هل ثمة إنتقال سلبي من التجمع إلى اللجان؟؟؟؟؟ بقلم زهير تاج السر

03:39 PM July, 03 2020

سودانيز اون لاين
زهير تاج السر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

(هل تنتقل عدوى الخلاف من تجمع المهنيين إلى لجان المقاومة؟؟؟)


(مسكينة المحبة بتمشي لناس مابتقدر)





▪️في ظل الأجواء الإستبدادية والعهود الديكتاتورية لاصوت يعلو فوق صوت ضرورة إسقاطها ولاحركة نضالية تعمل على هدف آخر غير نشر الوعي المستنير وحشد الطاقات من أجل إنهاء الأحادية، فكان الكل في حالة جهد مبذول ،وسعي متواصل لاينقطع من أجل إنجاز المأمول وتحقيق الهدف الكلي الذي سعى لتحقيقه الجميع،دون الدخول في تفاصيل مابعد إنجاز الهدف ولا الكيفية التي يمكن بها إدارة إختلاف وجهات النظر.


▪️هل أسرفنا في الأماني بإعتقادنا أننا قمنا بقراءة تاريخنا قراءة نقدية سليمة وإستفدنا من تجارب الماضي، وان هناك تجربة جديدة تشكلت مختلفة عن تجربة جبهة الهئيات التي أنجزت ثورة أكتوبر 1964م ثم ضاعت الفكرة نتيجة للخلاف ، واننا ام تحدي جديد سنعبره ولن نقع في فخ تجربة التجمع النقابي 1985م فتعلقت اشواقنا وآمالنا بتجمع المهنيين السودانيين 2018م ، ليؤسس لتجربة جديدة تنتقل عبر إرادة قوية لآفاق جديدة مختلفة شكلا وموضوعا عن التجارب السابقة.

▪️ أتت الرياح بما لم تشتهي السفن، وتأبى التجربة إلا أن تؤكد أن الفشل دائرة جهنمية مرتبطة بنا لايمكن الخروج او الفكاك منها، بالرغم من إنبهار الأجيال الشابة بذلك النداء المجهول بالنسبة لهم من تجمع المهنيين نداءا لبناء المستقبل وهزيمة المستحيل ودك حصون الإستبداد وهزيمة الأحادية وتجاوز عقود الإحباط والفشل فلبوا نداءاته ضبطا على إيقاع الثورة على الساعة الواحدة ظهرا إلى أن حدث ماحدث وكتبت بداية عهد جديد ، وكان العشم أن تستمر المسيرة الكفاحية بذات النهج والعزم والإرادة والتحدي

▪️تأبى (جرثومة الفشل) إلا وأن تصيب الكيان( الأمل) وتصر النخب السودانية على إعادة إنتاج أزمتها من جديد ، ليتحول إختلاف وجهات النظر لخلاف يعصف بحلمنا الجميل ويهديه لسلسلة المآسى المتكررة في حياتنا السياسية السودانية،اي بؤس هذا الذي صنعتموه ، وأي مثال سئ تضربونه لأجيال وثقت فيكم سلمتكم الوطن ومستقبله لاتدرون انتم اي مشاعر سلبية تغذونهم بها الآن وأي إحباط انتم تحدثونه.

▪️أما كان حري بكم ؟؟أن تديروا إختلافكم بحكمة وان تحافظوا على شعرة معاوية بينكم وبين الثوار الذين قدموا لكم شيكا على بياض ماتخلفوا يوما عن نداء ولاخذلوكم !! أتكافئونهم بهذا التشظي والتشتت وضيق الأفق وبهذه السرعة ،، ألم يعلقوا عليكم آمالا عراض ؟؟لتمضوا بهم نحو فجر جديد وصباح مشرق، لقد اضعتم دخول التاريخ من أوسع الأبواب بعدم إتجاهكم نحو تأسيس النقابات بشكل ديمقراطي سليم وعملتم على وجودها فاعلة وقوية وممثلة لتطلعات منسوبيها ، ولعمري لكانت اكبر مساهمة في تحقيق الإنتقال الديمقراطي والدفاع عنه بصورة شرعية.

▪️لكنكم إتخذتم لجان تسيير بديلا للنقابات المهنية المنتخبة خوفا من عودة الكيزان كما تدعون !!! لن يعود الكيزان مرة أخرى لحكم السودان ،، أأنتم جالسون في ابراج عاجية ؟؟ حتى لاتدركوا هذه الحقيقة ام أنه تبرير لإستمرار لجان التسيير بوضعها الحالي إن كان الأمر هكذا تكرسون لنهج غير سليم وتمارسون سلوكا بإسم الشرعية الثورية التي اسهمتم في إضاعتها بالتوقيع على الوثيقة المعيبة

▪️دون الخوض في تفاصيل الصراع أو تجريم جهة أو أخرى أو بالإجابة على كيف ؟؟ ولماذا ؟؟ وإلى أين ؟؟ أن ماحدث مرفوض كليا ، وستساهمون بشكل مباشر في وأد الفترة الإنتقالية بصراع وهمي ومحاصصات حقيرة لم تجلب لنا سوى التقهقر والضعضعة، أرضا سلاح ايها السادة وإهانة لثورتنا ماتمارسونه من خلاف مؤذي ومن تخوين وتجريم يارفاق الأمس ألم تجدوا في تلك الرفقة مايشفع لأن تديروا الخلاف وتخرجوا بمايريده شعبنا منكم بإصطفافكم في خندق واحد ،،، لقد بارح الرماة الجبل وستحصدون نتيجة ماكسبت أيديكم وتعضون بنان الندم ، ولكن مايحزن أن تقتلوا حلم شعبنا الجميل وتسلبونه الفرح الجميل.

▪️ بكل أسف كل المؤشرات الحالية تشير إلى أن هذا الخلاف ستكون له أبعاد وإمتدادات تلقي بظلالها السالبة على المشهد الكلي ، وان جرثومته معدية وإنتقالها وشيك إلى أطر أخرى غير الإطار الذي إنفجرت فيه، مالم يحتكم الناس لصوت العقل وينشدون الحكمة،، ومالم تتحصن لجان المقاومة وتقوم بعمل كل الإجراءات الطبية الإحترازية وإستخدام المعقمات مايحول دون أن تصاب بالتشظي والإنقسام والخلاف نتيجة للمحاصصات والإصطفاف الذي سيوردنا التهلكة عاجلا أو آجلا.وحينها تصبحون كمن جاعوا فأكلوا أصنام العجوة التي صنعوها بايديهم.

▪️كل الخوف والخشية أن تدخل لجان المقاومة في هذا النفق المظلم (التسييس) فهو غير مطلوب إطلاقا ولانتمناه فهو يعني إنهيار خط الدفاع الأول عن الفترة الإنتقالية ويعني خذلان الشباب الثوري وأحذروا ثم أحذروا أن تخذلوا هذا الشباب الثوري فحينها ستندمون حيث لاينفع الندم. إن الرفض الذي يتشكل للممارسات السياسية المدنية يكرس لفشل
المكون المدني وهذا بالضرورة يخدم توجهات لهدم الفترة الإنتقالية ،وإن حدث هذا ستتحملون المسئولية كاملة ، ولن يشفع لكم الشعب السوداني.


▪️اتركوا لجان المقاومة وشأنها ولا تشوهوا اجمل ما أنتجته العقلية السودانية من مقاومة الإستبداد والظلم ..ادعموها بمشاريع البناء الوطني والسلم الإجتماعي واتركوها مبرأة من كل عيب ،تمارس دورها الطبيعي كأطر شعبية تمثل الثورة والثوار وتحافظ على الفترة الإنتقالية خط دفاع حقيقي وصمام أمان ...
IMG-20170115-WA0041.jpg