأرض بين أصحاب المصلحة الحقيقيون في الولايات، بالدرجة التي تجعل الناس هناك يفكرون بطريقة مغايرة تمكنهم من تجاوز كل أخطاء الماضي، ومعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى الحرب والصراعات القبلية في الأقاليم.
أيضا على حكام الولايات الجدد الإنصات للعقلاء ودعاة السلام، ودعمهم وتمكينهم من لعب الأدوار المنوطة بهم لنشر الوعي ومحاربة كل التوجهات المغرضة التي تدعوا للفتنةعبر إثارة النعرات العنصرية والقبلية وأن يكون للمثقفين والشباب، والثوار ولجان المقاومة في الولايات، دور كبير في محاصرة كل المظاهر السالبة، بذلك يتم تجريد أمراء الحرب من الذرائع والمبررات الواهية، عندها لن يكون أمامهم من خيار سوى الإستجابة والرضوخ لإرادة الشعب، في عهد الثورة والحرية والحكومة المدنية وبذلك نسحب البساط من جوبا ومن يسعى لتحقيق أجندتها من خلال مفاوضات السلام التي عجزت عن تحقيقها عبر الحرب.
الطيب الزين