الإتفاق مع الجبهة الثورية! بقلم الطيب الزين

الإتفاق مع الجبهة الثورية! بقلم الطيب الزين


07-10-2020, 00:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594336617&rn=0


Post: #1
Title: الإتفاق مع الجبهة الثورية! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-10-2020, 00:16 AM

00:16 AM July, 09 2020

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




هل سيحقق السلام أم يؤجج الحرب..؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نذكر أن السلام هدف يتطلع إليه الشعب السوداني المغلوب على أمره، لاسيما ضحايا النظام البائد، من اللاجئين والمشردين.
السلام يعني لهؤلاء جميعا الأمن والإستقرار السياسي والتنمية الإقتصادية ومحاربة الفقر والبطالة والحد من غلاء الأسعار الذي لا يرحم لا كبير ولا صغير.
السلام بهذا المعنى، ما زال غائبا، ينتظره الشعب السوداني بفارق الصبر .
غياب السلام منذ إستقلال السودان وحتى الآن، يعود لغياب الرؤية الشاملة في جوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية لمفهوم السلام.
حكومة الصادق المهدي وقتها، قبل مجيء نظام الإنقاذ البائد، لم تك تتوفر على رؤية واضحة وشاملة للسلام، لذلك فشلت في التوصل إلى إتفاق سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق. الأمر الذي أدى إلى إستمرار مظاهر الأزمة السياسية والإقتصادية، مما سهل مهمة الكيزان في تنفيذ إنقلابهم المشؤوم على الديمقراطية في ١٩٨٩.!
نظام الإنقاذ البغيض برغم إنقلابه على الديمقراطية، وإرتكابه الجرائم والحماقات بحق الشعب السوداني، كان يدعي إنه جاء لإنقاذ الشعب السوداني، وأنه يعمل جاهدا من أجل تحقيق السلام.!
ولعلنا نذكر كم من إتفاقيات سلام وقعها مع الحركات التي رفعت السلاح، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة قرنق المعروفة (بإتفاقية نيفاشا) التي أدت إلى إنفصال الجنوب، لكن مع ذلك ظل السلام غائبا في الشمال والجنوب.!
إذن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الإتفاق المزمع توقيعه مع الجبهة الثورية خلال الأيام القليلة المقبلة، سيحقق السلام المنشود في أبعاده السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.. أم سيكون إتفاق لتقاسم الكيكة ..؟
وبالتالي تظل البلاد تسير في نفس الطريق الخاطئي الذي سارت فيه منذ الإستقلال.!
النهوض لا بتحقق الإ بالنقد البناء لإنتشال المجتمع والوطن من حالة العطالة والدوران في الحلقة المفرغة.!
الأزمة الوطنية حلها لا يتم بتقاسم المناصب، وإنما بالإتفاق على برنامج سياسي، وإقتصادي علمي واضح يحقق تطلعات الشعب السوداني المشروعة في حياة حرة كريمة.
للأسف، الإتفاق مع الجبهة الثورية، لا يعني تحقيق السلام في ابعاده التي اشرت إليها آنفا.
لأن هذه الأطراف المسماة بالجبهة الثورية، هي في الواقع غير متفقة حتى داخل تحالفها المسمى بتحالف نداء السودان.!
الذي يضم في داخله حزب الأمة، وحزب المؤتمر السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، الذي إنقسم لاحقا إلى جناحين.!
جناح بقيادة عبد العزيز الحلو، خارج إطار الجبهة الثورية الآن، وآخر بقيادة مالك عقار وياسر عرمان.! وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم المقرب من حزب المؤتمر الشعبي بقيادة علي الحاج.! وحركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، الذي يقال أنه قد إنشق، أو نأى بنفسه وحركته، عن الجبهة الثورية، وعن مفاوضات جوبا برمتها.! وحزب البعث السوداني بقيادة يحى حسين.!
كما ذكرت في مقدمة المقال السلام هدف مركزي، يتطلع إليه الشعب السوداني.
لكن ما حدث، للأسف الشديد لا يحقق تلك التطلعات المشروعة.!
السبب هو غياب المشروع الوطني، الذي يغلب مهمة بناء الدولة السودانية الحديثة، على غيرها من أجندة.!
بناء السودان الجديد، وتحقيق الإستقرار فيه، لا يتحقق بهكذا تسويات.!
وإنما بعقد المؤتمر الدستوري، كأولوية لتقنين مفهوم المواطنة والحقوق والواجبات وبناء دولة المؤسسات والقانون.!
وليس تسويات وترضيات زائفة، لأزمة حقيقية عمرها ستة عقود، وأكثر.!
الطيب الزين