نساء علي أمر الولايات انتصار آخَر لرائد التعليم النسوي الشيخ بابكر بدري بقلم عبدالعزيز وداعة الله

12:36 PM July, 24 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر

نُبارك للمرأة السودانية المبادرة الجريئة من الدكتور حمدوك بتكليفه سيدتيْن علي ولايتي نهر النيل و الشمالية. و المرأة السودانية على مر التاريخ لا يتسع المجال في هذا المقام لمدحها و قد سبقتهن في عهد الثورة هذا مولانا نعمات عبدالله رئيسة للقضاء , و في التاريخ الاسلامي في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب برزت القيادية المتعلمة الراجحة العقل الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشية في المدينة المنورة و تولت تعليم النساء القراءة و الكتابة و امور الدين, و بعض الروايات تقول بأن الخليفة ولاَّها القضاء في وجود الصحابة و التابعين –و ليس ولاية نهر النيل او الشمالية التى يراها اصحاب الاغراض امرا عسيرا- و كانت بذلك اول معلمة في الاسلام بل و قاضية علي حسب الرواية , و كذا يعيد دكتور حمدوك الدين بتكليفه للبروفيسور آمال محمد عز الدين المعلمة الجليلة لولاية الشمالية و الدكتورة آمنة المكي لنهر النيل. و نود التحذير و الانتباه مِنْ انْ نقع ضحايا لتضليل علماء السلطان تجار الدين الذين يسيئون للدين اكثر من اعدائه المجاهرين, و الذين لا تزال قلوبهم معلقة بسلطانهم و حاشيته الحبيسة. و قد جرّبوا الكثير من وسائل معارضة ثورة الشعب مستغلين الجهلاء بالدين و ما نجحوا و لن ينجحوا و ندعهم في غيهم يعمهون و يلبِسون الحق بالباطل و قد نهاهم القران الكريم و من ذلك الآية42من سورة البقرة: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
و تجار الدين يحاولون استغلال الحديث الشريف المتداول بين السذج: ( لا يفلح قوم ولوا امرهم امرأة) و قد قاله رسولنا الكريم حينما ولَّي الفرس ابنة كسري عليهم , فهو حديث برغم ان رواته البخاري و النسائي فهو مسنود مِن ابي بَكْرة, و أبو بكرة هذا و إنْ كان صحابيا فإنَّ كثيرين لا يستندون عليه فقد جلَده الخليفة عمر بن الخطاب حد القذف حينما قذف المغيرة بن شعبة امير البصرة. و في الحديث منافاة للتقدير الذي وجدته المرأة منذ ظهور الإسلام و عهد الخلفاء الراشدين, و حتي اطفالنا يعرفون ذلك و إنْ سألتَ احدهم عن مَن هي ذات النطاقين و ماذا كان دورها اجابك, و كيف لا يعرف اسماء بنت ابي بكر المرأة التى لولا بسالتها لَانكشف امر الرسول الكريم و صاحبه في الغار و مِنْ ثم تموت الدعوة في مهدها. و نذكر مع هيبة الخليفة عمر بن الخطاب قوله للقرشية التي جادلته في مقدار المهور بقوله: ( اخطأ عمر و اصابت امرأة) و التاريخ يشهد بالكثير من النساء مَنْ كانت لهن مكانة في عهد الرسول صلي الله عليه و سلم و مِنْ بعده خلفائه الراشدين, و منها زوج رسول الله حفصة بنت عمر بن الخطاب التى اختارها الخليفة ابوبكر لحفظ القرآن الكريم الذي بين ايدينا الآن, و قد كانت قارئة كاتبة و غيرها.
و الإسلام الحقيقي لم يميز بين الرجل و المرأة و من ذلك ما جاء في الآية 97من سورة النحل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ), و أمّا ما ورد في الآية 36من سورة آل عمران: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) فما هو إلاَّ قول علي لسان امرأة عمران . و قِوَامة الرجل على المرأة الواردة في الآية34 من سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) لخاصية الإنفاق, و إنْ كان بغير هذا الفهم فليفسر لنا تجار الدين الآية 47من سورة البقرة و قد وصفت اليهود بأنهم الأفضل على العالمين: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ).
و مع ان الاسلام لم يقلل من قدر المرأة إلاَّ انَّنا نجد ان ادعياء الاسلام الأقل معرفة بالدين يضعون المرأة في مرتبة أدني من الرجل أيا كان حظه من العلم و الفهم و يتناسون عن قصد الآية9من سورة الزمر: (..قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) و بعضهم حرم المرأة من حقوقها, و اننا نجد نساء في بلاد لا تدعي الاسلام يرأسن دولة كاملة و قد اخذت مارغريت تاتشر لقب المرأة الحديدية عند رئاستها لبريطانيا, و انديرا غاندي رئاسة الهند, و نطمع بعد رئاسة الولايات ان تتولي رئاسة السودان امرأة حديدية, و من النساء مَنْ يقدن الطائرات و غير ذلك في الوقت الذي تحرم دولا اسلامية المرأة من قيادة السيارة, و نلاحظ ان من تتولي القضاء في محكمة العدل الدولية بلاهاي و التى تحاكم الآن رجلاً سودانيا هي امرأة و سوف يمثل امامها قريبا بإذن الله قتلة كانوا يحكمون السودان و يقتلون شعبه. و تولية هاتين السيدتين الفاضلتين للولايتين الشمالية و نهر النيل بسبب الكفاءة التي يفتقدها كثير من الرجال الى جانب ان للمرأة السودانية نصيب مستحق بفضل تضحياتها الجسام في اقتلاع النظام البائد, و نقارنها بالتولية الفاشلة في النظام البائد فكأن يؤتي بالخال الرئاسي صاحب مؤهل دبلوم سنتي بريد و برق مديرا للهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون او وزير الصحة ذاك بدبلوم ثلاث سنوات في مجال لا علاقة له بتاتا بالصحة .
و نختم بوصية للسيدتين الكريمتين بأن يعتمدا على ابنائنا في المقاومة و ان يتعجلا بإزالة عناصر النظام البائد الذين سيقفون بلا شك ضدهن. و نذكر بعض ابيات من الشاعر محمد بشير عتيق من قصيدته الرائعة ناعس الاجفان: سببي العيون الحور فيك الكمال محصور..اكظمت كل حسود و حسنك مقامه يسود علي كل جيل في عصور.. و طرفك لحاظه تريع,, اسدا شجاع و هصور.. ليك نفرة الغزلان مع جبرة الفرسان في هيبة المنصور.. اهيف رشيق متبور,, تتهادي تيه و دلال ,,ما بين غرف و ظلال,, نعمة و ترف و حبور.