الكتابة فن وإبداع بقلم مصعب محجوب الماجدي

الكتابة فن وإبداع بقلم مصعب محجوب الماجدي


07-27-2020, 04:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595864250&rn=1


Post: #1
Title: الكتابة فن وإبداع بقلم مصعب محجوب الماجدي
Author: مصعب محجوب الماجدي
Date: 07-27-2020, 04:37 PM
Parent: #0

04:37 PM July, 27 2020

سودانيز اون لاين
مصعب محجوب الماجدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





‏موهبة الكتابة تتكون سحائبها منذ الصغر فإذا هبَّت عليها ريح التشجيع الطيبة تنامت وتنامت فإن ارخت عزاليها ووجدت أرضاً صالحة اهتزت و رَبت وحصدنا ثمارها إن رعيناها وتعاهدناها بالسُّقيا
‏الكاتب يكتب وكل يغنى على ليلاه ويفسر إبداعه الكتابى على حسب تذوقه وتفاعله معه ونرى كثير من الادباء رغم البؤس والشقاء صوروا لنا الحياه وبهجتها وجمالها الآثر الأخّاذ وهم أفقر أهل الأرض فعَيشُ المأساة يجعل الكاتب يعبر عن مشاعره بصدقٍ أكثر وعمقٍ دلالي أكبر ويأتى التعبير بكلمات تلامس القلب وتلج الى أسواره بغير تكلف وصنعة فالكاتب قريح الجفن مجافٍ للمضجع يقارع المستحيل بأسنة العزم ويعتجر بُردة الصبر ويمتطى صهوة جواد الأمل فيُدلج بليلٍ يُغازل دياجير الدجى حتى يحط رحاله عند تنفس الصبح ونسماته الرخوة فيترائى أمامه الإبداع مع ترنُّم الصوادح على اغصان النخيل والمروج الخضراء والجداول المتدفقة ونسمات الشواطئ وعنفوان الموج الهادر. عصيةٌ هى الحروف تتفلت وتأبى إلا لمن أمهرها نفسه وتذوق عُسيلتها.
الكتابة الإبداعية نتاج مشاعر جياشة واحساس مرهف ووجدان متَّقد وهى حالة عنفوان داخلى تتمخض عنه كتابةٌ إبداعيةٌ مفعمة بالجمال والاشراق لان الكتابة تنقل لك إحساس الكاتب وإيمانه بما يكتب وبإمكانك قراءة الكاتب من خلال حروفه التى كتبها.
‏عندما يتجرد الكاتب من حظوظ النفس ومراعاة الذات ويخرج من عباءة الذاتيه الى آفاق الكون الفسيح وينظر الى أبعاد رسالته ويهييء لها أسباب البقاء المطلق ويتخلى عن عوائق الانتماءات الضيقة عند ذلك تخرج كتاباته ندية لدِنة تتمايس في مرح بهيج فالكتابة حالة تلبس تأخذ بمجامع الأفكار تحاصرها من كل جانب وتثور ثورتها وعنفوانها حتى اذا تلاطمت الأمواج الهادرة وسَكت عنها الغضب تدفقت منسابة كنسمات الأصيل وانسكبت الحروف تواقة تتراقص على الأوراق تُقبِل القلم حينا ويُقَبِّلها حينا وهنا يتنفس الكاتب الصعداء عندما يستنشق عبيقها ويرى بريقها ويتلذذ بحلو حديثها.
‏التلقائية والعفوية والبساطة والحضور وعدم التصنع من اهم اسباب انجذاب المتلقي إليك و ‏للرمز سر خاص في جذبه للتكهن وفك طلاسم المراد لأن الرمزية وعدم المباشرة تجعل القارئ متشوق لما وراء العبارة فعندما تترك للقاريء مساحة ليجول بفكره ويتخيل مآلات كتاباتك ثم تفاجئه بما لم يخطر على باله عندئذ تشده إليك بلا ملل بحروفٍ مشبعة بغيوم الإبداع راسخة في السرد ملامسة للواقع بعيدة عنه مترعة حد الدهشة والإمتاع تهفو لها الاسماع وترنو لها القلوب ويهتز لها الوجدان وتنقاد لها ناصية البيان وتحلق كلماتها على الافنان ‏عندما ترخي مُزن الفكر ازيالها فتُرعد الوجدان وتلوح بوارق الإلهام وتهب نسائمه فيخرج الودق من خلال غيومها.
يطلق الكاتب العنان لأفكاره ويرسلها ويمنح قلمه الحرية ويدعه يسطر ماجادت به قريحته ويوما بعد يوم سيجد نفسه يشق طريق الابداع ‏بلا شك أن العمل الابداعي تفوح رائحة عبيره ينتشر عبيقه بين الناس رويدا رويدا فالمبدع كحامل المسك والعنبر تجد منه ريحاً طيبة فقلمه يجوب الفيافي ويستنطق القوافي ويقف على اطلال الاوراق حتي تمطر دموعه على اعتابها وينسكب حباً وشوقاً يهمس في اذن المسكوت عنه ينتزع البوح انتزاعاً ويطوع عَصِي الكلمات يشبع شهوة القلم وروح الابداع.
‏الكتابة كالحديقة الغناء ذات الأفنان، فيها من الأشجار ماهي شتول وماهي يانعة وماهي ممتلئة الأغصان بالثمار ومنها ما يُستظل بها من رهق السنين.‏ كم من الكُتاب ممن صدقت كلمتهم وصانوا كرامة القلم وشرف الكلمة وعزة النفس وكبريائها فهم يزينون دنيانا بألوان حروفهم الساحرة وافكارهم النيرة.
في كتاب "لماذا نكتب" للكاتبة و الصحفية الأمريكية ميرديث ماران الذي جمعت فيه آراء عشرون كاتباً واستعرضت الأسباب التي جعلهم يحبون الكتابة أو يختاروها كمهنة وبطبيعة الحال قد اختلفت إجاباتهم لكنهم اتتفقوا على أن الكتابة أكبر من مجرد مهنة أو هواية فاصبحت أشبه بهوية لهم.
فكانت نصيحة ويليام غولدمان: اكتب كل شيء كما لو كان أول شيء تكتبه في حياتك فاليوم الذي تعتقد فيه أنك تعرف كيف تفعل ذلك هو اليوم الذي تنهي حياتك ككاتب وقال الكاتب جيمس فري : " أحاول كتابة كتب أتمنى لو أن غيري كتبها ، كتب تمنيت أن أقرأها "
و ينصح " ثق بنفسك إذا كنت تستطيع فعلها ستفعلها " وقالت سارا غروين :" من الممكن أن تكون أصعب فترة في يوم الكاتب هي فتح ملف الأمس . و لكن هذه الكتابة : بناء كتاب اليوم و الغد من خربشات الأمس " وكان رأي كاثرين هاريسون :" أكتب لأن هذا هو الشئ الوحيد الذي أعرفه و الذي يمنحني الأمل بكوني جديرة بالمحبة "
قناعتك بالفكره والايمان بها أكبر دافع لإيصالها الآخرين ومن ثم اتخاذ الوسائل الممكنه لتصل المستهدفين بالفكره فالحياة كلها تقوم على التواصل بين الناس والتواصل فيه تبادل للافكار وحوار ونقاش ووجهات نظر ستصل فكرتك للآخر وان طال الزمن. الابداع لاتحده الحدود ولاتقف أمامه وما أكثر الروايات العربيه التى تُرجمت الى عشرات اللغات.