الفونيم .. اللغة .. والتوهم النَّحَوِي بقلم د.أمل الكردفاني

الفونيم .. اللغة .. والتوهم النَّحَوِي بقلم د.أمل الكردفاني


07-13-2020, 03:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594608874&rn=0


Post: #1
Title: الفونيم .. اللغة .. والتوهم النَّحَوِي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-13-2020, 03:54 AM

03:54 AM July, 12 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







ربما لن أضيف الكثير على ما كُتب في علوم اللغة، وربما لن أضيف أي شيء ،تقريباً، على آيدولوجيا اللغة بالمفهوم الخاص بي والمختلف عن مصدره.
كل ما في الأمر أنني قرأت مقالات سابقة لي ووجدت فيها أخطاءً لغوية، وفي الواقع أستطيع أن ابرر ذلك بتبريرات حقيقية، مثل صعوبة الكتابة على الجوال، وعدم مراجعتي لما أكتب، لأنني لا أكتب بهدف أكاديمي. ولكن هناك تبريرات آيدولوجية باتت تخطو خطوات حثيثة إلى داخلي الإدراكي. وهي تنهض كتمرد على الوصاية البيروقراطية على الفونيم، أو الصويت كعلامة. هناك ما هو أهم من تلك البيروقراطية، وهو التواصل. التواصل بما هو أوسع من التضييق الهبرماسي...التواصل، أي الاعتداد بالآخر كلازمة للخطاب. وهو الآخر الذي يجب أن يفهم ما تقوله بأبسط تدوين للعلامة.. إن إرسال كلمة حب، ورسمة قلب، لديهما نفس الدلالة، أي الدلالة العاطفية. عندما يكتب شاب لفتاة باللغة الإنجليزية:
I Love you..
ويقوم آخر بكتابتها على نحو مختلف:
I L❤ve you.
فهو يستخدم رمزاً حسياً بدلا عن حرف جامد (O). هو يعتقد -كما هي تعتقد- أن لهذا القلب ميزة إضافية، توضع في الإعتبار. لا تختلف عن ميزة وضع هذه العلامة ✍️ قبل إسم الكاتب. وكإضافة لوقو صغير كشعار لجامعة أو مؤسسة..لتكون علامة تجارية.
وفي أول ظهور للانترنت كان الشباب يكتبون اللغة العربية بحروف وأرقام اجنبية، مثلا كلمة أحبك تكون: o7buk.. الرقم سبعة بديلاً عن الحاء وكان من الصعب علي فهم تلك الطريقة في الكتابة وكانوا هم خبراء فيها. لقد كسروا بيروقراطية اللغة. أو كان ذلك بداية التمرد عليها، كما كان الشعر الحر تمرداً على الشعر الكلاسيكي. فربما سنعود -كما أسلفت في مقال سابق- إلى الهيروغليفية من جديد.
أصبحت أعاني من مشكلة التفريق بين حرف ال (ز) و (ذ) وهذه معاناة جديدة بالنسبة لي، فمن الواضح أننا نفقد الكثير من قدراتنا اللغوية كلما كبرنا في السن. ولكن..قد يكون سبب ذلك هو أننا نبدأ في تجاوز التجريد الذي اعتدنا على التعامل به مع اللغة وباقي الأشياء. نحن نتعامل مع الرقم واحد بتجريد عالي منزه، لكننا حينما نتجاوز التجريد المدرسي نقع في معضلة التساؤلات المتمردة..فهل هناك بالفعل ما يسمى برقم واحد. أليس النصف هو واحد عندما يتم إقتلاعه من توازيه مع أرقام أخرى. بحيث يكون الواحد مركباً وليس مصمتاً..وبالتالي فهو افتراض كلي في جملة أو تصور. وبخلاف ذلك يمكن أن يتفكك الجزء ليكون كلاً لباقي أجزائه.فيكون نصف الخشبة، خشبة واحدة، وربعها واحد كذلك إلى ما لا نهاية.
هكذا نفقد أريحية التجريد عندما نتعامل مع اللغة، وعلينا أن نبحث في القاموس عن الفرق بين حاز وحاذ لنجدهما قابلين لأن يترادفا فيسقط الإختلاف.
لا يمكن التحلل من البيروقراطية ولا احبذ ذلك، فأنا أطرح التمرد ولا أقبل به. إذ أكون شخصية مفهومية متبرأة مني أنا نفسي. كما يتبرأ كاتب الرواية من الأفكار الشريرة لأحد أبطال روايته.
هذه الشخصية المفهومية التي تستخدم لتمرير رسائل ما، سياسية أو دينية أو ثقافية، ليتحصن الكاتب وراءها من النقد.
(يتبع)

Get Outlook for Android