جائحة (زوغونا) ..! بقلم هيثم الفضل

جائحة (زوغونا) ..! بقلم هيثم الفضل


07-27-2020, 05:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595823916&rn=0


Post: #1
Title: جائحة (زوغونا) ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-27-2020, 05:25 AM

05:25 AM July, 26 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح – هيثم الفضل



(جائحة) البُكاء على الأطلال و(الزوغه) من تحمُّل تبعات ما صنعت يداك التي تفشَّت هذه الأيام ، ما كنتُ أظن عدواها ستصيب تجمع المهنيين السودانيين بعد أن طالت حزب الأمة ، لإعتباري أنهُ كان آخر من (خالط) الشارع السوداني وخبِر وعيهُ وقدرتهُ على إسترجاع أحداث الأمس القريب خصوصاً وأنها موَّثقة بالصوت والثورة والرِقاع ، ثم عرف أيضاً أن هذا الشعب قد إكتشف (اللِقاح) الشافي لداء (التذاكي)عليه ، فهم اليوم يلعبون دور (المُتفرِّج) خارج اللعبة والميدان ، بالرغم من أنهم كانوا قد أعَّدوا الميدان وحبَّروا اللوائح وإحتلوا موقع الحَكَم ، ثم بعد كل هذا وذاك كانوا هم اللاعبين ، ما لا يمكن أن نسمح بتمريرهِ على الرأي العام الذي هو ليس بغافل ، أن يأتوا اليوم ليُعلنوا ببساطة (سخطهم) مما صنعت أيديهم ووثَّقتهُ أحبارهُم وردَّدتهُ ألسنتهم.

ورغم أن أن التراجع عن ما يمكن أن يعتبرهُ البعض أو الجميع أخطاء وتجاوزات هو في حد ذاته مكرمة وفضيلة ، إلا أن دواعي (الأمانة) و(النزاهة) تستدعي أن يُبيَّن حزب الأمة القومي وتجمع المهنيين السودانيين للشعب السوداني (مقدار) ما يتحملونهُ من مسئولية ومن تبِعات أسهموا بها في تلك الأخطاء والتجاوزات التي تُتهم فيها قوى الحرية والتغيير وكأنها نبتٌ شيطاني أتى من الفراغ ، ذلك أنهم كانوا وربما لا زالوا أهم أو كُل مكوِّناتها ، قوى الحرية والتغيير لم تكُن شبحاًً ولا ضباباً بدا في الأُفق ولم يُعرف لهُ مصدر ، بل كان صنيعة ذات هذه القوى التي تحاول اليوم التبرُأ من إخفاقاتهُ و(تتزيَّن) بإعلان ثورتها عليه.

سيناريو التنصُّل عن مسئولية ما آل إليه حال البلاد والعباد بعد تكوين الحكومة الإنتقالية ، لا يستقيم في بلدِ بهرت فيه مستويات الوعي الجماهيري العالم بأكملهُ ، بدون بذل المُقدِّمات والتبريرات و(الإعتزارات) لهذا الشعب الذي أرهقهُ الصبر على (تُرهات) الحواضن السياسية لثورته المجيده ، فالمضار المتوقَّعة كثيرة ولكن أهمها فقدان المواطن الثقة في إنتماءاته السياسية الثورية عبر المدى المعنوي (وليس التنظيمي) والتي كرَّسها لصالح تجمع المهنيين السودانيين إعتباراً لدوره الفعَّال وقُدرتهُ على إدارة الثورة وتناقضاتها وصراعاتها ، الكثيرون من شرفاء هذا الوطن كانوا يعتقدون أن تجمع المهنيين السودانيين قد تجاوز بالثورة كل أمراض وعيوب الأحزاب السودانية المُزمنة وفي مقدمتها داء التنصُّل من المسئوليات.

المدخل الُمباشر الذي يجب أن لا يُوارى خلف السُتُر الظلامية الحالكة لأن شعبنا قد إنتزع حريته بالتضحيات الجِسام ولا مناص من مواجهتهُ بالحقائق في شفافيةٍ مُطلقة ، هوأن حزب الأمة القومي ومعهُ تجمع المهنيين وبعض القوى الحزبية الأخرى ، يهمهمون تحت وطئة (الندم) مُتهمين الحكومة الإنتقالية بأنها شيوعية ، وهل يُمحى الماضي القريب حين أعلن حزب الأمة والإتحادي وتجمع المهنيين والمؤتمر السوداني عدم رغبتهم في المشاركة ؟ ، من تبقى إذاً يا هؤلاء غير الشيوعيين والبعثيين وبقية القوى اليسارية وحلفائهم ، والوثيقة الدستورية أقرت الإعتداد بالكفاءة ولو كان حائزها ذو لون سياسي إذا إقتضت الضرورة والمصلحة ذلك ، أقل ما يمكن أن يعترف به حزب الأمة وتجمع المهنيين وبقية الأحزاب التي عزفت عن المشاركة في تكوين الحكومة الإنتقالية أنهم عانوا من (قِصر النظر وعدم القُدرة المُكتسبة بالتجارب والخبرة على قراءة المستقبل والتوقُّع عبر قراءة الوقائع وما يمكن أن تجري عليه طبيعة الأشياء) .. صحيح شُغُل ناشطين وقِلة كفاءة أحزاب.