اللحظات الأخيرة والحاسمة في صراع سد النهضة والحذر ثم الحذر من أن يصبح السودان الخاسر الوحيد والأبدي

اللحظات الأخيرة والحاسمة في صراع سد النهضة والحذر ثم الحذر من أن يصبح السودان الخاسر الوحيد والأبدي


07-18-2020, 08:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595099318&rn=0


Post: #1
Title: اللحظات الأخيرة والحاسمة في صراع سد النهضة والحذر ثم الحذر من أن يصبح السودان الخاسر الوحيد والأبدي
Author: يوسف علي النور حسن
Date: 07-18-2020, 08:08 PM

08:08 PM July, 18 2020

سودانيز اون لاين
يوسف علي النور حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



اللحظات الأخيرة والحاسمة في صراع سد النهضة والحذر ثم الحذر من أن يصبح السودان الخاسر الوحيد والأبدي في هذه المعركة
أخيراً وبكل جدارة إنتصرت الإرادة الوطنية والحنكة السياسية الإثيوبية في إقتلاع حقوق شعبها عنوة وإقتداراً من بين فكي النزالة والخسة الفرعوني الغدار ، فتكللت ببناء وملأ سد النهضة العظيم وحق لهم أن يفتخروا وأن يقيموا الإحتفالات الشعبية بهذا الإنجاز التاريخي الكبير ونحن نرفع لهم القبعات ونزف لهم التهاني بهذا الإنتصار العظيم ليس فقط لأنهم حققوا ما أرادوا بل أيضاً لأنهم صمدوا ضد الإغراءات المصرية بأن يتركونهم ينفردوا بالسودان في إحدي عشر محاولة قذرة قالوا لهم لنتفق بيننا الإثنين ولنترك السودان بعيداً فهو ليس بأكثر من دولة ممر ، ولكن هذا الشعب الأثيوبي الأصيل الصنديد لم تنطلي عليهم قصة الثور الأسود الذي ندم وقال (أُكلت يوم أكل الثور الأبيض) لقد كانت ملحمة سياسة وقانون ومعرفة ووطنية وإعلام تجلت فيها قدرات الباحثين والإعلاميين الإثيوبيين فكانت مناظراتهم علي القنوات الفضائية قمة في الروعة والذكاء والمنطق تقزم فيها الإعلام المصري وباء بالفشل والإتكاء علي التهريج والشتم المخجل والبعد عن الموضوعية كعادتهم ، وأحياناً بالنفخ الكاذب بالقوة العسكرية فتحداهم الضرغام الإثيوبي وكشف أكاذيبهم ، فهنيئاً لكم يا شعب إثيوبيا أخت بلادي الحقيقية التي ناصرتنا عندما تعرضنا لكيد الفراعنة في الظلام للمرة الثانية بعد مكيدة تأليب العسكر علي ثورتنا العظيمة فإنبري أبي أحمد ضوءاً ساطعاً في الظلام فلكم جميعاً ألف شكر وشكر
لقد آن لنا الآن في السودان أن نتبع كل دروب الحذر فقد أخذت إثيوبيا حقها كاملاً غير منقوص ولن يصبح من إهتماماتها الآن الصراع الدائر في إقتسام مياه النيل ، وبقدرما أعجبت بوطنية الإثيوبيين في الحماس الوطني والدفاع عن كامل حقوقهم سائني موقف بعض الأخوة السودانيين في اللقاءات علي القنوات الفضائية التي أظهرت ضعف الحس الوطني والتعاطي مع هذا الموضوع بنبرة المحايد الذي يسرد تاريخ الإتفقات المائية سرداً تاريخياً كما يسرد التلميذ قصةً حفظها من كتاب المطالعة سرداً باهتاً يهتم قائله بمجريات التاريخ في حيادية مخجلة مزلة وكأن مصلحة هذا الوطن من شأن آخرين وللأسف من هؤلاء مهندسين قدامي ووزراء بالري ومناديب في لجان سابقة في هذا الشأن وكتاب مثل أحمد المفتي وحيدر يوسف والمهندس أبوبكر الذين قد عجزوا عن إبراز الضرر الذي تتعرض له مصالح السودان المائية ولم يفتح الله عليهم بكلمة ليقولوا أن إقتسام مياه النيل مجحف للسودان بل الأسوأ من ذلك صاروا يكيلون الزم الظالم والمخجل لإثيوبيا التي حملت هم المصالح السودانية أكثر منهم ، وقبلوا بل وثقوا لمصالح مصر بما يروج له الإفك المصري من حقوق مصر التاريخية وأزلية الإتفاقيات السابقة الظالمة للسودان وصاروا بذلك مصريين أكثر من الفراعنة ذاتهم ومن هنا يتضح لنا ان الجيل السابق من السودانيين هم آفة هذه الأمة بقصر نظرهم وضعف وطنيتهم مما جعل الفراعنة يتخطون فوق رقاب هذا الوطن الشامخ
وعلينا هنا التنبيه بأن إتفاقية مياه النيل لعام 1959 ليست قانونية وليست ملزمة للسودان بحكم أنها تمت تحت حكم عسكري لا يمثل الإرادة السودانية التي تنبني علي أن يتم إستفتاءاً شعبياً لقبول مثل هذه الإتفاقية التي تمس كل فرد سوداني
ثانياً ليس من حق الحكم العسكري أن يهب الارض بحلفا ولا الآثار السودانية لمصر وعلينا الآن تحت الحكم الديمقراطي أن نعيد النظر في هذه الإتفاقيات وإذا إستحال إلغائها أن نحصل علي التعويض المجزي فيها فإن الحقوق لا تسقط بالتقادم
ثالثاً إن إقتسام مياه النيل لا يتم علي أساس التعداد السكاني ولكنه يتم حسب الإحتياجات المائية والسودان بأرضه الواسعة وإمكانياته وحاجته للزراعة هو الأولي بأخذ النصيب الاكبر من مياه النيل وعلي مصر أن تستخدم موار مياهها الجوفية وتحلية مياه البحر ومياه المجاري وغيرها مما يناسبها بعد أن يأخذ السودان النصيب الأوفر من مياه النيل ليسقي شرق وغرب البلاد
إن التبخر المائي الذي أحتسحب علي حساب نصيب السودان أمراً يهم الفراعنة وليس السودان
إن الرقابة المائية علي مياه النيل بالسودان شأن سيادي لايمكن أن يترك للري المصري الذي يتلاعب بمعلوماته ويتحكم في قراراته ولابد من طرد الري المصري من السودان والقيام بمهام الرقابة المائية بواسطة الخبراء السودانيين
إن مياه النيل الأزرق شأن إثيوبي سوداني مصري ولا علاقة له بدولة أخري يجب أن يتفق عليه بما تراه الدول الثلاثة وعلينا أن نعلم أن مصالحنا مع مصالح إثيوبيا وضد الطمع المصري ، وإن قيام سد النهضة هو فرصة تاريخية عظيمة للسودان فبقيام هذا السد إلتقت معاهدة 1959 والسودان الآن عليه أن يصر علي أخذ ما لا يقل عن 75% من مياه النيل الأزرق الواردة من إثيوبيا لمقابلة نهضته الزراعية قبلت مصر أم لم تقبل
رابعاً إن علي مصر أن تتعامل مع السودان بندية وليس بإستعلاء فإذا رأت الدول تبادل المنافع بقيام مشاريع تكامليه علينا أن نعرف أن قيمة الأرض والمياه هي التي تمثل ثقل المعادلة ويجب أن يحصل السودان علي النصيب الأكبر من الإنتاج إذا كان علي مصر التمويل المادي والأيدي العاملة وعلي العمالة المصرية أن تكون تحت رقابة صارمة وتلتزم بالبقاء المؤقت فقط حسب الحاجة لا بالإستيطان الطويل
إن المرحلة القادمة في مناقشات مياه النيل يجب أن تضم من خبرائنا الدوليين الوطنيين أمثال دكتور سلمان محمد سلمان وغيره من الذين لهم الباع الطويل في هذا المجال وعملوا ضمن المنظمات الدولية
لقد كانت إثيوبيا مدعومة دولياً في موقف سد النهضة ويلزمنا الآن الإنفتاح علي إسرائيل وهي المدخل لأمريكا وكذلك علينا التوجه الي أكبر عدد من الدول الأروبية فقد أصبح الإستقواء الدبلوماسي يضاهي القوة العسكرية علماً أن مصر قد سدت كل منافذ العلاقات الدبلوماسية السودانية مع العالم وتريد أن تتحدث بإسمنا والإستحواذ علي حقوقنا وحتي في أزمة سد النهضة لا ترعوي من أن تقول إثيوبيا تضر بمصالح مصر والسودان كأن السودان أحد ضواحي القاهرة ويجب إيقاف هذا العبث الفرعوني والإستهتار بمصالحنا
إن من الضروري أن نستشعر أن ما تبقي من أزمة سد النهضة هو مفتاح الإنفراج السياسي والإقتصادي علي السودان ويعتبر أكثر أهمية من أي مشكلة عالقة اليوم في الشأن السوداني وتستحق أن تستنهض همة الساسة والفنيين والإعلاميين بما يحقق مصالح هذه الأمة و ينقذها من خسة ومؤامرات الفراعنة التي تطال كل شيء في السودان
كفانا الله شرورهم وجعل كيدهم في نحورهم
يوسف علي النور حسن