الأميرة

الأميرة


07-25-2020, 07:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595700814&rn=1


Post: #1
Title: الأميرة
Author: احمد ود الحاجة
Date: 07-25-2020, 07:13 PM
Parent: #0

07:13 PM July, 25 2020

سودانيز اون لاين
احمد ود الحاجة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



الأميرة
(١)

تخطفتني شراعات الذكريات - و انا أستمع لأغنية غصن الرياض - فابحرت بي بعيدا للسبعينات مسترجعا شخصها الطروب و ديك الروم ذو "اللعالع"..
صفراء كما بدر الهلال "المخنق" أو كما البرتكانة زانتها شلوخ و وجه بهيج كجمال العصاري في عتاميرنا ديك ،، شفاه "خدرا" فلسان به عرج و سنسنة ثم "ضفاير" لهنا.
أكاد الان أسمع صوتها و هي تتغني: حكيم باشا يا حكيم باشا....
حولها الحواري من الحسان يضربن الدفوف ثم كامل تلك الحجرة و قد أمتلأت بأدخنة بخور الزار فتعالت حتي طالت "سواعد" المروحة الانجليزية الكسولة ،، يتهفهف بفعلها فيخرج ثملا من بين فتحات المنافذ الخشبية فيصرعنا من روائحه فضول الطفولة فنتاوق بالطاقة.

السمحة زينب و قد أرتفعت قامتها و هي ترتدي البذة الإفرنجية و ال side cap ممسكة بعصا بل متغمسة شخصية حكيم باشا بشحمه و لحمه خيالا لطيفا.

و عند وسط الدائرة بركت الحسناء عواطف.. و دي يا كبشور بالذات كان عليها ان تبرك.. فلو أنها وقفت لكشكت غمائم الصيد عند بعضنا...

يقاطعني:" ياكين اتو ما يا دوووب صبيان و حمدكم في بطنكم!

أجامله بابتسامة بانت من بين ثناياها كلمات من مثل : و الله أنا برتاح ليك.

ثم ها هي شمس البندر "تتركش" للمغيب فيتواري شفقها خلف الحوائط الأسمنية فتتسارع ظلمة الليل درءا لمفسدة النظر الجراح. يقف الكل عن مدي اللعب ثم هاهي سيدة الزار قد أعلنت عن زمن تناول الوجبة الفخيمة.
ديك رومي قطعت أوصاله مصلصة فوضعت في اطباق و بالجوار قطع الخيار المخلل بعصير ليمون بارا و شطة رشاد الحارقة قد وضعت بالطرف الآخر.
الكل يجلس في كراسي خشبية و تربيزة بنية اللون فرش عليها ثوب أبيض. طالت هذه المنضدة جميع الجالسين طولا فأكفتهم.
وزعت الأطباق و وضعت علب "السايدر" ثم جاءت جميلتنا سيدة "اليومية" بل حكيم باشا الدعوة لتفتتح العشاء.

يضحك كبشور : عليك الله شوف ليك بجنس طمسة و حلا..ثم يتغني: مساء الخير يا الأمير يا الحبك شغل الضمير!
(٢)

المطر لم يبخل علي الديار - عامنا داك -فطالتنا منه "النسايم" و انا و هي تحت ضل الضحي الرامي قدام "عريشتنا" ديك يا كبشور.
جلست يومها ألاعبها " أم كويسات" و هي تصغرني بسنة أو سنتين و عندما هزمتني ، لاطفتني : تكبر تنسي!
مرت السنوات يا صاح و انا قد بعدت عن الديار..

يداخلني صديقي كبشور و قد تركش طاقيته "صقير قيل" كده : نجعة جدي الفضيل الجانا و القدوم دودق رضيع بس!

رميته بنظرة رضا ثم حكيت..

عند اخر زيارة لي للديار صادفتني حبلي و قد أزدانت بأغصان الجمال جيد عن كفل فما عرفتها.
ذكرتني بخفشات من دنيا الأمس فأجتمعت عند خبوب الذاكرة "ديوش" من أطياف مساءات الطفولة فتذكرتها.. ياها "عواطف" النبض البملأ دواهينا بصل !

غير انها أبتسمت بلطف : ألم أقل لك "تكبر تنسي يا حكيم باشا!"

يلتفت نحوي كبشور : آ الحويج..حبوبة قالت: " الله في ،، شن الداعي للفكي...البنيات غيرها كتار.. بس ات كنك فك قدومك دا"

تبسمت من توكله فتركته وحيدا يتغني : يخجل البدري و يخمد المصباح يا ليل هات لينا صباح!

اما انا فتواريت باكيا.

ودالحاجة.