نيرتتي لوحة اخرى في جدار الثورة بقلم خليل محمد سليمان

06:10 PM July, 05 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

قال إيليا ابو ماضي:

والذي نفسه بغير جمال.. لا يرى في الوجود شيئاً جميلا

جمال الشعب السوداني تأطر داخل لوحة ديسمبر الرائعة، التي زانت جدران الوطن المثقل برهق الحروب العبثية، و الفقر، و الجهل، و المرض، الذي فرضته إرادة شيطانية مشوهة خاب مسعاها.

من جمال هذه الثورة انها كسرت هيمنة المركز الحصرية، حتي في الثورات، فكانت الخرطوم هي التي تثور في حدود ازقتها، و حواريها النخبوية، ثم تنتفض، و تتبدل المراكز، و تتبدد الاحلام وِعوداً ينثرها اثير ام درمان.

ديسمبر المجيدة جاءت بهتاف التحرير من الريف، و البوادي و القرى " الهامش العريض" بأن يا خرطوم قد تعافينا، و ها نحن نهتف حرية سلام و عدالة، من تحت وطأة الحرب، و الفقر، و الجوع، و الفاقة.

إعتصام نيرتتي هو ذات لوحة القيادة في جغرافيا اخرى، و الرسالة ان هذا الجسد الواحد تتداعى اطرافه، و تتقد بالثورة إن تعثر المسير!

نصرة نيرتتي لا ان نقطع المسافات، و نشد الرحال، و الاسفار، بل اينما كنت فارض السودان نيرتتي" خضراء" فأقم، و اعتصم، حيث انت، فأرضه طهوراً وقبلة، فولي وجهك ان حرية سلام و عدالة.

ثورة ديسمبر كتاب تحوي صفحاته دروس، و عِبر غاية في الروعة، و الجمال، في السياسة رياسة، و كياسة، تنشد السلام و العدالة، في الحب " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور" في الإقتصاد "عندك خت ما عندك شيل" قومة عز تهز، و ترز.

من بعينه قذى لا يمكن ان يرى جمال، و بهاء المشهد، و قد توحد السودان، فكان الوجدان، إعتصام القيادة هو العنوان، و سيظل نبتة خضراء تتفتق في كل شبر من ارض السودان العظيم.

ثورة ديسمبر ماضية الي غاياتها برغم تعثر المسير، فهي ثورة الحقوق المدنية التي ستغيّر وجه التاريخ رضى من رضى، و ابى من ابى.

نيرتتي العظيمة لوحة مشرقة في جدار الثورة، و إحدى صفحات كتاب ثورتنا المباركة، حفظ الله اهلنا في دارفور الحبيبة، و كل ربوع السودان.