الأوجاع والمحن القاتلة في ظلال الحكومات الانتقالية المؤقتة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد

الأوجاع والمحن القاتلة في ظلال الحكومات الانتقالية المؤقتة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد


07-23-2020, 07:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595485171&rn=1


Post: #1
Title: الأوجاع والمحن القاتلة في ظلال الحكومات الانتقالية المؤقتة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-23-2020, 07:19 AM
Parent: #0

07:19 AM July, 23 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الأوجاع والمحن القاتلة في ظلال الحكومات الانتقالية المؤقتة !!

تجارب السودان عديدة مع تلك الحكومات الدائمة ( المدنية والعسكرية ).. وكذلك تجارب السودان عديدة مع تلك الحكومات الانتقالية المؤقتة .. فهنالك قادة ورؤساء دائمون حكموا هذه البلاد بعد الاستقلال .. وفي نفس الوقت هنالك قادة ورؤساء حكموا هذه البلاد في مراحل الحكومات الانتقالية المؤقتة بعد الانتفاضات الثلاثة .. وتلك التجارب قد أثبتت أن دولة السودان كانت دائماً وأبداً تفقد البوصلة في كافة المراحل ( المدنية الدائمة ،، والمدنية المؤقتة ،، والعسكرية الدائمة ) .. ولكن كانت البلاد تواجه أبشع ألوان الضياع والهلاك في مراحل الحكومات الانتقالية المؤقتة .. حيث تلك الحالة البرزخية بين الحكومات الانتقالية المؤقتة وبين تلك الحكومات الدائمة .. فتلك الفجوة بين الحكومات الانتقالية المؤقتة وبين الحكومات الدائمة كانت ومازالت تمثل المرحلة الخطيرة التي تموت فيها كافة طموحات الأمة السودانية في أعقاب تلك الانتفاضات .. ومن الملاحظات الهامة فإن أكثر القادة والرؤساء الذين واجهوا تلك الأزمات الحادة وتلك القضايا المصيرية الشائكة هم هؤلاء القادة والرؤساء الذين تولوا تلك المناصب في مراحل الحكومات الانتقالية المؤقتة .. ففي فترة الحكومة الانتقالية بعد الانتفاضة السودانية الأولى تولى السيد ( سر الختم الخليفة ) رئاسة وزراء تلك الحكومة المؤقتة .. وحينها واجه أشد ألوان الأزمات والقضايا الاقتصادية والاجتماعية الشائكة .. بجانب تلك المناكفات من أطراف وجهات عديدة .. وخاصة ذلك السجال مع بعض الأحزاب السودانية .. وبجانب تلك القضايا القومية وقضايا الأقاليم السودانية .. وذلك السيد سر الختم الخليفة قد قدم استقالته عدة مرات أثناء فترة حكمه .. وبنفس القدر فإن السيد ( سوار الذهب ) قد تولى رئاسة الحكومة الانتقالية المؤقتة بعد الانتفاضة السودانية الثانية .. وبدوره قد واجه العديد والعديد من تلك الأزمات الاقتصادية والقضايا السودانية المعقدة الشائكة .. بجانب تلك المناوشات والمناكفات من قبل أطراف وجهات عدة في الساحات السودانية .. والرجل قد أكمل تلك الفترة الانتقالية المؤقتة على مضض ،، ثم رحل عن ساحة الحكم هارباً بجلده من معضلات الحكم بالسودان .. والآن تدور الدوائر في أروقة السيد ( عبد الله حمدوك ) .. الذي يتولى قيادة الحكومة الانتقالية المؤقتة بعد الانتفاضة السودانية الثالثة .. وهو بدوره يواجه أشد ألوان الأزمات الاقتصادية الطاحنة في البلاد ،، بجانب تلك القضايا السودانية الشائكة .. بجانب تلك المناوشات والمناكفات مع أطراف وجهات عديدة .. بجانب قضايا الأقاليم السودانية التي تكابد التهميش والويلات .

أما تلك الحكومات الدائمة في البلاد فقصتها قصة أخرى تحير الألباب .. وهنالك حقيقة راسخة في أذهان أبناء السودان .. وهي تلك الحقيقة التي تؤكد أن أي شخص يتولى قيادة البلاد أو يتولى رئاسة الوزراء في البلاد لا يمكن أن يتنازل عن ذلك المنصب بمنتهى السهولة في حال الفشل والإخفاق .. ولم يحدث في تاريخ السودان المعاصر أن قائداً للبلاد أو رئيساً للوزراء قد قدم استقالته تزهداُ في تلك السلطة ،، أو احتجاجاً على موقف من المواقف !! ،، أو غيرة على تردي الأحوال في البلاد .. بل دائماً وأبداً يتواجد ذلك القائد أو ذلك الرئيس السوداني المتلهف الذي يتمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير !.. وذلك الحال يسرى على قادة ورؤساء الحكومات المدنية الدائمة ،، كما يسرى على قادة ورؤساء الحكومات العسكرية .. وكل هؤلاء القادة والرؤساء الذي حكموا السودان بعد الاستقلال كانوا يتشبثون بتلك السلطة وكراسي الحكم حتى الرمق الأخير .. والتاريخ يؤكد أن الرجال في الماضي وخاصة في صدر الإسلام الأول كانوا يرفضون بشدة تلك القيادة وتلك الرئاسة وتلك السلطة خوفاً من المسئولية أمام الله .. وفي نفس الوقت كانوا يعتذرون عن تولي تلك المسئوليات خوفاً من الفشل والإخفاقات .. ويقال أن الرجل كان يجبر قسراً ليتولى مهمة الراعي في بلد من البلاد .. أما في العصر الحاضر فنجد أن الكل يركض خلف تلك المناصب والوظائف العليا طلباً للمنافع الشخصية الذاتية بجانب الصيت !!.. وكافة قادة ورؤساء السودان منذ استقلال البلاد كانوا يتشبثون بتلك المناصب حتى الرمق الأخير .. ولم يسمع الشعب السوداني يوماً أن رئيساً للبلاد أو رئيساً للوزراء قد قدم استقالته وأعتذر عن مواصلة المشوار لسبب من الأسباب .

الشعب السوداني يعرف جيداً مقدار تردي الأحوال والأوضاع في البلاد .. ويعرف جيداً مدى الصعوبات التي تواجهها تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة الحالية .. وهي تلك الحكومة التي ورثت إرثاً ثقيلاً للغاية من النظام البائد .. ولكن تلك الظروف المعيشية والحياتية القاسية التي تمر بها الأمة السودانية حالياً تفرض واقعاً ضاغطاً بشدة على تلك الحكومة المؤقتة .. وعليه فإن الضرورة تقتضي على تلك الحكومة أن تعالج تلك الظروف القاسية حسب الأولويات وحسب متطلبات الساعة .. وقضايا الشعب السوداني يجب أن تعالج على مراحل حسب الأهمية والألوية .. وعلى حكومة السيد عبد الله حمدوك المؤقتة أن تتعجل في معالجة تلك الظروف والأزمات الاقتصادية الحادة التي يكابدها الشعب السوداني .. ولكن مع الأسف الشديد فإن الملاحظات تؤكد بأن حكومة السيد عبد الله حمدوك لا تجيد إلا ذلك النوع من التباشير والوعود البراقة .. ويبدو أن السيد عبد الله حمدوك لا يجيد إلا ذلك النوع من الطبخ على النيران الهادئة .. ولكن الشعب يخشى أن حكومة السيد عبد الله حمدوك حين تنتهي من عملية الطبخ وتجهز لن تجد الشعب السوداني على قيد الحياة .