دار فور في الطريق الي الوصاية الدولية الكاملة، و السودان تحت وطأة المليشيات، و الجنجويد..بقلم خليل

دار فور في الطريق الي الوصاية الدولية الكاملة، و السودان تحت وطأة المليشيات، و الجنجويد..بقلم خليل


07-14-2020, 04:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594741589&rn=0


Post: #1
Title: دار فور في الطريق الي الوصاية الدولية الكاملة، و السودان تحت وطأة المليشيات، و الجنجويد..بقلم خليل
Author: خليل محمد سليمان
Date: 07-14-2020, 04:46 PM

04:46 PM July, 14 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







كتبنا كثيراً ناصحين، و محذرين من خطورة الوضع الامني المترهل في البلاد، مع الغياب التام لمظاهر الدولة، التي تمتلك القوة الحصرية لحماية المواطنين، و إنفاذ القانون الغائب، الحاضر نصوصاً علي الورق، و اضابير اللجان العبثية.

معروف تاريخ الصراع في إقليم دارفور، و كيف تعامل النظام البائد مع مكونات المجتمع هناك، حيث اللعب بتوازن القوى، لتكون لطرف علي حساب اطراف اخرى، تم تهجيرها من قراها، و مزارعها قسرياً، و معلوم تفاصيل الصراع، و الحرب منذ العام 2003.

شئنا ام ابينا حميدتي، و مليشيات الدعم السريع مظهر من مظاهر هذا الصراع، و للغياب التام لمؤسسات الدولة العسكرية، و الامنية اصبح الرجل و مليشياته الاقوى في المشهد، ليفرض واقعاً جديداً علي مستوى الدولة، و يُعتبر وضع شاذ، لا يمكن ان يؤدي الي سلام، او نجاح لتجربة الثورة التي قامت في الاصل من اجل معالجة هذه المظاهر السالبة التي كلفت السودان الكثير.

كانت الفرصة مواتية بعد الثورة، لدمج هذه المليشيات بشكل مُمنهج، و كامل في صفوف القوات المسلحة، و قوى الامن الاخرى، و إستيعاب جيش المفصولين تعسفياً، لخلق معادلة تحفظ مهنية هذا الجيش الذي تم تدجينه شبه الكامل في ظل سياسات تمكين النظام البائد، و هذه التجربة عملت بها الكثير من دول العالم، خرجت من صراعات، و حروب اهلية طاحنة، و بمساعدة المجتمع الدولي، و إرادة المجتمع المحلي تعافت، و اصبحت مثالاً في الامن، و التنمية.

من حق ايّ مواطن ان يطمح في الحكم، ولكن بالطرق الديمقراطية السليمة، بالذات بعد الثورة المجيدة، ففرض النفس بالقوة، كما تضخم حميدتي، و مليشات الدعم السريع، و قد قام بإختطاف الدولة بكاملها، فالنتيجة الحتمية سينعكس علي الصراع بشكل اعمق، و هنا تكمن الخطورة في طلب المكونات الاخرى في الصراع للحماية من مليشيات كانت نتيجة مباشرة لهذا الصراع الاهلي في الإقليم، و الآن اصبحت تمثل الدولة، في وضع امني مٰترهل و مليئ بالغُبن، و المرارات.

شاهدنا بالصوت و الصورة كيف يتم طرد المواطنين من اراضيهم، ومزارعهم، و ذلك إنتهاك جسيم لحقوق الإنسان، و مهدد للأمن، و السلم، و مبرر كافي يتيح للمجتمع الدولي التدخل المباشر لحماية هؤلاء، حسب المواثيق الدولية، لطالما غابت الدولة، و عجزت عن القيام بمهامها، و واجباتها تجاه مواطنيها.

للأسف إستغل البعض من افراد، او كيانات سياسية جهل الرجل، و تم توظيفه لأغراض لا علاقة لها بالثورة، و لا الدولة.

حاول الرجل، و المجلس العسكري بعد الثورة إحتواء احزاب "الفكة" و مطاريد النظام البائد، و حشد الإدارات الاهلية لفرض واقع علي الثورة، و الإنقلاب عليها بحكم القوة، و التوقعات الخاطئة، و لكن كانت إرادة الشعب هي الاقوى فكسرت هذا المخطط وهزمته هزيمة نكراء في ال30 من يونيو 2019. للأسف لا يزالون يسيرون في ذات الطريق الخطأ بعيداً عن الثورة، و اهدافها.

لو كان حول الرجل عُقلاء لنصحوه بأن لابد ان يخطو خطوات جادة في المبادرة لدمج هذه المليشيات في صفوف القوات المسلحة بشكل رسمي، و بناء مؤسسة عسكرية محترمة، لمواجهة إستحقاقات السلام السياسية، و الامنية، و التي لا يمكن ان تتحقق بدون ثقة، و صدق، و حسن نية.

لا يمكن للعالم ان يثق في دولة تُديرها مليشيات، و تتحكم في كل كبيرة، و صغيرة فيها، و إن فرض الواقع امر يتعلق بمصالح لها صلة بالامن كما شاهدنا دعم، و تحالف الغرب مع النظام البائد مستخدماً ذات المليشيات لمحاربة الإتجار بالبشر، و الهجرة الغير شرعية، و تجارة السلاح، و الإرهاب، و لا يمكن إعتبار ذلك مقياس للإستقرار الامني، بل حُكم لضرورة مرحلة قد يتجاوزها العالم سريعاً، ربما التداعيات الآن ستقلب المشهد رأساً علي عقب.

اعتقد تأخرنا كثيراً، و الآن بدأت الاصوات تعلوا لتعكس هذا الوضع المخيف مع غياب الدولة، و ضعفها في تحقيق الامن، و العدالة.

لذلك توجد مبررات منطقية للتدخل الدولي المباشر، و السريع في إقليم دارفور، و الذي لا يزال في ذاكرة العالم القريبة من حيث ابشع الإنتهاكات الإنسانية في هذا العصر، و يتحمل المجتمع الدولي عبء و تكاليف هذه المأساة اكثر من مليوني لاجئ، و نازح في معسكرات داخل، و خارج الاراضي السودانية، و المسؤولية الاخلاقية تكمن في تحقيق العدالة للضحايا الذين فاق عددهم الثلاثمائة الف قتيل.

اتمنى ان نتدارك الامر بشكل اسرع بمبادرات وطنية جادة، تجنب البلاد شبح الوصاية الدولية، و سيناريو التقسيم الذي، بات قاب قوسين او ادنى.

حفظ الله السودان، و شعبه