عارية ترد إلى المعير بقلم امل أحمد تبيدي

08:46 PM July, 02 2020

سودانيز اون لاين
امل أحمد تبيدي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

ضد الانكسار



عندما يدرك المرء أن هذه الحياة ما هي إلا دار ممر الي دار مقر تسقط عنده الأنا وكل مظاهر التكبر مهما علا شانه بل يكون أكثر تواضعا لأنه أدرك أن كل شئ فيها زائل ولا يخلد الإنسان الا بما فعل .....
andقال زهير بن أبي سلمي
ألا لا ارى بعد الحوادث باقيا
ولا خالدا إلا الجبال الرواسي
العالم لا يدخل في دائرة العصيان وهنا لا أتحدث عن عالم يساند الظلم أو يكتم الحق ولا عن رجل دين اتخذ الدين مطية لتحقيق أهدافه الدنيوية انما عن الذين وقر الإيمان في قلوبهم لا يخشون حاكم ظالم ولا يكتمون قول الحق....
يقول ابو العتاهية
أتعصي الله وهو يراك جهرا
وتنسي في غد حقا تراه
وتخلو بالمعاصي وهو دان
إليك وليس تخشى من لقاه
الزهد لا يعني ترك الدينا فالمرء يجمع بين الاثنين لا تختل عنده كفة الميزان يغرق في ملذات الدنيا بلا وازع يحده من الحرام أو يعزل نفسه ويجعل بينه بين الدنيا أسوار تحجب عنه رؤية الواقع........ علي المرء أن يوازن بينهما ( اعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا")
قال أحمد بن حسين (البهلول)
دع الحرص علي الدنيا
وفي العيش فلا تطمع
ولاتجمع من المال
فلا تدري لمن تجمع
هي ايام تمر من عمرنا فلتكن لحب الخير و نبذ الشر و إرساء دعائم السلام و زرع روح الإخوه واخماد الفتن بعقلانية ومنطق يعزز بقاء الانسان لا فناءه..... لندرك ما نزرعه اليوم سنحصده غدا ..... فلا سلطان باقي ولا القوه دائمة.........
يقول الحسن بن علي جابر الهبل:
رويدك من كسب الذنوب فأنت لا
تطيق علي نار الجحيم ولا تقوى
اترضى بأن تلقى المهيمن في غد
وأنت بلا علم لديك ولا تقوى
الحياة تأخذنا بعيدا فلانري الا انفسنا نقتل ونعذب بعضنا البعض وان تجاوزنا قانون الدنيا فإن الموت أمامنا
قيل
رأيت خيال الظل اعظم عبرة
لمن كان في علم الحقائق راقي
وقال آخر
وتطمع في البقاء وكيف تبقى
و ما الدنيا لساكنها بدار
يجب أن لا تخدعنا الدنيا ببريقها الزائف ولا تجرفنا امواج الكذب والنفاق ولا نجعل وسيلتنا للوصول الي الهدف احاكة المؤامرات و تلوين الباطل.... علي الرأعي أن لا يجعل له حاشية تحجبه عن الرعية وأس البلاء دوما رجال حول السلطان.... لتكن السياسة قائمة علي احترام الرأي الآخر نختلف ولكن لا نتبع سياسة الاتهامات الباطله وتصيد الأخطاء للنيل من خصومنا... فالطرق المشروعه كثيره اقصر وامتن هي التي توردنا مورد النجاه لا الهلاك بذلك نؤسس لواقع خالي من النفاق والفتن
هي الدنيا فإن سرتك يوما
فإن الحزن عاقبة السرور
ستسلب كل ما جمعت منها
كعارية ترد إلى المعير
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
[email protected]