Post: #1
Title: حمدوك يبحث في أشياء، و تركة النظام البائد، عله يجد الحلول! بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 07-23-2020, 05:20 PM
05:20 PM July, 23 2020 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان-مصر مكتبتى رابط مختصر
صبرنا علي حمدوك عبثاً .. تحقيقاً لفكرة مصلحة الثورة، و عدم شق الصف، برغم تعارض هذا المنطق مع مبادئ الثورة نفسها، حيث الشفافية، و الصدق، و قوة القرارات الثورية، و الإنحياز الي الشعب، و خياراته.
نعم سلمنا بالمعضلة مبكراً، و الاخطاء التي كرست لها الوثيقة الدستورية، و ما وضعته من خلل نتيجة لضعف من مثلوا الحرية و التغيير اثناء التفاوض، الذي اسس لوأد الثورة، و الإختراقات البينة، و الواضحة للنظام البائد في تلك الفترة من عمر الثورة.
اعتقد الحالة الثورية التي يعيشها الشارع جديرة بأن تضع الاشياء في نصابها الصحيح، و يُعتبر ال 30 من يونيو هو بمثابة تفويض للسيد حمدوك لينقلب علي هذا الوضع الشاذ، و ينحاز الي الشعب، و تطلعاته بلا مداهنة، او تردد.
ايقنت بما لا يدع مجال للشك ان المشكلة تكمن في حمدوك، و ليس قوى الحرية و التغيير، باحزابها، و كياناتها برغم تخبطها، و صراعاتها نحو السلطة بعيداً عن اهداف الثورة.
حمدوك رجل ضعيف، مرتجف الايادي لا يشبه هذه الثورة، و لا ينتمي لها، و لا يؤمن بمبادئها.
للأسف كل سلوكه منذ اول يوم لتوليه هذا المنصب يثبت انه إمتداد للنظام البائد، و ذلك لأنه لم يأتي بجديد حسب ادب الثورات، فكل الذي فعله بدأ بالتنقيب، و البحث في ادراج، و ارفف النظام الهالك، ليجد ذات الحلول العرجاء التي اوردت البلاد موارد الهلاك، و قبرت نظام المجرم البشير غير مأسوف عليه.
تصيبني موجة من الحزن الممزوج بالغضب حين اسمع السيد حمدوك يتحدث عن الحاضنة، و اللهث وراء احزاب متهالكة يعتقد انها ستشد من عضد حكومته، و نسى ان حواضن الثورات هي الشعوب.
بالمنطق البسيط تبحث السلطة عن حواضن سياسية لتوفر لها غطاء شعبي، لتستمد منه القوة، و الشرعية، و هذا هو مبدأ السياسة في كل اصقاع الدنيا.
في وضع غريب، و شاذ يترك حمدوك حاضنة الثورة، المتمثلة في كل الشعب السوداني ليجد ضالته في اجسام ميتة عافها الشعب، و كره حتي ذكر إسمها.
إن دل هذا يدل علي ضعف الرجل السياسي، و عدم ثقافته الثورية اللازمة ليتولى قيادة بلاد صنع شعبها ثورة عظيمة ابهرت العالم بقوتها، و سلميتها.
جاءت الثورة لإصلاح مؤسسات الدولة، و اهمها العدالة، فمنذ توليه السلطة تشكلت عشرات اللجان للبحث في جرائم هي في الاصل مهام النيابة، و القضاء، لو بدأ بشكل صحيح في إصلاح المنظومة المعطوبة، و هذا وضع شاذ، لا يمكن ان تتحقق العدالة بلجان، و هناك مؤسسات قائمة عبثاً تعج بالموظفين، و العربات الفارهة، و النثريات، برغم حالة البلاد الإقتصادية المتردية، هذا مثال فقط.
ما حدث في تجمع المهنيين كان إشارة مبكرة للسيد حمدوك بأن ينتبه، و يعيد التفكير، و الرجوع إلي الشارع الذي لو لاه لما سمعنا بهذا التجمع الذي سلمه الشعب امره في 25 ديسمبر 2018.
كل تعينات الرجل لا تخلو من كيزان، و آخرها كشف السفراء، إن دل هذا إنما يدل علي ان الرجل فقير لدرجة انه لا يملك سوى ما وجده من تركة للنظام البائد ليبحث فيها، و يعيد ترميمها.
المعضلة بدأت من مكتبه، الذي اصبح مكان للعواطلية، عن معرفة شخصية احد مستشاريه العواطلية جاء به، و عينه صديقه، و زميله في الجامعة.
حمدوك و جيله لا ينتمون لهذه الثورة، لأنهم جيل مهزوم، و مشبع بأفكار عقيمة، قامت عليها الدولة المسماة عبثاً بالدولة الوطنية بعد الإستقلال، و التي أُسست علي العبودية بكل ما تحمل الكلمة، و اصبح هذا الجيل عبء علينا، و ما نعيشه هو ترجمة حقيقية لهذه الحقبة المظلمة.
يذكرني سلوك، و منهج حمدوك، و جيله، بالطفل الذي فقد بصره مبكراً، و لم تسعفه الذاكرة من معرفة شيئ سوى الديك، فيجب عليك إن اردت ان تصف له شكل القطار فعليك بالبحث عن وجه الشبه حتي تقرب له الصورة بين الديك، و القطار.
حمدوك من ذلك الجيل الذي يرى ان السودان لا يمكن ان يُحكم إلا بالمحاصصة، و الشللية، و الاحزاب "الاسرية" لأنه فُطم علي هذه المبادئ ففقد البصر، و البصيرة، فشتان بين الديك الذي في ذاكرته، و ثورتنا المجيدة.
ذكرنا مراراً ان الفشل، و إعلانه مبكراً لا علاقة له بالثورة، و نجاحها، فيمكن للثورة ان تأتي بحكومة كل يوم لطالما اصبحت بركان يغلي في الصدور، و شعلة متقدة، فالفشل يرتبط بالاشخاص ليس إلا.
الثورة لا تمثلها كيانات او اشخاص، و الدليل إنهار تجمع المهنيين ايقونة الثورة، و لم تنطفئ الشعلة بعد، فكانت 30 يونيو الرسالة، و سيظل الشعب منتفضاً حتي تتحقق اهداف ثورته الظافرة.
وصل بالرجل من الهوان انه يطارد الاحزاب، و يستجدي مشاركتها، و ما جاء في مؤتمر حزب الامة لهو امر مُخجل، و لا يشبه الثورة المجيدة، و اصبح امر الدولة عبارة عن سمسرة رخيصة علي قارعة الطريق.
ام المصائب تكمن في طريقة إختيار حكومته الجديدة، و كل التسريبات تقول إن الرجل لا يصلح إلا ان يكون وزيراً في النظام البائد، الذي لو لاه لما سمعنا به، و بئس السمع.
يجب ان يتنحى حمدوك، اليوم قبل الغد، و يذهب غير مأسوف عليه، بضعفه، و جهله بالثورة، و إرادة الشعب.. و الثورة ولادة، و شبابها معطاء.
لا انصحه بأن يغيّر من سلوكه، فهو غير قادر علي ذلك، بل عليه بالتنحي، و إلا سنجد الشارع يهتف بشعارات نخشى، و نكره ان نسمعها بعد هذه الثورة العظيمة، فنرتد علي اعقابنا خائبين!
عن المستوى الشخصي اسحب ثقتي من هذا الرجل، الضعيف الذي لا ينتمي للثورة، و لا يؤمن بمبادئها، و لا يمثلني البتة، و لا ادعمه، و لو لامس الثريا بسبابته.
امر مؤسف ان ينيخ لك المجد ظهره، فتتمنع، و تتعثر خُطاك!
|
|