هل من الحكمة اعتقال غندور؟ كتبه محمد سمنّور

06:16 PM July, 01 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لا نقول ان غندور لا يستحق الاعتقال،
بالعكس ربما يكون هو اول من يستحق،
فهو من الذين ادّوا اكثر الاعمال خبثا في عهد الانقاذ،
فهو من حيّد النقابات ثم جعلها في جيب النظام.

لكن الرجل السبعيني تقريبا لا يُعرف عنه التهور،
فهو رجل دبلوماسي،
وقد كان ممن يميلون للدولة اكثر من ميلهم الي التنظيم،
كان شجاعا في انتقاده لحكومته وهو وزير خارجية،
عندما احتج علي عدم صرف الدبلوماسيين لرواتبهم عدة اشهر،
وهو ما تسبب في اقالته،
لكن احتجاجه ذاك اضعف النظام كثيرا،
فقد ذاع الخبر وعمّ القري والحضر وكل العالم،
وفضح النظام فضيحة بجلاجل،
واظن ان تلك كانت البداية الحقيقية للهبوط،
فقد ادرك الناس ان النظام لن يذهب ابعد من ذلك،
وممن ادرك تلك الحقيقة بعض اهل النظام انفسهم.

الرجل اصبح رئيسا للحزب بعد سقوط النظام،
وبعد اعتقال رئيس الحزب ونائبه،
والآن ربما يتسلم الرئاسة احد الشباب المتهورين،
كنت اتمني لو اعتقل الرجل بتهمة فساد او اي تهمة حقيقية،
ولكنه اعتقل عشية 30 يونيو،
التوقيت طبعا غير مناسب،
هذا ربما يقرأ علي انه خوف من المؤتمر الوطني،
وهذا في صالحهم لأنه يزيد من حجمهم،
كثيرون من يجهلون ان المؤتمر الوطني لا وزن له علي الاطلاق،
اللهم الا قلة قليلة من شباب الجامعات،
حتي هؤلاء لا يمثلون شيئا،
معروف كيف كانوا يحشدون الطلاب لندوة سياسية مثلا،
كانوا يجمّعون كل منتسبيهم من كل الجامعات حتي من الولايات.
وهكذا كانوا يلمّون الناس للبشير ليخاطبهم لتصوره الكاميرات.

بيان الاعتقال كان مقتضبا،
محاولة تخريبية .. فتشوا منزله ..اعتقلوه،
نخشي ان تكون هذه نفس ما كانوا يفبركونه علي الخلق،
اذن اين التغيير؟
كثير من اعضاء الحكومة الحالية ذاقوا ويلات الاعتقال والسجن،
وبعضهم من دخل بيوت الاشباح،
وبعضهم من كان يخرج من بيته ولا يعرف هل يعود لاولاده ام لا،
هؤلاء يجب ان يكونوا احرص من غيرهم الا تكرر مثل تلك المناهج مع احد،
حتي مع من فعل ذلك بهم،
لان هذا عهد الحرية،
الحرية هي الشعار الاول للثورة،
الحرية والعدالة،
نريد دولة المؤسسات والقانون،
الانقاذ كانت مثالا لدولة الظلم ربما في كل تاريخ البشرية،
الظلم ظلمات يوم القيامة،
ولكن افضل ما تتعلمه من الظلم هو الا تظلم احد،
( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)
اسهل شئ فش الغبينة،
ولكنه يخرّب المدينة.