بكري المدني مثال للضعف المهني عند رؤساء تحرير العصر الانقاذي بقلم عبدالعزيز وداعة الله

بكري المدني مثال للضعف المهني عند رؤساء تحرير العصر الانقاذي بقلم عبدالعزيز وداعة الله


06-29-2020, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593442848&rn=1


Post: #1
Title: بكري المدني مثال للضعف المهني عند رؤساء تحرير العصر الانقاذي بقلم عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 06-29-2020, 04:00 PM
Parent: #0

04:00 PM June, 29 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر



بمجرد أنْ كتبتُ عنوان المقال هذا وقفتْ للحظات على آخِر مفردتيْن فيه, و على الفور اقترن في ذهني العصر الانقاذي بما درسناه في بداية حياتنا التعليمية عن العصر الحجري, حيث التشابه وفير بيْن العصْريْن, و لو أنَّ في العصر الحجري صُحفاً لكان على رئاسة تحريرها الاسماء التى سوف نتناولها بالحديث. لقد كمم العصر الانقاذي الافواه و عطَّل حرية التعبير, و كل صحيفة حرة امينة صادقة كانت تتعرض للمصادَرَة و لكل انواع المضايقات مثل الحرمان مِنْ الاعلانات الحكومية , بمثل التضييق على الكُتَّاب و الصحفيين المتميزين و حرمان بعضهم مِن الكتابة, الأمْر الذي جعل مهنة الصحافة طاردة لأهل الكفاءات إلاَّ مِنْ القِلَّة الصابرة و القابضة على الجمْر, و بلغ التدهور في مستوي الصحافة السودانية للدرجة التى تقرأ لِكثيرٍ مِنْ ما يُكْتَب فيصيبك الغثيان و الاشمئزاز خاصة عندما تقصد مقال رئيس التحرير و تسأل نفسك: أهذه صحف الشعب الأول عربيا مِنْ حيث القراءة حيث كان يقال ان مدينة عربية تؤلِّف و اخري تطبع أمَّا الخرطوم فهي التى تقرأ.
و برغم الغث مِنْ الكتابة الضعيفة مِن حيث اللغة و المضمون في صحافة العهد الانقاذي التى لا تزال نفس الوجوه تتربع عليها و تنفث حشفها و غثها هذا, فإنه لا خيار لنا سوي الأخْذ بطريقة احلاهما مُرٌّ, و الغريب المحزن في الأمْر انَّ هؤلاء الكُتَّاب يجِدُون منابر اضافية اخري يطلون عبْرها على الجمهور, فالفضائيات و الاذاعات تحت سيطرة(اخوانهم) و فضائيات الدول الحاضنة لتنظيمهم شارِعةً الابواب لهم . فَالكاتب المُسْتضاف رغم ضعفه اللغوي يكون فقير المعلومات و مع ذلك يصر مُقدِّم البرنامج ان يسأله اسئلة في كل المجالات و يجيبه الكاتب هذا الضعيف مهنيا بكل(قوّة عين) عن المناهج الدراسية و الدولار الجمركي و سد النهضة و غيرها التى يتحاشي خبراؤها الحديث حولها بإنطلاق, و قد جيء به باعتباره كاتب صحفي و مُحَلِّل سياسي, و قد صدَقَ احد المتابعين لواحدة مثل هذه اللقاءات بقوله: هذا ليس مُحَلِّلاً بِكَسْر حرف اللام الاول و لكن الصحيح ان يكون بفتْحِهِ. و بالطبع يوجد مِن بيْن الانقاذيين مَنْ يجيد الكتابة و يبدع لغةً, لكنه ساقط وطنياً و بالتالي مهنيا .
و نأخذ هنا بكري المدني كمثال لِمَنْ شغلوا رئاسة تحرير في العصر الانقاذي, و نكتفي بِآخِر مقالاته كما قال لي مَنْ ارسله . فتحَتْ عنوان" ما بعد الثلاثين من يونيو" كَتَبَ: (..و الصورة تبدو واضحة اليوم فالناس و الاوضاع تستدعي الجيش و الجيش عند النداء يعلن عن فتح الكباري رغم قرار الحكومة و يتعهد بحماية مسيرة الثلاثين من يونيو التى تخرج ضد قوى الحرية و التغيير و حكومتها و منادية بالعمل على ابعاد الاسلاميين اكثر من المشهد!), و لا تعليق عليه اكثر من التأسف على مِداد يُسْكَب على يد هذا الشخص الذي قال له اهل العصر الانقاذي انه صحفي بل و رئيس تحرير و محللا, بتشديد اللام الاول و كسْرِه.. و يستمر الرجل في تخبطه: ( بعد الثلاثين من يونيو اذا سوف يخسر الاسلاميين الكثير من وجودهم و حريتهم و سوف يخسر اليساريين الكثير من نفوذهم و سلطتهم ايضا فالسلطة سوف تتخذ شكلا جديدا بخروج عدد من الوزراء و ابدالهم بآخرين و ربما تمت المحافظة على حمدوك الذي سيتماهى مع الوضع الجديد!), و التعليق عليه: الزول دا أهبل؟؟.. و: (يريد الشباب من الثوار سلطة جديدة تلبي طموحاتهم و تأتى قدر مقام الثورة)؟؟ و يختم بقوله: (ان الوحيد المستفيد من الثلاثين من يونيو علي ما يبدو هو الامام الصادق المهدي فالرجل الذي تحرك امس على الرغم من وضع حزبه في حالة التجميد سوف يكسب بالقضاء على الاسلاميين و بذهاب اليساريين ايضا!)
و الحسرة تقتلني على حال صحافة السودان و انا احاول جاهداً تحمل قراءة مقال بهذا المستوي و تكملته حتي النهاية. و اسأل نفسي متعجباً: أَمِثل هذا التخبط و ركاكة اللغة يْصدر من شخص يوصف بأنه كاتب صحفي و محلل كمان؟ و اكاد احلف جازما بأن أي انسان عادي تقابله في الشارع لَما قال بهذا الهراء و التخبط الفكري و ضحالة التحليل. ..و كلما سنحت لنا الظروف-بإذن الله- سوف نورد بعضا مِنْ ما يكتبه واحد من هذه الجماعة.