التمريرات الخاطئة لأقدام الخصوم !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

التمريرات الخاطئة لأقدام الخصوم !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


07-24-2020, 08:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595574602&rn=0


Post: #1
Title: التمريرات الخاطئة لأقدام الخصوم !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-24-2020, 08:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

التمريرات الخاطئة لأقدام الخصوم !!

هناك مصطلح شائع في لعبة كرة القدم ،، وهو مصطلح ( التمريرة الخاطئة ) .. ويحدث تلك التمريرة الخاطئة في حالات الربكة التي يعاني منها اللاعب لسبب من الأسباب .. وفي أغلب الأحيان فإن ذلك اللاعب في لحظات الربكة لا يستطيع التمييز بين الزميل والخصم .. وفي بعض الأحيان يتعمد اللاعب تلك التمريرة الخاطئة سخطاً على الزملاء .. وهؤلاء القادة والرؤساء في السودان هم أكثر الفئات التي تجيد تلك التمريرات الخاطئة !!.. وفي الكثير من الأحيان فإن تلك التمريرات الخاطئة تسبب نتائج قاتلة تصيب الأمة في نحرها !.. وبصفة عامة فإن كافة رؤساء السودان منذ استقلال البلاد كانوا يرتكبون تلك التمريرات الخاطئة في معظم قراراتهم .. ولكن تلك التمريرات القاتلة التي ارتكبت في سنوات الإنقاذ البائد كانت مهيبة وقاتلة لدرجة الجنون .. ومنها تلك التمريرة الخاطئة القاتلة التي جرت في اتفاقيات ( نيفاشا ) ،، ومحصلة تلك التمريرة الخاطئة قد قسمت دولة السودان إلى دولتين .. وبذلك التقسيم فإن دولة السودان قد فقدت جزءً عزيزاً من أراضيها تلك التي كانت شاسعة في يوم من الأيام !! .. وحينها كانت دولة السودان تمثل أكبر الدول العربية قاطبةً من حيث المساحة .. ولكن تقلصت تلك المساحة بفعل الأغبياء من أبناء السودان الذين كانوا يدعون تلك المهارة في الأفكار .. في الوقت الذي فيه كانوا من أبلد الناس بين شعوب الأرض .. ومنها تلك الخزعبلات بفرية التوجه الحضاري المزعوم .. تلك الفرية التي سادت من قبل شخصيات كانت تفتقد أدنى المهارات في التكتيكات ,, وكانوا أعجز الناس في تحقيق ذلك التوجه الحضاري المزعوم .. وكانت محصلة تلك التمريرة الخاطئة أنها خلقت العداء لدولة السودان من الكثير والكثير من دول العالم .. ومنها دولة ( مصر ) المجاورة التي انتهزت تلك السانحة واحتلت أجزاء عزيزة من أرض السودان .. وبتلك الفرية الحضارية المزعومة فإن دولة السودان فقدت ( حلايب وشلاتين ومناطق أخرى مجاورة بالشمال ) .. ومن سخرية الأحوال أن أصحاب تلك الفكرة الحضارية المزعومة لم يتحركوا فوراً لمواجهة حالة الاحتلال !.. ولم يتحركوا إطلاقاً لاسترداد تلك الأراضي التي احتلتها دولة ( مصر ) المجاورة طوال فترة حكمهم !!.. بل أظهروا ذلك الخوف والجبن طوال الثلاثين عاماً .. وكانوا يرجفون حين ترد سيرة ( حلايب وشلاتين ) على الألسن !.. والمضحك في الأمر أنهم دون حياء أو استحياء كانوا يتفاخرون ويدعون القوة والمهابة وعدم الخوف من الآخرين عندما كانوا يرتقون فوق المنابر .. وكانوا يدعون بأنهم يمثلون أسود الأرض !!.. وبأنهم لا يخشون فوق وجه الأرض إلا ذلك الخالق الخلاق .. ولكن رغم ذلك الإدعاء الفارغ كانوا يخشون بشدة من مواجهة دولة ( مصر ) في معركة تسترد ( حلايب وشلاتين ) .. ولم يسمع الشعب السوداني أن جماعة الإنقاذ البائد قد طالبوا دولة ( مصر ) باسترداد تلك الأراضي المحتلة حتى ولو شفوياً .. ناهيك أن يكون ذلك الاسترداد بالقوة !.. وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني يرى أن حكومة الإنقاذ البائد كانت من أجبن الحكومات التي مرت بالبلاد في مواجهة الحكومات الأخرى التي تحتل أراضيها .. ولم يحدث طوال الثلاثين عاماً التي حكم فيها الإنقاذ البائد أن حكومة السودان قد حشدت جيشها في الحدود مع دولة من تلك الدول التي تحتل أراضيها !!.. في الوقت الذي فيه كانت حكومة الإنقاذ البائد تحشد دائماً جيوشها لمواجهة أبناء السودان داخل البلاد !!,, وكانت تلك الجيوش تفعل الأفاعيل ضد أبناء السودان ،، ولا تفعل تلك الأفاعيل ضد جيوش الأعداء الذين يحتلون أراضي السودان .

وظاهرة تلك التمريرات الخاطئة في دولة السودان مازالت قائمة حتى بعد تلك الانتفاضة الأخيرة .. وفي هذه الأيام تشهد البلاد ذلك النوع من التمريرات الخاطئة التي تقع من قبل المسئولين في أفرع الحكم الثلاثة .. هؤلاء الوزراء في حكومة السيد عبد الله حمدوك كانوا من أكثر الفئات الذين أجادوا تلك التمريرات الخاطئة في خطواتهم وقراراتهم .. وهؤلاء الرؤساء في المجلس العسكري قد ارتكبوا تلك التمريرات الخاطئة القاتلة في الكثير والكثير من تلك المواقف والقرارات .. وهؤلاء الأعضاء في مجلس السيادة قد ارتكبوا الكثير والكثير من تلك التمريرات الخاطئة في الكثير من الخطوات والقرارات .. وخاصة في أمــر تلك الملفات التي تتناول عملية ( السلام ) في البلاد ., حيث كانوا يجاملون تلك الأطراف المتفاوضة على حساب ومستحقات الأمة السودانية .. وذلك حتى ينالوا نوعاً من الرضا والموافقات .. والمعروف لدى العقلاء في هذا البلد أن قضايا ( السلام ) في السودان لن يتم معالجتها بالمهادنات والترضيات والمحاصصات .. ولكن يتم معالجتها بتلك المواقف الجادة الصريحة التي تعطي كل ذي حق حقه دون زيادة أو نقصان !.. وخلال الثلاثين عاماً الماضية وقبل تلك الفترة فإن عملية ( السلام ) قد فشلت في السودان عشرات وعشرات المرات لأنها كانت دائماً تؤسس وتبنى على تلك المجاملات والمهادنات والمحاصصات الفارغة .. وسوف يتكرر الأمر بنفس المنوال عشرات وعشرات المرات في المستقبل إذا لم يتم معالجة قضية ( السلام ) من منطلق الجدية الصارمة التي لا تجامل أحداً ولا تهادن أحداً ولا تربت على أكتاف أحد من الناس مهما يكون مقداره وشأنه .. وحتى يتم ( السلام ) في أرض السودان لابد من مراعاة كافة حقوق الشعب السوداني في كافة مناطق وأرجاء السودان .