ثلاثة أعوام لا تكفي ..! بقلم هيثم الفضل

ثلاثة أعوام لا تكفي ..! بقلم هيثم الفضل


07-03-2020, 06:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593753650&rn=0


Post: #1
Title: ثلاثة أعوام لا تكفي ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-03-2020, 06:20 AM

06:20 AM July, 03 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –



الإشارات الأولية التي بدأت تطفو على السطح في الآونة الأخيرة حول تمديد الفترة الإنتقالية إلى أربع سنوات ، بالنسبة لي هي أيضاً إشارة واضحة إلى (سمو) و(إرتقاء) مستوى الوعي السياسي لدى مؤسسات الحكم الإنتقالي وحركات الكفاح المُسلَّح فيما يختص بتحديات حماية النظام الديموقراطي وضمان إستمرارهُ دون عقبات ، وذلك من ناحية إيقاف البلاد على أرضية ثابتة ومعقولة الصلابة على مستوى إعادة تأهيل البيئة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، بالقدر الذي يجعلها قابلة (للقيادة والإدارة) من قبل الحزب أو الأحزاب التي ستتولى أمرها بعد إقامة الإنتخابات.

فلول النظام البائد وأذيالهم من الأحزاب التي شاركتهم حكمهم الإنقاذي البغيض ، ثم تلاهُم العسكر عبر بيانات ما بعد مجذرة فض الإعتصام ، كانوا من أوائل المُنادين و(المُهدِّدين) بالإتجاه إلى إنتخابات مُبكرة عقب فترة الإنتقالية لا تتجاوز عام وفي بعد المرات حدَّدوها بستة أشهر ، والقصد من وراء ذلك هو يقينهم الذي لا يقبل الشك أن تسليم السودان إلى حزب أو أحزاب بعد ثلاثين عاماً من التدمير والنهب والتمكين في (أوجز) فترة إنتقالية ، هو الطريق الأضمن والأسرع لحدوث إنقلاب والعودة إلى كراسي السُلطة عبر شعارات وهُتافات عديدة لن يخرج من متونها نُصرة الإسلام وصعوبات الحالة المعيشية ، وكذلك عبر مداخل كثيرة لا نستبعد أن يكون من بينها (تزوير) الإنتخابات نفسها أو تخريبها عبر إثارة الفتن والنعرات القبلية وعزعة الأمن القومي.

ليس هناك من ضمان لإستمرار (تمتُّع) السودان وشعبهُ بنظام ديموقراطي خالد وباقٍ بإذن الله ، إلا عبر إستطالة الفترة الإنتقالية وتمكين قياداتها النزيهة والحائزة على الكفاءة من (إعداد) و(تأهيل) البلاد في كافة القطاعات والمجالات ، ليس فقط لقيام إنتخابات حُرة ونزيهة وإنما أيضاً لتدشين وطن فيه القدر القليل من البنيات الأساسية في كافة المجالات تجعلهُ قابل للحُكم بواسطة (حزب سياسي) كان قد عانى شأنهُ شأن الكثير من الأحزاب الوطنية التي لم تلوِّث تاريخها بالتعاون والمشاركة في الحكم البائد ، من الإفقار المادي والتنظيمي واللوجستي ، هذا فضلاً عن مطاردة قياداته وكوادره والزَّج بهم في السجون وتشريدهم في المنافي ، بالقدر الذي جعل معظم هذه الأحزاب وبالرغم من خبرتها وعطاءها النضالي والوطني (خاوية الوفاض) في مجال التأهيل السياسي والإداري والتنظيمي ، والقٌدرة على مواجهة الأزمات والتحديات الداخلية والإقليمية والدولية ، مما يجعل (إستعجال) تمليكها أمر إدارة البلاد بعد سنين الإنقاذ العجاف مُجازفة وإلقاء للديموقراطية والبلاد في التهلُكة.

على الذين يُراهنون على الديموقراطية كطوق نجاة للسودان الذي لن يستقيم أمر نمائه دون توافق تنوعاته العرقية والثقافية والفكرية والسياسية ، أن يعوا أن التجربة الحالية التي بين يدينا ربما تكون الأخيرة في مجال إرسائنا وتثبيتنا للمسار الديموقراطي من أجل مستقبل السودان الجديد والأجيال القادمة ، وفي سبيل ذلك يجب أن (نُبيح) المحظورات ونتسامى على الجراحات ونقتحم الصِعاب بالمزيد من الشجاعة والعقلانية وإعتماد (الواقعية) في ما نطرح من أفكار وحلول ، علينا ألا نخاف من الإتهامات والتخوين ونقولها بصراحة (ثلاثة أعوام لا تكفي لحماية المسار الديموقراطي من إحتمالات الغدر والفشل والنكوص عن المباديء).

هيثم الفضل.jpg