عليه بالجماهير ..! بقلم هيثم الفضل

عليه بالجماهير ..! بقلم هيثم الفضل


07-22-2020, 05:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595393542&rn=1


Post: #1
Title: عليه بالجماهير ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-22-2020, 05:52 AM
Parent: #0

05:52 AM July, 21 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –


إذا صح ما يتداولهُ بعض المُحلّلين هذه الأيام عبر الأسافير عن إحتمالية (إنتماء) السيد / رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منظومات أو حواضن سياسية أخرى (خلف السِتار) وخارج قوى الحرية والتغيير ، فإن معايير النظر إلى حال ما يسود الآن من إجراءات وخطوات تحت عنوان تحقيق أهداف الثورة يحتاج إلى المزيد من (التفكُّر والتدبُّر) والحذر من قِبل أولئك الذين ما زالوا يُراهنون على ولادة سودان جديد من رحم الشارع السوداني ومجاهداته وتضحياته وصبرهُ الذي حاكى صبر أيوب.

فمنذ بداية تقلَّدهُ زمام منصبه كرئيس للوزراء ، ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة ظل حمدوك وبالرغم من تصريحاته وخطاباته التي لا تخلو من شفافيةٍ قصوى في التعبير عن أفكاره وآمالهُ في ما هو مسئول عنهُ من أهداف إنتقالية ، كان بالنسبة للكثير من المُحللين (مُبالِغاً) في إلتزامهِ الحيادي تجاه كل تلك الصراعات والتناقضات التي حدثت في أهم المكوِّنات السياسية المساندة لحكومته وفي مقدمتها قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ، فالواقع الذي عايشهُ الشعب السوداني أن السيد / حمدوك بدا وكأنهُ طرفٌ محايد لا يتأثر بما يحدث من تداعيات وخلافات داخل مؤسسات وهياكل الحاضنة السياسية والدليل على ذلك أنهُ لمن يكن أبداً يُعلِّق أو يُدلي برأي أو إشارة تفيد على الأقل بيان ما يقوم به من مجهودات تعمل على إزالة تلك المعوِّقات التي كادت في بعض الأحيان تعصف بتلك الحواضن المُساندة ، للدرجة التي جعلتني أتصوَّر الرجل وكأنهُ (أجير) يتوقع أن لا يُسأل ولا يُحاسب على واجباته طالما أن مَنْ إتفق وتعاقد معهُ لم يوفِّر الأدوات أو لم يستطع أن يحافظ على ثبات أقدامهُ في سوق السياسة ، وهذا ما يُفسِّر تلك الشائعات المُتكرِّرة عن عزمهِ الإستقالة كلما طرأت مشكلة أو أزمة ، ومكتبهُ الإعلامي شاهدٌ على الكم الهائل من التساؤلات والإستفسارات الرسمية وغير الرسمية ، وأضطرار مستشارهُ الإعلامي لنفي الخبر عبر البيانات وأجهزة الإعلام المختلفة مراتٍ عدة.

كثيرٌ من الكارهين لخط الثورة ولأسباب عدة يصفون حمدوك بالضعف والإرتباك وعدم القدرة على السيطرة قياساً بما أتحفهُ به الشعب السوداني من مساندة وتأييد وتفويض جماهيري عريض ، وآخرون ما زالوا يُراهنون على (إحترافية) الرجل وخبرته و(قُدرته) في النهاية على الخروج بالبلاد من عُنق الزُجاجة ، أما الواقع فإنه يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل قد نجح في (تأطير) علاقته مع الشِق العسكري في الحكومة بقدرِ من (التناغم) فاق التوقعات ، لكنهُ في ذات الوقت ما زال يرفع يدهُ عن التعليق صراحةً حول دورهُ في معالجة المُشكلات التي تعصف بقوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ، صحيح أن الرجل حين جاء للحكم لم يكن جزءاً منها ولكنه جاء بترشيحها ودعمها ، فهل يضع الرجل مشكلاتها وعقباتها وتحدياتها وإنقساماتها التي باتت (تُهدِّد) برنامجه الإنتقالي وتُبطيء من مسيرة وصول الثورة إلى أهدافها ضمن (مسئولياته وإلتزاماته)؟ ، وذلك في إطار ما يمكن أن نُسميه (إزالة العقبات) أو ( تمهيد الطريق ) لمسيرة أداء برنامجه الإنتقالي ، هل ينتظر عبد الله حمدوك قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين حتى يستفيقوا مما هُم فيه من وهدات وصراعات وتناقضات ، أم يتجاوزهم إلى حواضن سياسية أخرى توفِّر له نوعاً من الإستقرار عبر توافُق مُستدام يساعدهُ في تحقيق أهداف الفترة الإنتقالية ؟ ، في وجهة نظري الشخصية إذا (تذاكى) الرجل ودرس واقع المعركة جيداً فلن يجد حاضنة سياسية أقوى وأضمن من حِراك الشارع السوداني الذي منحهُ لمراتٍ عديدة وابلاً من الثقة والقدرة على (المناورة) والثبات ، عليه بالجماهير إن أراد العبور.