إنني شامت كل الشماتة في هذا الشعب، في الذين وصمونا وشتمونا طوال وقوفنا ضد العملاء المبعوثين من أجهزة المخابرات الأمريكية، بدءً من تجمع الوهميين وانتهاء بحكومة الحمام الغمران. والنهاية الكارثية للثورة التي سرقوها عبر أجهزتهم الدعائية الممولة من الخارج والشعب يهتف ويهلل كالخروف الذي يمأمئ وهو يساق إلى الذبح. ياااه.. كم كانت ثلاث سنوات طويلة منذ أن صرخنا في وجه الغوغاء والشرذمة ننبههم إلى أنهم يتبعون اللصوص والعملاء والشعب ينتعنا بأقذع الأوصاف.. فما الذي حدث.. أدرك الشعب -بعد فوات الأوان كعادته- أن المهدي ليس مهدياً، وأن أنبياءهم كذبة، وأن أصنامهم ليست آلهة، وأنهم كانوا مجرد أرجوزات تحركها خيوط الاستخبارات الأجنبية. فماذا حدث: عندما وصفنا تجمع الوهميين بأنه وهمي وبينا حقيقة ذلك..لم يصدقونا.. اليوم صدقونا، ولكن بعد فوات الأوان.. عندما قلنا بأن الأجانب من أصحاب الجوازات الأجنبية لا يجب أن يحكموا هذا البلد وبينا أسباب الخطر في ذلك، شتمونا... واليوم يحكمنا العملاء من كل جانب.. عندما قلنا بأن الثورة اختطفت، وجهوا إلينا سبابات الإتهام.. واليوم تأكدوا من ذلك.. عندما قلنا بأن هذه حكومة حمام غمران...تجاهلونا... واليوم أصبح الشعب كله غمرانا في الجوع والبؤس والإنهيار كما توقعنا.. عندما نادينا بعفوية الثورة وطالبنا الشيوعيين بعدم اختطافها وهم يتسربون كواجهات من كل فج عميق، ظن الشعب أننا ضد الثورة... رغم أننا من قاد الثورة منذ عشرين عاما تارة بالقلم وتارة بالسلاح... عندما قلنا بأن هؤلاء خونة.. لا زال البعض يدافع عنهم، لأنه لا يريد الاعتراف بأن صنمه لم يكن إلها كما كان يتصور.. ياااه.. كم هي سنوات قد مرت في حربنا من أجل الحقيقة.. انتصرنا وانهزم الغوغاء...وتحطمت الأصنام... ألا يكفينا ذلك؟ ألا يكفينا أن حكومة الحمام الغمران والتي عينتها اجهزة المخابرات الأجنبية من أشخاص لا تاريخ نضالي ولا غير نضالي في السودان، لا تريد وضع أي برامج حقيقية للإصلاح الاقتصادي والسياسي؟ ألا يكفينا، أنهم يريدون وضع الشعب في حالة إنهيار كامل ليقبل بحكم دول أخرى عليه، كحل وحيد؟ ألا يكفينا، أنهم يعملون ليل ونهار على تنفيذ أجندة آيدولوجية تمزق النسيج الثقافي للشعب؟ ألا يكفينا أنهم أصبحوا يستخفون بالشعب أكثر مما كان يفعله الكيزان؟ ألا يكفينا كل ذلك لنتوقف عن الشماتة؟ لا لا زال الشعب يشك فيما قلناه، لا زال الشعب لم يرَ الكثير بعد. يجب أن يتأكد الشعب أكثر من ذلك.. يجب أن يتذوق المزيد والمزيد من الحنظل المر ليصل للفهم الصحيح ويكون بصره بعد ذلك حديد.. لسة ولسة لسة كما تغنى حمد الريح.. فنحن في بلد لا الإسلامي فيها مسلما ولا الشيوعي شيوعياً..ولا البعثي بعثيا.. إذ تظل العقول خاوية في جماجمها، ملؤها التوهمات، والأباطيل، بلا قناعات راسخة ولا ثوابت صامدة، بل تجارة فاسدة كاسدة. وسننظر وينظرون، وسينتظروا ونحن معهم من المنتظرين، حتى يروا ما حذرنا من وقوعه واقعاً وهو عين اليقين...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة