برافو حمدوك, اختيار موفق للولاة بقلم عبدالعزيز وداعة الله

برافو حمدوك, اختيار موفق للولاة بقلم عبدالعزيز وداعة الله


07-29-2020, 01:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596024994&rn=0


Post: #1
Title: برافو حمدوك, اختيار موفق للولاة بقلم عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 07-29-2020, 01:16 PM

01:16 PM July, 29 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




بَعْد أنْ عرفنا مَنْ هُم الولاء المدنيين, و بعد جهد جهيدٍ في الاستماع لآراء كثيرٍ من المواطنين في الولايات المختلفة بما يشبه استطلاعا عاما للرأي نستطيع انْ نقول بكل قوة انَّ دكتور حمدوك وُفّق أيما توفيق و توقن بجدارة و اهلية الوالي للمنصب, فما وجدتُ إلاَّ قِلَّة من الرافضين لبعض هؤلاء الولاة و حينما تنظر في هؤلاء الرافضين و تسمع عنهم و منهم تجد ان اكثرهم مِن المنتفعين من النظام البائد و الذين بلا شك سيكون الوالي الجديد وبالا عليهم أو جهلاء مغرر بهم أو نحو ذلك , فما مِن سوداني اصيل وطني يرفض هذه الاختيارات الصائبة للولاة .. و نقول للطبيبة آمنة المكي و للبروفيسور آمال نأسف لِمَا قد اصابكما مِن بعض القِلَّة , و نبارك لكما و نشد من ازركما و ندعو لكما بالتوفيق.
و نقول أنْ لا وجْه للمقارنة اصلاً بيْن هؤلاء الولاة الجدد و مَنْ كانوا على الولايات في العهد البائد. و حرية الرأي في عهد الثورة مكفولة تماماً, و هذه الكفالة التامة لحرية الرأي لِمَنْ كل مَنْ هب و دَب تأتِ احيانا بنتاج سالب, فقد تنظم جوقة مِن الدهماء انفسها و تطلق الهتافات الرافضة لقضايا تجهلها بمثل ما يجري مِنْ تضليل للبسطاء و السذج في مسيرات رفضا للعلمانية او تعديلات القوانين أو تعيينات الولاة الاخيرة من دون دراية و معرفة بأصل الموضوع لولا ان وجد فيهم اعداء الثورة اشباحا يحركوهم حيثما شاءوا. و من هؤلاء السذج مَنْ اثاروه بعنصر الجندرة و التفوق الرجولي فوقف معترضا على تولي امرأة لإدارة الولاية ناسيا ان من حوله في القرية او في أي بقعة من البلاد سيدة او سيدات اكثر منه معرفة و مهنية و وظيفة و نحو ذلك و يلجأ اليها كثيرا للحاجة سواء في مجالات التعليم او الصحة, و قد تجد صاحب الحنجرة التى ينعق بها ضد تعيين امرأة ينسي ان هذه الأنثى تفوقت على كثير من الرجال و تدرجت في التعليم الى ان بلغت وظيفة مدير طبي بأحد المستشفيات العريقة, أو انها تدرجت في التعليم الى ان نالت درجة الاستاذية(البروفيسرشِب) في مجال الزراعة و قد تجده لا يعرف ابجديات الزراعة التى يمتهنها كما كان قد امتهنها اباؤه الاولون.
كيف يرفض البعض تولي امرأة لمنصب الوالي و هي قد تولت سلَفاً مناصب ربما تكون ارفع و اكثر اهمية من منصب الوالي, و إذا اغفلنا مناصب المرأة على مر التاريخ السوداني أفلا نسأل انفسنا عن المناصب اللاتي جاءت منهن هاتين الواليتيْن الفاضلتين؟ , و حتي إذا رأي البعض ترشيحها لرئاسة الجمهورية فليس في ذلك غضاضة, فالمرأة السودانية ليستْ بأي حال أقلَّ شأناً مَنْ غولدا مائير او انديرا غاندي او مارغريت تاتشر و غيرهن, أو الرئيسة الحالية لسنغافورة الحاجة خديجة يعقوب . و ما ادراك ما سنغافورة! و نكتفي بالقول عن مطارها الذي يتربع في التصنيف الدولي على قائمة اجمل المطارات, و انظروا لوضع مطار دولتنا(الرجولية) الذي هو خارج القائمة اصلاً.
و لعل حُكْم الثلاثين عاما المشؤومة قد افسد مفاهيم الكثيرين نحو بعض القضايا فعلي سبيل المثال تجد القاضية و الطبيبة و المعلمة و مديرة المدرسة و ضابطة الشرطة و غيرها من الوظائف التى تتولاها المرأة تجد كل احترام و تقدير و لا يعترض على منصبها الشخص الرجولي النظرة و لكنه يمكن ان يقف معارضا لتنصيب المرأة والية, و يعود بذلك للفهم الفاسد بأن الرجولة تتمثل في جلباب و عمامة ناصعة البياض و عصاة يُلوّح بها مع الرقص على غناء حماسي, فالنقص في الوالية الأنثى عنده انها لن تصعد على المنصات بعصاة و ترقص كما كان يفعل(رجال) النظام البائد.