Post: #1
Title: خليكم من أكرم وأسألوا الحكومة بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 07-03-2020, 05:55 PM
05:55 PM July, 03 2020 سودانيز اون لاين كمال الهدي-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
. الدكتور أكرم أحد أكثر وزراء الحكومة الإنتقالية تعرضاً للنقد بالرغم من بداياته المُبشرة.
. كم تمنينا وتطلعلنا ليوم نكف فيه عن تقديس الأفراد ونحاسب كل مسئول وفقاً لما يقوم به من عمل لا ما يقوله.
. لكن المؤسف أن البعض بنقدهم المتكرر للدكتور أكرم يصرون على الطعن في ضل الفيل.
. عندما يتعلق الأمر برئيس الحكومة فالشكر واجب.
. أما مع ذكر أكرم فلابد من توجيه أقسى عبارات اللوم والعتاب.
. وهذا وضع لا يستقيم بالنظر للظروف الإستثنائية لجائحة الكورونا.
. فهذا الوباء أكبر من عشرين أكرم.
. وهي قضية كل الدولة لا وزارة الصحة أو الوزير وحده.
. ولو كان هناك إتفاق وقرارات حكومية لمواجهة هذا الوباء فلابد أن يلتزم بها أكرم أو غيره من الوزراء.
. ظهور وزير الصحة في الشارع يوم الثلاثين من يونيو كان حدثاً مستغرباً لذلك واجهه الكثيرون بنقد لاذع ومطالبات بإستقالته.
. شخصياً إشتبهت فيما رأيته لذلك إنتظرت توضيحاً من وزارة الصحة.
. لم تصدر الوزارة بياناً كما كان متوقعاً، لكن قدم الوزير بنفسه توضيحاً عبر مقطع فيديو قصير.
. التوضيح وضعنا أمام أمر جديد هو ضعف التنسيق وإنعدام النظام في عمل هذه الحكومة.
. فعندما يقول الوزير أنه كان بصدد التوجه لحفل إفتتاح مركز في الثلاثين من يوليو فلابد أن نسأل: لماذا تصادف الإفتتاح مع يوم معروف مسبقاً أنه لن يكون يوماً عادياً!
. كما أن حديث الدكتور أكرم عن الدعوة المتأخرة وعدم القدرة على الإعتذار لضيق الوقت يضيف الكثير للفوضى وضعف التنسيق.
. لا أتفق مع من قالوا أن أكرم وزير حزب وليس وزيراً لكل السودانيين.
. فالرجل ليس معنياً بالمال أو التجارة أو الإستثمار حتى يخدم حزبه، بل هو (متورط) في قطاع خدمي يعاني من معوقات لا تحصى ولا تعد.
. وهو لم يتقاعس عن حسم كيزان وزارته أو يسكت عن تخريبهم كما يفعل وزراء آخرون في هذه الحكومة.
. ربما يكون لإعتماده علي مجموعة محددة مبرراً هو الحرب التي يخوضها ضده الكثير من أصحاب المصلحة.
. لهذا أقول الخطأ خطأ حكومة حمدوك بأكملها وليس شخصياً كما يفترض بعضنا.
. الأمور تحتاج لحسم وجدية أكثر.
. لكن المؤسف أن الحكومة تكتفي بمعسول الكلام والوعود في الكثير من المناسبات.
. وإلا فما معنى قولهم بعد الثلاثين من يونيو بإن الرسالة وصلت!!
. الرسالة التي عناها وزير الإعلام هي بعض أهم شعارات الثورة التي أتت بحكومتهم، فليس منطقياً أن يحدثوننا بعد عام كامل بأنها وصلت.
. طيب لما كنتم تترددون على القيادة أيام الإعتصام يا فيصل عن ماذا كنتم تبحثون!!
. يبدو أنكم لم تتعلموا من الدرس الذي قدمه الثوار في الثلاثين من يونيو، طالما أنكم تصرون على كسب الوقت وطمأنة الناس.
. المتوقع بعد الثلاثين من يونيو هو القرارات الفورية والجادة، لا المزيد من الوعود والمصفوفات.
. مرت ثلاثة أيام ولم تتم إقالة مدير عام الشرطة مثلاً، فما جدوى وصول الرسالة!!
. نسمع حديثاً عن عزم والي الخرطوم على طرح خبز تجاري، فما علاقة مثل هذه القرارات برسالة الثوار التي وصلت!!
. لو أراد الثوار خبز تجاري وكلام رفاهية في غير محله لأبقوا على المخلوع وطلبوا منه إعادة عبد الرحيم حمدي للوزارة.
. أقولها بصراحة أنني لم أشعر بالراحة منذ اليوم الذي رشح فيه إسم دكتور البدوي كوزير محتمل للمالية، بالنظر لسنوات عمله الطويلة بالبنك الدولي.
. وقد طمأنني حينها خبير إقتصادي بأن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتبنى البدوي سياسات البنك الدولي.
. وخوفي أن ننجر رويداً رويدا إلى ما لا تُحمد عقباه.
. يعيد ويكرر الكثيرون أن التعويل الكامل على الخارج لن يحل مشاكلنا، بل سيعقدها أكثر.
. ودونكم ما يجري في لبنان حالياً.
. فقد عانى هذا البلد من إنهيار كامل.
. وبالرغم من تدخلات إيران فيه عبر حزب الله لتقديم بعض الحلول الإقتصادية، إلا أن المجتمع الدولي (المُعادي) لإيران ما زال يتفرج على اللبنانيين.
. ورأيي أننا لو تعاملنا مع (الكل) وتأملنا حال حكومتنا كوحدة متكاملة لكان ذلك أفضل من التركيز على أخطاء دكتور أكرم.
. هو ليس ملاكاً ولا مقدساً، لكن بعد أن توفر له حكومته اللازم وتوقف المافيا عند حدها يحق لنا أن نحاسبه حساباً عسيراً.
. أما أن يتقاعس وزراء وزارات أهم ويتوانى دكتور حمدوك في أمور كثيرة لنصب نحن جام غضبنا على أكرم فهذا ظلم.
. بدلاً من إهدار وقتنا في التندر على (قفص) أنس عمر يتوجب أن نسأل حكومتنا: لماذا ظل هذا المجرم طليقاً حتى هذا اليوم!!
. فيديو واحد مما سُجل له كان كافياً للإلقاء به وراء القضبان، فما الذي منع ذلك!!
. وبعد أن (وصلت الرسالة) ووجدت حكومة حمدوك دعماً خارجياً وداخلياً غير مسبوق، ما الذي يمنع من محاكمة من يقبعون بكوبر منذ أشهر طويلة!!
. وما الذي يعيق تطهير الكثير من المؤسسات الحيوية مثل الطيران المدني!!
. العساكر!!
. طيب قول يا حمدوك عشان الشعب ده يتصرف.
. يكفي زخم الثلاثين من يونيو (الأصل) الذي أضاعه بعض قادة الحراك سدىً.
. ولا أعتقد أن لدي شعبنا أي إستعداد لإضاعة ما حققته مسيرات الثلاثين من يونيو الأخيرة.
|
|