جكسا في الميدان لكي لا أرمى بالحجارة بقلم عواطف عبداللطيف

جكسا في الميدان لكي لا أرمى بالحجارة بقلم عواطف عبداللطيف


07-06-2020, 06:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594056451&rn=0


Post: #1
Title: جكسا في الميدان لكي لا أرمى بالحجارة بقلم عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 07-06-2020, 06:27 PM

06:27 PM July, 06 2020

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر





التقيت بالرقم الكروي وبدايات لمعانه بطاولة عشاء بفندق آراك حينما كانت الخرطوم تتزين وتتجمل وبين حناياها شيء من الالق أرتسم ملامح أنسانها ... أوجعني قلبي حينما تداولت صورة لهذا الهرم بمواقع التواصل الاجتماعي " بالعراقي البلدي وجوار الباب " وكأن الامكنة ضاقت وانعدمت الزهور والورد لالتقاط صور تذكارية لنجم له عشاقه ومحبيه فاذا به يبث اعتذارا رقيقا لعشاقه وعتاب لطيف لمن شاه صورته ...
مع التدفق المعلوماتي وامتلاك الكل للاجهزة الذكية تكسرت حواجز الخصوصية ودخلت العدسات لبيوتنا وصحن ملاحنا وفتات خبزنا وشاطرنا الكثيرون جنون هذه الآلة شديدة الذكاء الممتع والشهي والكنوز التراثية التي كادت تدفن وليس أبلغ من ضروراتها لملحمة ثورة ديسمبر بكل جمالياتها والقها واوجاعها ومواجعها والتي هي الان من أهم الوثائق للمحاكمات والمراجعات هذا علي المستوى العام
أما علي المستوى الخاص فقد اختلط علي الكثيرين الامر وتحرك نفر من الناشطين مندفعين بالعاطفة سعيا لرفع الضيم والوجع عن مبدعينا اللذين جار عليهم الزمان فنشروا صورا لتقديم الدعم المادي والعلاجي لهم و فات عليهم نشر صورا لا تجرح كرامتهم وتشوه تاريخهم وألقهم أما كان الاجدر نشر صورة للمبدع المغني أبو عبيدة حسن بشيء من تشذيب لحيته وشعر رأسه وهندسة لحافه المهتري ..أما كان الامثل لمقدم برنامج بنك الثواب وضع المساعدات النقدية داخل مظروف او كيس هدايا حفظا لكرامة الموجوع هذا علي سبيل المثال لا الحصر لماذا ننزع الجماليات من عدسات كاميراتنا ولا نجمل موروثاتنا ونحتفي بحبوباتنا قبل نشر صورهن " أشعث أغبر " العام ١٩٩٤ انتحر المصور الجنوب افريقي كيفين كارتر الحائز علي جائزة بوليتز العالمية عن لقطة لطفلة جائعة عارية كاد النسر ان يلتهمها فأنبه ضميره لأن دوره لانقاذ حياتها وستر جسدها العاري لم يكن بنفس حماسه لالتقاط الصورة وبثها .
قبل مدة وجدت صورة لشقيقتي تحتضن أبنها المهاجر بمحبة وعاطفة صادقة وبتتبعها كان هو ناشرها دون مراعاة لهندامها المنزلي وتسريح مسايرها ولملمت أطرافها ..أستاذ جامعي بث صورته وهو يتمدد بعنقريب هبابي مفترشا عروق اللوبيا والبرسيم كإيحاء لقريته وصديق آخر بث صورته وهو محكر وجبة قراصة بالملوحة التي تسيل لها اللعاب في صحن "مطرقع "أكل عليه الدهر وشرب في حين كان يستطيع ان يحسن اختيار ادوات وطريقة تقديم الأكلات الشعبية فالمراة السودانية عرفت صحن "الباشري " وكورية رمضان كريم وكباية "عثمان حسين" قبل ان تتحرر كثيرا من دول العالم حولنا و " بترينتها " تضيق بقدح الضيفان وطبق جريد النخيل التراثي الملون الذي تغطي به امهاتنا الماكولات صحي وانيق حتى " الكيزان " وإن عافتهم المجالس وفارق دربهم الخلان تجلى وتلمع فتقطع العطش من زير فخاري معتق .
احدهم مغرم ومحب لوالدته نبع الحنان يبث صورها ويغيب عنه أن عدم اعتناءه بلملمة مسايرها وتهذيب أظافرها وستر أطراف ساقها يطمس هذا الجمال وهو بذلك يسجل ما ينتقص من حق الغاليه وعدم إهتمامه باناقتها وفق متغيرات الازمنة والامكنة فعاطفة الامومة تخصه وصورتها التي اباحها للغاشي والماشي توجب عليه ان يفرق بين الصور العائلية الخاصة و المباحة والمتاحة للاخرين.. أحدهم بث جلسة أنس أسرية طاعمة بدندنة العود بغرفة شاعر معروف ممدد علي فراش المرض عاري الصدر وحين طلبت منه سحبها لخصوصيتها الواضحة رد " ليس بها ما يخدش الحياء "
ان الزيارات التي يقوم بها نفر من المثقفين لتفقد المبدعين ومن جار عليهم الزمان وخط الشيب علاماته بين وجنتيهم بقليل من الاجتهاد يمكن ان يقدموا هذه الشخصيات وبما يحفظ كرامتها ودون تشويه لوهجها كصورة الأسطورة جكسا والذي حسم الامر وشجعني علي كتابة ما ظل يجول بخاطري لكي لا ارمى بالحجارة وقناعتي ليس بالضرورة ان نحرك المشاعر ونطلب المساندة والمساعدة بلقطات كئيبة مستعرضين ما فعله الزمان من أفاعيله ... هؤلاء الناشطين يعتمرون الجلباب ناصع البياض والعمائم المطرزة الزاهية ويبثون صور مزرية تنتقص من اهدافهم النبيلة فقبل أن يحضوا الاخرين نقترح عليهم اهداء هذا او ذلك شيء يليق به قبل تصويره حافيا عاريا ... ولا نعتقد ان من يتابع حركة الكواكب وتجلياتها يفوت عليه التمييز بين القمر في كماله وحين ظلمته وإنحساره ...بثوا التفاؤل وانثروا الورود والجمال وابتعدوا من البطولات التي تجرح المشاعر الانسانية ..شابة ذكية استدعت الكنداكة في أبهي صورها فأشعلت المشاعر ورسخت لتراث سوداني عريق وجميل في الرزنامة العالمية .
عواطف عبداللطيف
اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
[email protected]