رئيس البلاد قد أوجد حبلاً ملزماً حول رقبته !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

رئيس البلاد قد أوجد حبلاً ملزماً حول رقبته !!

لما ضاقت الدوائر وتعالت الصيحات وعد السيد عبد الله حمدوك الشعب السوداني بأنه سوف يتخذ قرارات هامة وكبيرة للغاية خلال أسبوعين من الزمان .. وتلك الوعود والالتزامات قد مثلت كابحاً مؤقتاً لثورة عارمة كانت وشيكة في البلاد .. والكل يعلم جيداً أن مجرد الوعود بالتباشير كالعادة لا يفيد هذه المرة .. لأن الأحوال قد بلغت المدى ولا تتحمل المزيد من الصبر والانتظار .. وتلك الفترة التي حددها رئيس البلاد قد مضى جلها ولم يتبق منها إلا القليل من الأيام .. ومن العجيب أن رئيس البلاد هو الذي حدد بنفسه تلك الفترة الوجيزة الضيقة !.. وكان في إمكانه أن يوجد السعة لنفسه ولحكومته .. وأن يحدد فترة شهر أو شهرين ( مثلاً ) !.. وذلك حتى يوجد لنفسه تلك السانحة الكافية .. ولكنه قد امتطى حصان الهاشمية وأفرط في الوعود ثم ضيق على نفسه وعلى حكومته بتلك الفترة الوجيزة المحددة .. وعليه قد ألزم نفسه وحكومته بأمر ما كان يلتزم !! .. وتلك الهاشمية تعد من أغرب الممارسات في عالم السياسة ! .. وأهل السياسة يقولون : تحديد الإشارات والخطوات وارد في عالم السياسة .. والتلويح بالقرارات الخطيرة وارد في عالم السياسة .. والإيحاءات لتهدئة النفوس واردة في عالم السياسة .. ولكن الشيء المفرط في عالم السياسة هو ذلك التحديد بالأيام والساعات .. لأن ذلك يعد إسرافاً وإفراطاً يلزم عند اللزوم .. وعليه فإن الساسة الدهاقنة لا يقيدون أنفسهم بالأيام والساعات .. وخاصة حين يتعلق الأمر باتخاذ قرارات خطيرة .. لأن مثل ذلك التحديد يفرض الالتزام في نفس الموعد والزمان .. وذلك التحديد في عرف الشعوب يعني التوصل للحلول بعد طول الانتظار .. تلك الحلول التي لا تقبل التراجع أو المزيد من الانتظار .. ومجرد تحديد ساعة الصفر لإعلان النتائج أمر يستوجب الوفاء والالتزام في عالم السياسة .. وخاصة في حال التعامل مع تلك الشعوب الثائرة المضطربة .

في هذه الأيام الشعب السوداني ينتظر تلك القرارات الخطيرة التي وعد بها رئيس البلاد على أحر من الجمر .. وهي تلك القرارات المصيرية التي تهم الأمة السودانية .. تلك الأمة المغلوبة على أمرها ،، والتي تعاني الكثير والكثير من تلك الأزمات الاقتصادية الخانقة .. بجانب تلك القضايا النوعية والمفصلية الشائكة .. بجانب تلك القضايا الاجتماعية المعقدة .. وهي تلك الأزمات والقضايا التي حركت الأمة يوم 30 يونيو .. والمعروف للعالم أجمع أن تلك الأمة قد تحملت وصبرت لأكثر من ثلاثين عاماً وبعد ذلك انفجرت كالبركان الثائر .. وبعد ذلك تحملت وصبرت لأكثر من عام وشهور ثم تحركت من جديد .. ولكن تصدى لها ذلك الرئيس للبلاد ووعد الأمة السودانية بالخلاص خلال أسبوعين من الزمان !.. ووعد بأنه سوف يتخذ من القرارات الشجاعة والخطوات الهامة والخطيرة خلال أسبوعين .. وأنه سوف يستجيب لكافة مطالب الأمة السودانية .. وعند ذلك تراجع الشعب السوداني ولسان حاله يقول : ( لقد صبرنا وتحملنا لأكثر من واحد وثلاثين عاماً في أتون الجحيم والويلات ،، أفلا نستطيع أن نصبر لأسبوعين من الزمان ؟؟؟؟ ) .. وعليه فإن ذلك الرئيس للبلاد على موعد حازم وجازم مع الشعب السوداني .. ذلك الشعب الذي ينتظر تلك القرارات المصيرية الشجاعة الكبيرة التي تواكب طموحات الانتفاضة الثالثة في البلاد .. وفي مفهوم الشعب السوداني فإن ( ساعة الصفر ) قد دنا موعدها فليكن ذلك الرئيس بمقدار ذلك الحدث الكبير المؤمل المتوقع .

رئيس البلاد !!!
---------------------------
من هو رئيس البلاد يا صاحب؟

الأخ الفاضل / Hassan Farah
لكم خالص التحيات وللقراء الأفاضل

شكراً على تلك المداخلة اللطيفة ..
أخي الفاضل لا نريد العودة لتلك الشكليات والمسميات التي أضاعت حقوق الشعب السوداني لأكثر من ستين عاماً .. وهي تلك الشكليات والمسميات التي أعطت هؤلاء وهؤلاء السانحة ليتهربوا عن تلك المسئوليات الملقية على عواتقهم .. وكثرة الرؤساء والقادة والمسميات في الساحات السودانية هي من أمراض هذا الوطن .. ولذلك فإن الشعب السوداني لا يعرف حالياً إلا رئيساً واحداً لهذه البلاد ,, وهو ذلك الرئيس الذي تحت إمرته تلك الوزارات التي تهتم بشئون الشعب السوداني .. أما خلاف ذلك من تلك المسميات في الساحة السياسية السودانية فلا يهم الشعب السوداني كثيراً ،، فتلك المسميات الأخرى ليست لها علاقة مباشرة بمعيشة الإنسان السوداني .. ولذلك فإن رئيس البلاد هو ذلك الرئيس الذي يتعامل مباشرة مع الشعب السوداني .. واسم ذلك الرئيس الذي تسأل عنه يتواجد في افتتاحية المقال حتى ذلك الجد الثالث .. ولا يحتاج الأمر لمثل ذلك السؤال يا أخي الفاضل Hassan Farah .

أما أن يكون ذلك الرجل هو رئيس البلاد أو أن يكون هو رئيس الوزراء فتلك هي الشكليات الوهمية التي أهدرت وتهدر حقوق الشعب السوداني في كل السنوات .. ذلك أولاً : وثانياً لا يوجد رئيس آخر في البلاد خاطب الشعب السوداني قبل أيام ووعد بإصدار تلك القرارات الهامة الكبيرة خلال خمسة عشر يوماً .. ويا أخي الفاضل Hassan Farah قد يجوز التشكك في مصداقية تلك الوعود من ذلك الرجل ،، ولكن لا يجوز التشكك في لقب ووظيفة صاحب الاسم !!.

ونكرر الشكر على تلك المداخلة

ولكم خالص التحيات