حربٌ و نقد ..! بقلم هيثم الفضل

حربٌ و نقد ..! بقلم هيثم الفضل


07-19-2020, 05:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595131499&rn=0


Post: #1
Title: حربٌ و نقد ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-19-2020, 05:04 AM

05:04 AM July, 18 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –



رغم إحساسي الأكيد بأنهم (يتذاكون) و(يُلاعبون) الشعب السوداني بإستخدام (مهارات الشطارة والفهلوة) ، أقول للذين يشتكون من إتهامهم (بالكوزنه) لمُجرَّد إنتقادهم للحكومة الإنتقالية والإفصاح عن مواطن قصورها وأخطائها ، أن هذا الشعب قد إنتصر في ثورته ضد النظام البائد عبر سلاحين إستراتيجيين هُما سلمية الفعل الثوري وإتساع دائرة الوعي السياسي ، وهذا ما كنتُ لا أتوقَّعهُ شخصياً في هذا الجيل (الراكِب راس) لولا أن شهدتُ ما بذلوهُ في سبيل ذلك من تضحيات بأُم عيني ، أقول للمُشتكين من التخوين والإتهام بالكوزنة لأنهم مُجرَّد (مُنتقدين) ، عليكم بالرجوع إلى معاييركم في (تقييم) السلاح الثاني الذي أستخدمهُ الثوار للفوزِ بالإنتصار والمُتمثِّل في (إتساع دائرة الوعي السياسي) ، فعبر هذا السلاح الفعَّال والحسَّاس تجاه الأطروحات النقدية لما يحدث بعد الثورة يستطيع حُراس حكومتها الإنتقالية من عامة الشرفاء الحريصين على عدم ضياع فرصة الإنعتاق والخروج من عُنُق الزجاجة ، أن يُصنِّفوا دواعي و(مرامي) ما يُطلق عبر الأثير من إنتقادات وأن (يُفسحوا) المجال (مديداً) في ذلك لحُسن النية فيما بدا فيها من (حِرص) على تجويد الأداء والحث على تحقيق المطالب وإنزال شعارات الثورة في الواقع المُعاش ، وذات السلاح (إتساع دائرة الوعي السياسي) قادرٌ أيضاً على الوقوف بصلابة ضد كل المُزايدات وأحياناً الأكاذيب والتلفيقات التي يتم إخراجها بإسم الحِرص على الثورة ظاهراً ولكن في باطِنها تهدُف إلى شق الصفوف وخورُ عزيمة الحكومة الإنتقالية ومن ثم إنهزامها أمام تحدياتها وعودة البلاد والعباد إلى غياهب النفق المُظلم من جديد ، وتحت وطئة سياطِ طاغوتٍ جديد.

قريباً سيسئمون محاولة تضليل السودانيين من جديد ، بعد أن سئم الناس خداعهم وإستدرارهم للعواطف بالدق على وتر العقيدة والهُتافات المهرجانية بإسم الإسلام والشريعة وظنوا أنها كافية لضمان (ولاء) الأُمة وإصطفافها خلفهم بلا شروط ، لذا لم تعُد أمامهم من خديعةٍ جديدة غير إجتهادهم إصطياداً في الماء العَكِر تحت راية (الإنتقاد البريء) للحكومة الإنتقالية التي لا نقول أنها مُبرئة من الخطايا ولكنها أيضاً مُحاطة بخضَّمٍ من التحديات والأعداء والمتاريس والمآزق ، يتدافعون لتقييم وزرائها وهم لم يكملوا عشرة أشهر في سُدة مؤسساتهم المُدمَّرة بالفساد والتمكين ، ويستجدون العسكر للإنقلاب العسكري بإسم حماية الدين الإسلامي الذي في نظري لم تُطبَّق قيَّمهُ السمحة والحقيقية إلا في عهدنا هذا الذي تم فيه رفع راية الحُرية والسلام والعدالة وإعلاء شأن المؤسسية والقانون وفضيلة الإعتراف بالآخر ، يُلفِّقون للمؤسسة العدلية ما يُشير إلى محاربتها لشرع الله عبر تعديلات في القانون الجنائي جُلها إستهدفت إحكام المصطلحات وتيسير فهم النص القانوني وتفسير حيثياتهِ حتى لا يتطاوَّل ظالمٌ على مظلوم عبر إستغلال ترَّهُل النصوص وهُلامية موصوفات المادة وحيثياتها ، يُنازلون وزير الصحة السابق د. أكرم التوم في (إندفاعهِ) ووثباتهِ القاصدة مصالح البُسطاء والرامية لإعلاء شأن العامة ودحر تكالُب وأطماع المصالح الخاصة ، ثم إذا ذهب يسكتون عن إرتفاع سعر الدواء بنسبة 100 % بعد إقالته بـ 48 ساعة ، هناك فرقٌ شاسع بين نقد الحادبين والقابضين على جمر القضية وبين (حرب) الخاسرين والمُتضرَّرين مما تخطو نحو تحقيقهُ هذه الثورة ، عبر ما سبق يستطيع كل ذو عقلٍ لبيب وقلبِ سليم أن ينتقد واقعنا الإنتقالي بكل ما فيه من قصور وإحباطات وإنجازات وهو آمن من الإتهام بـ (الكوزنه).

هيثم الفضل.jpg