أقيلوا هؤلاء الوزراء بقلم إسماعيل عبد الله

أقيلوا هؤلاء الوزراء بقلم إسماعيل عبد الله


07-07-2020, 11:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594162262&rn=0


Post: #1
Title: أقيلوا هؤلاء الوزراء بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 07-07-2020, 11:51 PM

11:51 PM July, 07 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر





لقد صاحب عملية التشكيل الوزاري للحكومة الإنتقالية منذ البداية سوء في التقدير والأختيار
لبعض الوزراء، وذلك بسبب تنازل حمدوك عن معياره الصارم الذي أعلن عنه عندما وطأت قدماه ثرى السودان، وهو في عنفوان الروح المشبعة بآمال وطموحات الشباب الذي اقتلع واحدة من أشهر الدكتاتوريات في أفريقيا، عندما أشار إلى أنه لن يقبل أي مرشح لا يستوفي الشروط، لكن وبعد
مخرجات تشكيل حكومته وضح للناس أن هنالك واقع ما اصطدم به الرجل الطموح، وهو ثقافة الشلليات التي تصاحب الأنسان السوداني في حله وترحاله، المبنية على قاعدة بسيطة تقول:(زولي وزولك وصاحبي وصاحبك وقريبي وقريبك).

ألوزارة ذات الحساسية العالية والدور الفاعل في إخراج السودان من القوائم السوداء، هي أولى
الوزارات التي نُكبت بيد (قحت) التي لها القدح المعلى في ترشيح الوزراء، فقوى إعلان الحرية والتغيير لم توفق في تقدير هذه الحقيبة الوزارية وتثمين المهام الجسام والعظام المنوطة بها، التي تكاد تكون بذات أهمية وزارات الدفاع والأمن القومي وربما أكثر، فالتركة التي
خلفها البائدون في محيط العلاقات الخارجية ثقيلة ثقل تنوء بحمله السفن العملاقة وحاملات الطائرات، فالدكتاتور و حاشيته لم يجدوا قولاً ولا فعلاً شائناً إلا ووصموا به البلاد و شوهوا به سمعتها، لذا واجب على لجنة الأخيار القحتاوية أن تتحلى بالوطنية في اختيار الرجل
المناسب والمرأة المناسبة لأداء هذه المهمة الصعيبة.

ألتجارة والصناعة هما عصب الأقتصاد الوطني وما وزراة المالية إلا رقيب و حسيب و مدقق ومخطط،
فالتجارة عوالم وميادين فسيحة تتعارك حولها إمبراطوريات المال والأعمال في العالم، وهذه الإمبراطوريات جندت كل أجهزة دولها لتقوم بواجب الدفاع وحماية مصالحها ووسائلها التجارية حول الكوكب الأخضر، وهي مرتبطة ارتباط وثيق بالتصنيع والأنتاج و تحسين وضع الميزان التجاري،
مهمة عظيمة كهذه لا يمكن أن تسند إلى رجل عديم الخبرة ويفتقر إلى التجربة في المجالين، هذا الرجل حصر همه في الخبز والمخابز ونسى دوره الكبير في حضور الفعاليات التجارية العالمية، ولم يسع منذ تعيينه لابتدار تفاهمات إقليمية ودولية لتطوير الصناعة وعقد شراكات مجدية
ومفيدة، بل ظل يدور ويصول ويجول ما بين مطالبات لجان المقاومة وافتتاح مسلخ الكدرو.

الإعلام هو المكنسة التي تنظف وتطهر صورة الوطن من دنس الشوائب ومتعلقات النظام البائد التي
نخرت في وجدان شعبنا في الداخل، و زيفت الحقيقة لشعوب العالم من حولنا، فألصقت بمخيلتها صورة لنا مخجلة لا يتشرف أحد منا بها، وأما ثقافات الشعوب السودانية وفلكلورها الشعبي فهي بحاجة إلى تفعيل وإزاحة ونفض للغبار الذي علق بها طيلة فترات الحكم السابقة، فليس من المناسب
أن يصبح الوزير المعني بهذه الواجبات المحورية مجرد ناطق رسمي باسم مجلس الوزراء، فأن يتفرغ وزير الثقافة والإعلام لتلاوة مخرجات كل اجتماعات الجهاز التنفيذي لهو السبهللية والعشوائية بعينها، ما يقع على عاتق المسئول الأول عن الإعلام والثقافة في البلاد هو التفرغ
الكامل لرسم موجهات الرسالة الإعلامية للثورة وتنزيلها إلى الهيئات والجمعيات والاتحادات الواقعة تحت الظل الإداري لوزارة الثقافة والإعلام.

وزراة ألشباب والرياضة المعنية بأنشطة الأندية والاتحادات والفعاليات والدورات والمنافسات
الداخلية والخارجية، لا تنسجم صورتها التقليدية في ذهنية كل سوداني مع وجود أنثى على قمة هرم مثل هذه الوزارة التي تعتبر ذكورية من الطراز الأول، هذا ليس انتقاصاً من حق الإناث في ولوج هذا الباب مع بزوغ فجر الثورة الديسمبرية المجيدة، لكن لابد من الوضع في الأعتبار
خصيصة الثقافة السودانية الصريحة والواضحة التي تدور حول محيط (الكورة) وما يصاحبها من خشونة في القول والفعل، فمنذ تعيين وزيرة الرياضة لم نشهد لها إنجازاً سوى إبراز عضلاتها الوزارية والسلطوية الجديدة على ذلك الشرطي المسكين الذي كان يؤدي واجبه المهني اليومي، ومزاحمتها
غير المسببة لوزير الصحة في منبره اليومي الذي اعتاد أن يقدم عبره آخر المعلومات عن تطورات جائحة كورونا.

ألشرارة التي انطلقت مجدداً في الثلاين من يونيو قبل اسبوع، تحتم على لجنة الأخيار القحتاوية
أن تقيل الوزراء الذين لم يكونوا بحجم تحدي الدماء التي أريقت في سبيل وصولهم إلى هذه المواقع الدستورية، فالتضحيات المبذولة من الثوار لا تتسامح مع الذين يعتقدون أن وجودهم في مرحلة الانتقال عبارة عن نزهة، فالثورة لونها أحمر قاني كلون هذه الدماء و طعمها مر مرارة
الحنظل، لذلك على الذين يبحثون عن أشجار اللبخ الظليلة لكي يتفيئوا ظلالها أن يسعوا إلى ذلك بعيداً عن هذه الشعارات الحمراء المنذرة بالخطر الداهم لكل الذين لا يبالون.


إسماعيل عبد الله

[email protected]