صناعة المهدية بيد الزبير رحمة واللورد كرومر بقلم Tarig Anter

صناعة المهدية بيد الزبير رحمة واللورد كرومر بقلم Tarig Anter


07-23-2020, 01:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595465272&rn=0


Post: #1
Title: صناعة المهدية بيد الزبير رحمة واللورد كرومر بقلم Tarig Anter
Author: Tarig Anter
Date: 07-23-2020, 01:47 AM

01:47 AM July, 22 2020

سودانيز اون لاين
Tarig Anter-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





جوردون وصل السودان لمحاربة الرق في 1874 نتيجة حملة دولية لمحاربة الرق علي مضض من الخديوي. واصبح ايفلنج بارنج (لورد كرومر) متحكم في مصر منذ 1878 بعد افلاس الخديوي وكان كلاهما حريصين علي استنزاف السودان وتسديد ديون لليهود عبر اسرته التي لها اعمال بالبنوك.

وسرعان ما اصبح جوردون علي خلاف مع بارنج لاصراره علي استنزاف السودان بالضرائب والتي تعني استمرار الرق. مما جعل جوردون ينهي مهامه عام 1880 بعد هزيمة وتشتييت عصابات الرق ومقتل سليمان ابن الزبير عام 1879 بيد جيسي مساعد جوردون.

الزبير رحمة كان عرض عليه ودتورشين فكرة ان يكون الزبير مهدي لتبرير الحرب باسم الدين ضد تشارلز جوردون الذي حارب عصابات صيد الرقيق وهو نشاط عصابات غرب افريقيا واكبرهم كان الزبير رحمة الذي تضرر كثيرا من جوردون ولكن الزبير رفض فكرة ودتورشين

وعندما ذهب الزبير لمصر وترك ابنه سليمان لقيادة العصابات عام 1878 لعرض مال لكسب موافقة الخديوي لوقف اعمال جوردون لمحاربة الرق المجبر عليها الخديوي قابل الزبير بارنج. وناقش الزبير فكرة ودتورشين مع بارنج الذي ايدها واعدا سويا تمثيلية سجن ونفي الزبير ومواصلة العمل عبر ودتورشين ورابح الزبير والذي كان مساعد لسليمان الزبير حتي موته.

وتبني بارنج مشروع المهدية واداره بنفسه عبر ودتورشين. ومول بارنج العملية باموال الزبير التي كان يرغب في اعطائها الخديوي مباشرة لكي يسحب جوردون ويعود الزبير لممارسة الرق. فكانت عودة الزبير للسودان مرتبطة بعودة نشاط صيد الرق وبالتالي تتعارض مع وجود جوردون في السودان. وفي القاهرة اتفق الزبير مع لورد كرومر (ايفلين بارنج) الذي كان الحاكم الفعلي بعد افلاس الخديوي لتبني فكرة المهدية وتمويل وتسليح الفحل بواسطة ودتورشين. وبالفعل جند ودتورشين ومول وسلح الفحل لتنفيذ تمثيلية المهدية

والفحل هو ايضا فلاتي من غرب افريقيا ولكنه كان قد قدم قبل ودتورشين. واقامة الفحل في اطراف دنقلا لا تجعله دنقلاوي او نوبي

ونفذت خطة بارنج التي تبنت المهدية بواسطة ودتورشين وكانت التركية تتوقع استمرار توريد الرقيق ولكن بارنج مع اليهود اداروا الاحداث في اتجاه اخر بغرض دخول انجلترا المباشر في السودان. وبالفعل قامت المهدية بدلا من ان تورد الرقيق للخديوي صعدت حملاتها علي الترك ودمرت البلد واصبح من الصعب السيطرة عليها.

وتحقق غرض بارنج من ذلك وهو فتح المجال لتدخل انجلترا في السودان. وبالتالي امرت انجلترا مصر باخلاء السودان. وطلب الخديوي من جوردون قيادة عملية اخلاء القوات والادارة التركية عام 1884 م.

وبالفعل اخلي جوردون القوات والادارة التركية لكنه رفض ترك القبائل بلا حماية من عصابات المهدية وهي نفس عصابات الزبير لصيد الرق.

فقامت عصابات المهدية بذبح جوردون بتواطئ من الحكومة الانجليزية وتنسيق مع بارنج في القاهرة لكي تتاخر حملة كتشنر وتكون حملة لاستلام السودان. وعرضوا علي ودتورشين تسليم السلطة بلا حرب ولكنه خاف ورفض فقتل.

وادار نظام الاستعمار الثنائي اعمال نهب الموارد والاحتلال بتوظيف ابناء ودتورشين والزبير رحمة والفحل المتمهدي وكل الفلاتة نظرا لخدمتهم للانجليز للاستيلاء علي السودان من يد الخديوي التركي. بينما اقتصر اعتماد الشريك الاصغر الضعيف وهو الخديوي التركي علي الميرغنية باعتبارهم من اصول الاعراب العموريين والترك.

وبهذا التشكيل للعملاء المكون من غالبية فلاتة مهداوية انصارية مع اقلية ختمية ميرغنية اعرابية تشكلت الكيانات السياسية والاقتصادية وما يدعي زورا الحركة الوطنية ونادي الخريجيين والادارة الاهلية تمهيدا لتسليم عملاء المستعمريين الانجليز والترك السلطة في 1956 فيما يدعي زورا استقلال بعملية تسمي السودنة ويقصد منها توريث الفلاتة والاعراب السلطة والثروة وتغييب القوميات الوطنية صاحبة الوطن.

اولاد المهدية.jpg