الموت قدر مقدر والأحزاب قدر مقدر !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الموت قدر مقدر والأحزاب قدر مقدر !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


07-03-2020, 06:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593755555&rn=0


Post: #1
Title: الموت قدر مقدر والأحزاب قدر مقدر !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-03-2020, 06:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الموت قدر مقدر والأحزاب قدر مقدر !!

قال أحد المساطيل : ( أكره الصيف لكثرة العقارب وإجازات الطلاب !! ) .. والشعوب في أنحاء العالم تقول بالمثل : ( نكره الديمقراطية لاقتران الأحزاب في ممارساتها !! ) .. فالديمقراطية في حد ذاتها مرغوبة ومحبوبة ومطلوبة للغاية .. ولكن من عيوب الديمقراطية تواجد تلك الأحزاب التي تبكي الأحوال وتدمي الأكباد .. والمصيبة الكبرى أنه لا توجد ديمقراطية بغير تلك الأحزاب المميتة !!. خير ومرغوب يقترن دائماً بتلك المصيبة الكبرى !.. وهي مصيبة الأحزاب .. وفي السودان لنا تجارب عديدة مع تلك الديمقراطية المزعومة .. وهي تجارب كانت قاسية ومريرة بمعنى الكلمة .. تجارب لم تنجح إطلاقاً في مرة من المرات .. وفي كل تلك التجارب كان الشعب السوداني يصل لمراحل اليأس والإحباط .. حيث يبلغ حالات النجدة والاستغاثة ،، وهي تلك الأحزاب السودانية التي كانت تجعل من حياة الشعب السوداني جحيماً في جحيم .. والبلاد في كافة مراحل الديمقراطية كانت تتراجع للوراء بتلك الدرجات القاتلة والمهلكة .. وفي نهاية المطاف كانت تتعالى أصوات الشعب السوداني .. حيث تلك الصيحات الصريحة : ( العذاب ولا الأحزاب ) .. ومن سخرية الأحوال في هذا السودان كان الشعب دائماً يجد نوعاً من راحة النفس والبال في حال حدوث تلك الانقلابات العسكرية .. تلك النقلة النوعية التي كانت تمثل زيفاُ من الواحة في عمق الصحراء .. ولكن بالتأكيد فإن تلك النقلة كانت دائماً تمثل نوعاً من استرداد الأنفاس بعد عناء الركض خلف سراب الأحزاب السودانية ،، وهي تلك الأحزاب السودانية الهالكة المهلكة .. وفي نفس الوقت فإن تلك الصورة كانت تجعل حال الشعب السوداني كالمستجير من الرمضاء بالنار !.. لا خير في أحزاب تعني الديمقراطية .. ولا خير في عساكر يمثلون الديكتاتورية .. أحزاب تبكي بأشكال وألوان التسويف والمماطلات وقلة الإنجازات .. وحكومات عسكرية تبكي بكثرة الإخفاقات مع القليل من تلك الإنجازات .

لا أحد يعرف حقيقة ذلك العبقري الذي ربط الديمقراطية بالأحزاب !.. ولا أحد يعرف حقيقة ذلك الماكر الذي ربط العسكرية بالخلاص !!.. ولسان حال الشعوب في العالم يقول : ( نحب الديمقراطية بدرجة الجنون وفي نفس الوقت نكره تلك الأحزاب التي تقترن بالديمقراطية بدرجة الجنون !،، ونكره تلك الحكومات الديكتاتورية العسكرية وفي نفس الوقت نحبها لأنها تخلصنا من ويلات الأحزاب !! ) .. ثم نعود مرة أخرى لتوقعات الأحوال في ( سودان الغد ) .. شعب يريد التخلص من تبعات الماضي ويريد الدخول في تجربة ديمقراطية جديدة سليمة تخلو من عيوب الأحزاب السودانية .. وتلك وقفة تباينت حولها الآراء .. فالأجيال صغار السن والبسطاء من الناس يرون أن الخلاص والانطلاق نحو الأمام يكمن في تلك التجربة الديمقراطية الجديدة القادمة في البلاد بعد انقضاء فترة الحكم المؤقت .. وهؤلاء يتوهمون في تلك المسميات السياسية الفارغة التي لا تكون يوماً في أرض الواقع .. والعقلاء من أبناء السودان أهل التجارب السابقة مع تلك الأحزاب السودانية يبكون ليلاً ونهاراً من مغبة تلك التجربة الخائبة المتوقعة !.. وفي اعتقادهم الجازم فإن تلك التجربة القادمة سوف لن تختلف كثيراً عن تلك التجارب الماضية مع تلك الأحزاب السودانية .. ولو أقسمت تلك الأحزاب السودانية بالله صادقة ووضعت يدها فوق المصحف الشريف بأنها سوف تتبدل في ممارساتها وسلوكياتها فإن العقلاء من الناس لا يصدقون إطلاقاً ذلك القسم وذلك الحلف .. وسوف تأتي تلك اللحظات القاتلة المظلمة مرة أخرى بمعية تلك الأحزاب .. وحينها سوف تصل الأمة السودانية لحالات الخيبة والإخفاقات مرة أخرى كالعادة مهما يطول الزمن أم يقصر .. وكالعادة سوف يتمنى الجميع أن تأتي تلك ( الدبابات ) لإنهاء تلك المهازل عن كاهل البلاد .. وتلك الحقيقة القاسية المريرة سوف تؤكدها الأيام إن طالت أم قصرت .. ولسان حال العقلاء من الناس اليوم يقول : ( يا ليت هنالك تجربة ديمقراطية تخلو من تلك الأحزاب !!! ) .